<![CDATA[
تأسيس الجمعية وأهدافها
تأسست جمعية ترقي الأردية في البداية في مدينة علي كره بالهند على يد مجموعة من المفكرين والأدباء المسلمين، بقيادة العلامة شبلي النعماني. كان الهدف الرئيسي للجمعية هو الحفاظ على اللغة الأردية كلغة أدبية وثقافية، وتعزيز استخدامها في التعليم والإدارة. بالإضافة إلى ذلك، سعت الجمعية إلى:
- توحيد اللغة الأردية وتوحيد قواعدها.
- ترجمة الكتب والمقالات إلى اللغة الأردية من اللغات الأخرى، وخاصة الإنجليزية.
- نشر الأدب الأردي وتوزيعه على نطاق واسع.
- تأسيس المدارس والمؤسسات التعليمية التي تدرس اللغة الأردية.
أعمال الجمعية وإنجازاتها
منذ تأسيسها، قامت جمعية ترقي الأردية بعدة أنشطة وإنجازات مهمة ساهمت في تطوير اللغة الأردية ونشرها:
- نشر الكتب والدوريات: أصدرت الجمعية عددًا كبيرًا من الكتب والدوريات باللغة الأردية، بما في ذلك المجلات الأدبية والعلمية. ساهمت هذه المطبوعات في نشر المعرفة والأدب الأردي على نطاق واسع.
- ترجمة الأعمال الأدبية: قامت الجمعية بترجمة عدد كبير من الأعمال الأدبية والعلمية من اللغات الأخرى إلى اللغة الأردية، مما أثرى اللغة الأردية وفتحها على ثقافات العالم المختلفة.
- إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية: ساهمت الجمعية في تأسيس العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية التي تدرس اللغة الأردية، مما ساعد على الحفاظ على اللغة وتعليمها للأجيال القادمة.
- تنظيم المؤتمرات والندوات: نظمت الجمعية العديد من المؤتمرات والندوات التي ناقشت قضايا اللغة الأردية وأساليب تطويرها. ساهمت هذه الفعاليات في توعية الجمهور بأهمية اللغة الأردية.
- تطوير معايير اللغة: عملت الجمعية على وضع معايير موحدة للغة الأردية، مما ساهم في توحيدها وتسهيل تعلمها واستخدامها.
دور الجمعية في حركة الاستقلال
لعبت جمعية ترقي الأردية دورًا مهمًا في حركة الاستقلال الهندية. فقد ساهمت في تعزيز الهوية الثقافية للمسلمين في الهند، وساعدت في توحيدهم حول قضية الاستقلال. كانت اللغة الأردية تعتبر رمزًا للثقافة الإسلامية في الهند، وبالتالي فإن دعم الجمعية للغة كان بمثابة دعم للهوية الثقافية للمسلمين.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الجمعية في نشر الوعي السياسي بين المسلمين الهنود، وتشجيعهم على المشاركة في الحركات السياسية التي تهدف إلى تحقيق الاستقلال. عملت الجمعية على توعية المسلمين بأهمية التعليم والتقدم، وساعدت في إعدادهم للمشاركة في الحياة السياسية بعد الاستقلال.
التحديات التي واجهتها الجمعية
واجهت جمعية ترقي الأردية العديد من التحديات خلال فترة عملها. كانت أبرز هذه التحديات:
- الاستعمار البريطاني: عارضت السلطات البريطانية في البداية أنشطة الجمعية، لأنها اعتبرت أن اللغة الأردية تهديدًا للغة الإنجليزية التي كانت لغة رسمية في الهند.
- التقسيم الطائفي: أدت التوترات الدينية المتزايدة بين الهندوس والمسلمين إلى صعوبة في العمل المشترك بين أبناء الشعب الواحد، مما أثر على أنشطة الجمعية.
- النزاعات اللغوية: شهدت الهند نزاعات لغوية بين الأوردية والهندية، مما أثر على مكانة اللغة الأردية.
- نقص التمويل: واجهت الجمعية صعوبات في الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ أنشطتها ومشاريعها.
الجمعية بعد تقسيم الهند
بعد تقسيم الهند عام 1947، انتقلت بعض أنشطة الجمعية إلى باكستان، حيث أصبحت اللغة الأردية اللغة الوطنية. استمرت الجمعية في باكستان في دعم اللغة الأردية وتطويرها، وأنشأت العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية. أما في الهند، فقد استمرت الجمعية في العمل على الحفاظ على اللغة الأردية وتعزيزها، ولكنها واجهت تحديات جديدة بسبب التغيرات السياسية والاجتماعية.
في باكستان، لعبت جمعية ترقي الأردية دورًا مهمًا في توحيد اللغة الأردية وتطويرها. قامت الجمعية بإصدار القواميس والمعاجم، وإنشاء المدارس والكليات التي تدرس اللغة الأردية. كما ساهمت في نشر الأدب الأردي وتوزيعه على نطاق واسع.
أما في الهند، فقد واجهت الجمعية تحديات جديدة بعد تقسيم الهند. فقد أصبحت اللغة الأردية تواجه منافسة من اللغات الأخرى، مثل الهندية والإنجليزية. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت اللغة الأردية للتمييز في بعض الأحيان من قبل بعض الجماعات السياسية. ومع ذلك، استمرت الجمعية في العمل على الحفاظ على اللغة الأردية وتعزيزها في الهند.
أهمية جمعية ترقي الأردية اليوم
لا تزال جمعية ترقي الأردية تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على اللغة الأردية وتعزيزها في كل من الهند وباكستان. فالجمعية تساهم في:
- الحفاظ على اللغة الأردية: من خلال دعم المدارس والمؤسسات التعليمية التي تدرس اللغة الأردية.
- نشر الأدب الأردي: من خلال إصدار الكتب والدوريات باللغة الأردية.
- تطوير اللغة الأردية: من خلال وضع المعايير اللغوية وتطوير القواميس والمعاجم.
- تعزيز الثقافة الأردية: من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات التي تناقش قضايا اللغة والأدب الأردي.
اليوم، تواجه جمعية ترقي الأردية تحديات جديدة، مثل تراجع الاهتمام باللغة الأردية في بعض المجتمعات، وانتشار اللغات الأخرى. ومع ذلك، تواصل الجمعية العمل على الحفاظ على اللغة الأردية وتعزيزها، من خلال التكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.
خاتمة
جمعية ترقي الأردية هي منظمة تاريخية لعبت دورًا حاسمًا في تطوير اللغة الأردية والحفاظ عليها. على الرغم من التحديات العديدة التي واجهتها، فقد تمكنت الجمعية من تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات التعليم والأدب والترجمة. اليوم، تواصل الجمعية عملها في الحفاظ على اللغة الأردية وتعزيزها، وهي بذلك تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي الغني للمنطقة.