حياته المبكرة وتعليمه
ولد ميلان كانغرغا في زغرب، كرواتيا، في عام 1923. درس الفلسفة في جامعة زغرب، وتخرج في عام 1949. خلال دراسته، تأثر بالعديد من الفلاسفة البارزين، بما في ذلك هيجل وماركس وكيركغارد. بعد التخرج، عمل كانغرغا كمدرس للفلسفة في المدارس الثانوية قبل أن ينضم إلى هيئة التدريس في جامعة زغرب في عام 1955.
مدرسة براكسيس الفلسفية
كان كانغرغا أحد الأعضاء المؤسسين لمدرسة براكسيس الفلسفية، وهي حركة فكرية ماركسية إنسانية نشأت في يوغوسلافيا في الستينيات. ركزت مدرسة براكسيس على أهمية الممارسة العملية (البراكسيس) في فهم العالم وتغييره. انتقد أعضاء المدرسة التفسيرات الدوغمائية للماركسية التي سادت في الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية، ودعوا إلى تفسير أكثر إبداعًا وانفتاحًا للماركسية يركز على الحرية الفردية والإبداع البشري.
كان كانغرغا من أبرز المساهمين في مدرسة براكسيس. ركزت أعماله على نقد الاغتراب، وأهمية الحرية، ودور العقل في التاريخ. جادل بأن الماركسية يجب أن تسعى إلى تحقيق مجتمع يتمتع فيه الأفراد بالحرية في تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
أعماله الفلسفية الرئيسية
ترك ميلان كانغرغا إرثًا غنيًا من الكتابات الفلسفية التي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع. من بين أعماله الرئيسية:
- “Etika ili revolucija” (الأخلاق أو الثورة): يستكشف هذا الكتاب العلاقة بين الأخلاق والثورة، ويجادل بأن الثورة الحقيقية يجب أن تكون مدفوعة بمبادئ أخلاقية.
- “Smisao i besmisao” (المعنى واللامعنى): يتناول هذا الكتاب مسألة المعنى في الحياة، ويستكشف الطرق التي يمكن للأفراد من خلالها إيجاد المعنى في عالم يبدو في كثير من الأحيان عبثيًا.
- “Hegel, Marx, revolucija” (هيجل، ماركس، الثورة): يقدم هذا الكتاب تحليلًا نقديًا لفلسفة هيجل وماركس، ويستكشف العلاقة بين أفكارهم والثورة.
- “Praksa – Vrijeme – Svijet” (الممارسة – الزمن – العالم): يدرس هذا الكتاب العلاقة بين الممارسة والزمن والعالم، ويجادل بأن الممارسة هي الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم ونشكله.
بالإضافة إلى هذه الكتب، كتب كانغرغا العديد من المقالات والأوراق البحثية حول مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية. تميزت كتاباته بالوضوح والعمق والالتزام القوي بالحرية الفردية والعدالة الاجتماعية.
تأثيره وإرثه
كان لميلان كانغرغا تأثير كبير على الفكر الفلسفي في يوغوسلافيا السابقة وخارجها. ألهمت أفكاره العديد من الطلاب والمفكرين، وساهمت في تطوير حركة ماركسية إنسانية حيوية. لا تزال أعماله تدرس وتحلل حتى اليوم، وهي ذات صلة بالقضايا الأخلاقية والسياسية المعاصرة.
كان كانغرغا مدافعًا قويًا عن الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية، وكان يعتقد أن الفلسفة يجب أن تلعب دورًا في تحسين العالم. ألهمت أفكاره العديد من الأشخاص للنضال من أجل عالم أكثر عدلاً وإنسانية.
انتقادات
على الرغم من تأثيره الكبير، لم يكن ميلان كانغرغا بمنأى عن الانتقادات. اتهمه بعض النقاد بالغموض والتجريد في كتاباته، بينما انتقده آخرون لعدم تقديمه حلول عملية للمشاكل التي تناولها. ومع ذلك، حتى منتقديه يعترفون بأهمية مساهماته في الفكر الفلسفي.
أثيرت انتقادات حول تركيزه على البراكسيس وأثرها المحتمل على تجاهل الهياكل الاجتماعية والاقتصادية الأوسع التي تشكل حياة الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، واجهت تفسيراته للماركسية تحديات من قبل الماركسيين الأرثوذكس الذين اعتقدوا أنه ابتعد كثيرًا عن المبادئ الأساسية للماركسية.
حياته اللاحقة ووفاته
بعد انهيار يوغوسلافيا، استمر كانغرغا في الكتابة والتدريس في جامعة زغرب. ظل ملتزمًا بمبادئه الفلسفية، ودافع عن أهمية الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية. توفي في زغرب في عام 2008 عن عمر يناهز 84 عامًا.
خاتمة
كان ميلان كانغرغا فيلسوفًا بارزًا ساهم بشكل كبير في تطوير الفكر الفلسفي في يوغوسلافيا السابقة وخارجها. كان مدافعًا قويًا عن الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية، وألهمت أفكاره العديد من الأشخاص للنضال من أجل عالم أفضل. على الرغم من بعض الانتقادات، يظل إرثه الفلسفي حيًا ومؤثرًا حتى اليوم.