خلفية المعركة
خلال الحرب العالمية الأولى، انضمت اليونان إلى جانب قوات الحلفاء في عام 1917. كانت الجبهة المقدونية، المعروفة أيضًا بالجبهة السالونيكية، مسرحًا ثانويًا للحرب، حيث واجهت قوات الحلفاء القوات البلغارية والألمانية والعثمانية. كانت منطقة سكرا ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها المهيمن على التضاريس المحيطة.
في ربيع عام 1918، قرر الحلفاء شن هجوم واسع النطاق على الجبهة المقدونية بهدف إخراج بلغاريا من الحرب. كانت معركة سكرا جزءًا من هذا الهجوم الأكبر، الذي عُرف لاحقًا باسم هجوم فاردار.
التحضيرات للمعركة
قبل بدء المعركة، قام كلا الجانبين بتحصين مواقعهما في منطقة سكرا. بنى البلغاريون سلسلة من الخنادق والمخابئ والمواقع المحصنة، بينما قام اليونانيون والفرنسيون بإعداد خطوطهم الهجومية.
كانت القوات اليونانية بقيادة الجنرال إيمانويل زندراس، بينما كانت القوات الفرنسية تحت قيادة الجنرال شارل تراني. كانت القوات البلغارية بقيادة الجنرال جورجي تودوروف.
قبل الهجوم، قام الحلفاء بقصف مدفعي مكثف للمواقع البلغارية بهدف إضعاف دفاعاتهم. ومع ذلك، كان البلغاريون قد بنوا تحصينات قوية تمكنت من تحمل القصف إلى حد كبير.
سير المعركة
بدأت معركة سكرا في 17 مايو 1918. شن اليونانيون والفرنسيون هجومًا واسع النطاق على المواقع البلغارية. واجه المهاجمون مقاومة عنيفة من المدافعين، الذين كانوا يتمتعون بموقع دفاعي قوي.
كانت المعركة شرسة، مع قتال عنيف من منزل إلى منزل وبالحربة. تكبد كلا الجانبين خسائر فادحة. تمكن اليونانيون والفرنسيون من تحقيق بعض التقدم، لكنهم واجهوا صعوبة في اختراق الخطوط البلغارية.
في اليوم الثاني من المعركة، كثف الحلفاء هجومهم. تمكنت القوات اليونانية، بدعم من المدفعية الفرنسية، من الاستيلاء على بعض المواقع الرئيسية. ومع ذلك، استمر البلغاريون في القتال بشراسة، وشنوا هجمات مضادة لإعادة الاستيلاء على الأراضي المفقودة.
في نهاية اليوم الثاني، تمكن الحلفاء من الاستيلاء على معظم المواقع البلغارية في منطقة سكرا. ومع ذلك، كانت المعركة مكلفة، حيث تكبد كلا الجانبين خسائر فادحة.
النتائج والخسائر
انتهت معركة سكرا بانتصار الحلفاء. تمكن اليونانيون والفرنسيون من الاستيلاء على منطقة سكرا، مما مكنهم من التقدم في الجبهة المقدونية. ومع ذلك، كان الانتصار مكلفًا، حيث تكبد كلا الجانبين خسائر فادحة.
قدرت الخسائر اليونانية بحوالي 5,482 جنديًا، بينما قدرت الخسائر الفرنسية بحوالي 150 جنديًا. قدرت الخسائر البلغارية بحوالي 7,000 جندي.
كانت معركة سكرا بمثابة انتصار مهم للحلفاء في الجبهة المقدونية. ساهمت المعركة في إضعاف القوات البلغارية، مما مهد الطريق لهجوم فاردار اللاحق، الذي أدى إلى استسلام بلغاريا في سبتمبر 1918.
