جوزيف أربايو (Joe Arpaio)

<![CDATA[

نشأته وبداية حياته المهنية

ولد جوزيف أربايو في سبرينغفيلد، ماساتشوستس، لأبوين مهاجرين إيطاليين. بدأ حياته المهنية في تطبيق القانون كضابط شرطة في واشنطن العاصمة في عام 1950. بعد ذلك، عمل في وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) لمدة 25 عامًا، حيث عمل في مناصب مختلفة في الولايات المتحدة وخارجها. خلال فترة عمله في وكالة مكافحة المخدرات، اكتسب أربايو سمعة كضابط صارم في مكافحة المخدرات. كان معروفًا بأساليبه المباشرة ورفضه للتساهل مع المجرمين.

عمدة مقاطعة ماريكوبا

في عام 1992، انتخب أربايو عمدة مقاطعة ماريكوبا. سرعان ما اكتسب شهرة على المستوى الوطني بسبب أساليبه الفريدة في تطبيق القانون. قام بتنفيذ عدد من السياسات التي أثارت جدلاً واسعًا.

معسكرات السجون في الهواء الطلق: أقام أربايو معسكرات سجون في الهواء الطلق حيث كان السجناء يعيشون في خيام بدلاً من الزنازين التقليدية. زعم أربايو أن هذه المعسكرات كانت وسيلة فعالة لخفض التكاليف ومعاقبة السجناء.
الزي الوردي: أقر أربايو ارتداء السجناء للزي الوردي الزاهي، قائلاً إن هذا سيجعل من الصعب عليهم الهروب.
فرق السجناء المتطوعين: أنشأ أربايو فرقًا من السجناء المتطوعين لأداء مهام مختلفة، مثل تنظيف الطرقات.
عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين: جعل أربايو مكافحة الهجرة غير الشرعية أولوية رئيسية، وقام بالعديد من العمليات التي استهدفت المهاجرين الذين ليس لديهم وثائق.

واجهت سياسات أربايو انتقادات واسعة النطاق. اتُهم بالإساءة إلى حقوق الإنسان، والتمييز ضد اللاتينيين، والتعامل القاسي مع السجناء. تعرض لانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان، والمسؤولين الحكوميين، ووسائل الإعلام.

الجدل والمواجهة القانونية

طوال فترة عمله كعمدة، واجه أربايو العديد من الدعاوى القضائية والمواجهات القانونية. في عام 2007، رفع مكتب العدل الأمريكي دعوى قضائية ضد أربايو، زاعمًا أن مكتبه متورط في نمط من سوء السلوك الذي ينتهك حقوق المواطنين اللاتينيين. في عام 2011، وجد قاضٍ أن مكتب أربايو مذنب في التمييز العنصري، وأمر مكتبه بتغيير ممارساته.

في عام 2016، اتُهم أربايو بازدراء المحكمة لعدم امتثاله لأوامر المحكمة في قضية التمييز العنصري. أدين في عام 2017، لكن الرئيس دونالد ترامب أصدر عفوًا عنه قبل النطق بالحكم. أثار العفو جدلاً واسعًا، حيث اتهمه النقاد بتقويض سيادة القانون.

نهاية مسيرته السياسية

خسر أربايو الانتخابات لمنصب عمدة مقاطعة ماريكوبا في عام 2016. ترشح مرة أخرى في عام 2020، لكنه خسر أيضًا. على الرغم من ذلك، بقي أربايو شخصية عامة بارزة، حيث استمر في التعبير عن آرائه حول قضايا الهجرة وإنفاذ القانون.

إرثه

كان لجوزيف أربايو تأثير كبير على إنفاذ القانون والسياسة في الولايات المتحدة. لقد كان شخصية مثيرة للجدل، وقد أثارت سياساته جدلاً واسعًا. يعتبره البعض بطلاً لمكافحة الجريمة، بينما يراه آخرون رمزًا للإفراط في السلطة والتمييز. لا يزال إرثه موضوعًا للنقاش.

القضايا البارزة والاتهامات

بصرف النظر عن الدعوى القضائية الفيدرالية المتعلقة بالتمييز العنصري، واجه أربايو عددًا من القضايا البارزة والاتهامات خلال فترة عمله كعمدة:

الوفيات في السجون: تعرض أربايو لانتقادات بسبب ارتفاع معدل الوفيات في سجون مقاطعة ماريكوبا. زعم النقاد أن ظروف السجن القاسية والإهمال الطبي ساهمت في هذه الوفيات.
تحقيقات في قضايا فساد: خضع أربايو لعدة تحقيقات في قضايا فساد، بما في ذلك مزاعم سوء استخدام أموال الضرائب. لم يتم توجيه أي تهم إليه في هذه التحقيقات.
التحقيقات في شهادة الميلاد: كان أربايو من بين الشخصيات التي شككت في صحة شهادة ميلاد الرئيس السابق باراك أوباما. قاد تحقيقًا في هذه القضية، والذي وصفه النقاد بأنه محاولة يائسة للتشهير بأوباما.

