<![CDATA[
نشأته وبداية مسيرته المهنية
ولد بويد ويتلوفر في ساسكاتون، ساسكاتشوان. حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة ساسكاتشوان عام 1936. خلال دراسته الجامعية، بدأ اهتمامه بعلم الآثار، حيث تأثر بالبروفيسور ألكسندر ماكاي، الذي حفزه على استكشاف المواقع الأثرية في جميع أنحاء المقاطعة. بعد تخرجه، عمل لفترة وجيزة في مجالات مختلفة قبل أن يتفرغ لمتابعة شغفه بعلم الآثار.
في عام 1940، تزوج من إليزابيث غريس ميلينغتون. استمر زواجهما طوال حياته وأنجبا أربعة أطفال. وقد قدمت إليزابيث الدعم والتشجيع لويتلوفر طوال مسيرته المهنية.
بعد فترة وجيزة من عمله في الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، التحق بجامعة تورنتو، حيث حصل على درجة الماجستير في علم الآثار عام 1950. هذا التعليم العالي عزز فهمه النظري والمنهجي لعلم الآثار.
إسهاماته في علم الآثار في ساسكاتشوان
شغل ويتلوفر منصب عالم الآثار الإقليمي في ساسكاتشوان من عام 1950 إلى عام 1964. خلال هذه الفترة، قاد عددًا كبيرًا من الحفريات والمسوحات الأثرية التي كشفت عن رؤى قيمة حول تاريخ السكان الأصليين في المنطقة. كان لعمله تأثير كبير على تطوير هذا المجال في كندا.
من أبرز إنجازاته:
- استكشاف موقع أفيان: قاد ويتلوفر التنقيبات في موقع أفيان الأثري، وهو موقع رئيسي يقع على طول نهر ساسكاتشوان. قدمت الحفريات في أفيان أدلة مهمة حول ثقافة شعب الأسهينيوبوين (أسينيبوين) وشعب الكري خلال فترة ما قبل الاتصال الأوروبي.
- التنقيبات في موقع سيتي: قام بالتنقيب في موقع سيتي، وهو موقع مهم آخر في مقاطعة ساسكاتشوان. أظهرت الحفريات وجود مجتمعات مختلفة من السكان الأصليين واستيطانهم المتواصل للمنطقة على مدى آلاف السنين.
- المساهمة في تأسيس علم الآثار في ساسكاتشوان: ساهم ويتلوفر في تأسيس علم الآثار كعلم جاد ومحترف في ساسكاتشوان. وقد فعل ذلك من خلال التدريب والتعليم العام والتوعية بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.
قام ويتلوفر بتدريب عدد كبير من علماء الآثار الشباب، مما ساهم في بناء جيل جديد من الباحثين المتخصصين في دراسة الماضي في كندا. كان لجهوده تأثير كبير على نشر الوعي العام بأهمية علم الآثار والحفاظ على التراث الثقافي.
مساهماته الأكاديمية والبحثية
بالإضافة إلى عمله الميداني، كان ويتلوفر باحثًا أكاديميًا غزير الإنتاج. نشر العديد من المقالات والتقارير التي قدمت تحليلات متعمقة حول الاكتشافات الأثرية في ساسكاتشوان. ساهمت كتاباته في تطوير الفكر الأثري في كندا وتوفير الأساس للمعرفة حول تاريخ السكان الأصليين.
أهم أعماله المنشورة:
- تقارير الحفريات: كتب العديد من التقارير التفصيلية عن الحفريات التي أجراها، بما في ذلك تقارير عن موقعي أفيان وسيتي. قدمت هذه التقارير معلومات قيمة للباحثين الآخرين.
- المقالات الأكاديمية: نشر مقالات في مجلات علمية مرموقة، حيث قدم تحليلات جديدة حول الثقافات القديمة.
من خلال عمله الأكاديمي، ساعد ويتلوفر في نشر المعرفة حول علم الآثار وساهم في تطوير فهم أعمق لتاريخ السكان الأصليين في كندا. وقد ساهمت كتاباته في الحفاظ على هذا التاريخ للأجيال القادمة.
الاعتراف والتقدير
حصل بويد ويتلوفر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته في علم الآثار. حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة ساسكاتشوان عام 1975. كما تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات الأثرية والجمعيات العلمية. كان تقديرًا لعمله الدؤوب وتفانيه في الحفاظ على التراث الثقافي في كندا.
تُظهر الجوائز والتكريمات التي حصل عليها مدى أهمية عمله وتأثيره على علم الآثار الكندي. لقد كان رمزًا مهمًا في مجال علم الآثار.
إرثه
يستمر إرث بويد ويتلوفر في التأثير على علم الآثار في كندا. أسس برنامجًا قويًا للبحث والتدريب، مما أدى إلى استمرار الاكتشافات والتقدم في مجال علم الآثار في ساسكاتشوان. كما أن عمله ساعد على تعزيز فهم أعمق للتاريخ والثقافة الغنية للسكان الأصليين في كندا.
يعتبر ويتلوفر شخصية محورية في تاريخ علم الآثار الكندي. فقد ترك إرثًا دائمًا من خلال عمله الميداني وأبحاثه وتدريبه للآخرين. يعتبر كتابه وتقاريره الأساسية مرجعًا للباحثين والطلاب.
وفاته
توفي بويد ويتلوفر في 27 نوفمبر 2009، عن عمر يناهز 95 عامًا. تركت وفاته فراغًا في مجتمع علم الآثار، ولكن إرثه يستمر من خلال عمل تلاميذه ومساهماته في هذا المجال.
خاتمة
كان بويد ويتلوفر شخصية رئيسية في علم الآثار الكندي. من خلال عمله في ساسكاتشوان، ساعد في تشكيل فهمنا لتاريخ وثقافة السكان الأصليين في السهول الكندية. لقد ترك إرثًا دائمًا من خلال اكتشافاته وأبحاثه وتدريبه للآخرين. يعتبر “أبو علم الآثار في ساسكاتشوان” وستظل مساهماته في هذا المجال مصدر إلهام للأجيال القادمة.