الأهمية التاريخية
تعتبر معركة سكرا واحدة من أهم المعارك التي خاضها الجيش اليوناني خلال الحرب العالمية الأولى. كانت المعركة بمثابة اختبار لقدرة اليونانيين على القتال إلى جانب قوات الحلفاء. أظهرت المعركة أيضًا أهمية الجبهة المقدونية في المجهود الحربي للحلفاء.
تم الاحتفال بذكرى معركة سكرا في اليونان من خلال النصب التذكارية والاحتفالات. تعتبر المعركة رمزًا للشجاعة والتضحية التي قدمها الجنود اليونانيون خلال الحرب العالمية الأولى.
تفاصيل إضافية عن سير المعركة
- اليوم الأول: بدأت المعركة بقصف مدفعي مكثف من قبل قوات الحلفاء على المواقع البلغارية. بعد القصف، شن المشاة اليونانيون والفرنسيون هجومًا. واجه المهاجمون مقاومة عنيفة من المدافعين البلغاريين، الذين كانوا يتمتعون بتحصينات قوية ومواقع دفاعية ممتازة. تقدمت القوات اليونانية بصعوبة بالغة، واضطرت إلى خوض قتال شرس من خندق إلى خندق.
- اليوم الثاني: كثف الحلفاء هجومهم في اليوم الثاني. تمكنت القوات اليونانية، بدعم من المدفعية الفرنسية، من الاستيلاء على بعض المواقع الرئيسية، بما في ذلك التل 1378 الذي كان يشكل نقطة استراتيجية هامة. استمر القتال العنيف طوال اليوم، مع شن البلغاريين هجمات مضادة لإعادة الاستيلاء على الأراضي المفقودة. بحلول نهاية اليوم، تمكن الحلفاء من السيطرة على معظم المواقع البلغارية في منطقة سكرا.
- دور المدفعية: لعبت المدفعية دورًا حاسمًا في المعركة. استخدم الحلفاء المدفعية لقصف المواقع البلغارية قبل الهجوم، وكذلك لدعم تقدم المشاة. كان للقصف المدفعي تأثير كبير على معنويات المدافعين البلغاريين، وتسبب في خسائر فادحة في صفوفهم.
- استخدام الغازات السامة: استخدم كلا الجانبين الغازات السامة في المعركة. استخدم البلغاريون غاز الخردل ضد القوات اليونانية، مما تسبب في خسائر فادحة. رد الحلفاء باستخدام الغازات السامة ضد المواقع البلغارية.
- المقاومة البلغارية: على الرغم من القصف المدفعي المكثف والهجمات المتواصلة من قبل القوات اليونانية والفرنسية، أبدى الجنود البلغاريون مقاومة شرسة طوال المعركة. قاتل البلغاريون بشجاعة للدفاع عن مواقعهم، وتسببوا في خسائر فادحة في صفوف المهاجمين.
تأثيرات المعركة على معنويات الجنود
كان لمعركة سكرا تأثير كبير على معنويات الجنود المشاركين فيها. بالنسبة للجنود اليونانيين، كان الانتصار في سكرا بمثابة دفعة قوية لمعنوياتهم. أثبتت المعركة أن الجيش اليوناني قادر على القتال بنجاح ضد القوات البلغارية، وأن اليونان يمكن أن تساهم بشكل فعال في المجهود الحربي للحلفاء. أما بالنسبة للجنود البلغاريين، فقد كانت الهزيمة في سكرا بمثابة ضربة قوية لمعنوياتهم. أظهرت المعركة أنهم كانوا يواجهون عدوًا قويًا، وأن فرصهم في الفوز بالحرب كانت تتضاءل.
خاتمة
كانت معركة سكرا دي ليجن معركة مهمة في الجبهة المقدونية للحرب العالمية الأولى. حقق الحلفاء انتصارًا تكتيكيًا، لكنه كان مكلفًا بالنظر إلى الخسائر الفادحة. ساهمت المعركة في نهاية المطاف في إضعاف بلغاريا وإخراجها من الحرب.