تأثيره على سياسات الهجرة

لعب أربايو دورًا كبيرًا في تشكيل السياسات المتعلقة بالهجرة في الولايات المتحدة. كانت حملاته ضد الهجرة غير الشرعية بمثابة نموذج للسياسات الأكثر صرامة التي تم تبنيها في جميع أنحاء البلاد. أثرت أساليبه على النقاش حول الأمن الحدودي وإنفاذ قوانين الهجرة.

انتقادات أساليبه

على الرغم من شعبيته بين بعض الناخبين، تعرض أربايو لانتقادات واسعة النطاق بسبب أساليبه. اتُهمت سياساته بأنها:

غير دستورية: جادل النقاد بأن بعض سياسات أربايو، مثل عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، انتهكت الحقوق الدستورية.
غير فعالة: زعم النقاد أن سياسات أربايو لم تكن فعالة في الحد من الجريمة.
تمييزية: اتُهمت سياسات أربايو، وخاصة استهداف المهاجرين اللاتينيين، بأنها تمييزية.

محاولاته السياسية اللاحقة

بعد خسارته لمنصب عمدة مقاطعة ماريكوبا، استمر أربايو في السعي للمناصب السياسية. ترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2018، لكنه خسر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. أظهرت هذه المحاولات استمرار تأثيره السياسي، على الرغم من تراجع شعبيته.

الدعم والتأييد

حظي أربايو بدعم قوي من بعض الدوائر، بما في ذلك بعض المحافظين ووسائل الإعلام المحافظة. كان يتمتع بشعبية خاصة بين الناخبين الذين يدعمون سياسات الهجرة المتشددة. ساهم هذا الدعم في قدرته على البقاء في منصبه لفترة طويلة وفي استمراره في الساحة السياسية.

الخلافات المستمرة

على الرغم من تقاعده من منصب عمدة، استمرت الخلافات المرتبطة بأربايو في الظهور. استمرت القضايا المتعلقة بسوء سلوكه السابق في الظهور في وسائل الإعلام، مما أدى إلى استمرار النقاش حول إرثه وتأثيره على إنفاذ القانون.

العلاقات مع دونالد ترامب

كان لدى أربايو علاقة وثيقة مع الرئيس السابق دونالد ترامب. أيد أربايو ترامب في حملته الانتخابية عام 2016، وحضر ترامب حفلًا لدعم أربايو في محاولته الفاشلة للعودة إلى منصب عمدة في عام 2020. كان العفو الرئاسي عن أربايو بمثابة علامة على دعم ترامب المستمر له.

تأثيره على الثقافة الشعبية

بسبب شخصيته المثيرة للجدل، ظهر أربايو في العديد من وسائل الإعلام الشعبية، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية. ساهمت هذه الظهورات في زيادة الوعي العام بسياساته وأساليبه.

التحديات القانونية المستمرة

على الرغم من العفو الرئاسي، استمرت بعض القضايا القانونية المتعلقة بأربايو. لا يزال يتعين على المحاكم أن تحدد ما إذا كانت بعض الإجراءات التي اتخذها أثناء وجوده في منصبه كانت غير قانونية.

المقارنات مع شخصيات أخرى

غالبًا ما تمت مقارنة أربايو بشخصيات أخرى مثيرة للجدل في مجال إنفاذ القانون والسياسة. غالبًا ما قارنه مؤيدوه بشخصيات مثل باتريك هنري، بينما قارنه معارضوه بشخصيات تاريخية معروفة بإساءة استخدام السلطة.

التقييم العام لإرثه

من الصعب تقديم تقييم نهائي لإرث جوزيف أربايو. يعتمد التقييم على وجهة نظر المرء. بينما يعتبره البعض بطلاً، يراه آخرون شخصية مثيرة للخلاف. من المؤكد أن تأثيره على إنفاذ القانون والسياسة سيستمر في الشعور به لسنوات قادمة.

خاتمة

كان جوزيف أربايو شخصية بارزة ومثيرة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة. اشتهر بأساليبه الفريدة في تطبيق القانون، والتي أثارت جدلاً واسعًا. على الرغم من إنجازاته، فقد واجه انتقادات شديدة واتهامات بسوء السلوك والتمييز. إرثه معقد، وما زال تأثيره على إنفاذ القانون والسياسة محل نقاش حتى اليوم.

المراجع

]]>