<![CDATA[
خلفية وتاريخ الأوبرا
بدأ تشايكوفسكي في كتابة تشيريفيتشكي في عام 1885، بعد نجاح أوبراه السابقة “أوجين أونيغين”. كان تشايكوفسكي مفتونًا بقصص غوغول، وقد سبق له أن لحّن أوبرا أخرى تعتمد على قصة غوغول، وهي “فاكولا الحداد”. ومع ذلك، قرر تشايكوفسكي إعادة كتابة “فاكولا الحداد” وتوسيعها لتصبح “تشيريفيتشكي”، وذلك بسبب رغبته في إضفاء طابع درامي أعمق وتطوير الشخصيات الرئيسية.
أُجريت تغييرات كبيرة على النص الأصلي لغوغول. قام تشايكوفسكي بتكليف الكاتب ياكوف بولونسكي بكتابة الليبريتو (نص الأوبرا) الجديد. ركز الليبريتو على قصة الحب بين فاكولا وأوكسانا، مع إضافة مشاهد جديدة وتعزيز الجوانب الكوميدية والفانتازية. تم الانتهاء من الأوبرا في عام 1887.
ملخص الحبكة
تدور أحداث الأوبرا في قرية أوكرانية صغيرة عشية عيد الميلاد. تتشابك فيها قصة حب فاكولا، الحداد الشاب، وأوكسانا، الفتاة الجميلة والمغرورة. بينما يحاول فاكولا الفوز بقلب أوكسانا، تضع أوكسانا شرطًا مستحيلًا: يجب عليه أن يحضر لها الأحذية (تشيريفيتشكي) التي ترتديها الإمبراطورة. في نفس الوقت، يحاول الشيطان سرقة القمر للانتقام من فاكولا، الذي طرده في السابق.
تتصاعد الأحداث عندما يذهب فاكولا في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى سانت بطرسبرغ، حيث يلتقي بالإمبراطورة كاثرين الثانية ويتوسل إليها الحصول على الأحذية. في النهاية، وبفضل مساعدة القديس نيكولاس، يحصل فاكولا على الأحذية ويعود إلى قريته. تدرك أوكسانا حبها لفاكولا وتعترف به، وتنتهي الأوبرا بزواجهما السعيد.
الفصول والمشاهد
- الفصل الأول: عشية عيد الميلاد في القرية. يظهر الشيطان محاولاً إغواء فاكولا، لكنه يفشل. أوكسانا ترفض حب فاكولا، وتشترط عليه إحضار الأحذية التي ترتديها الإمبراطورة.
- الفصل الثاني: في الليلة نفسها، يذهب فاكولا في رحلة إلى سانت بطرسبرغ على ظهر الشيطان.
- الفصل الثالث: في سانت بطرسبرغ، يشاهد فاكولا الإمبراطورة في حفل استقبال. يطلب من الإمبراطورة الأحذية، وتحقق له أمنيته.
- الفصل الرابع: يعود فاكولا إلى قريته. تدرك أوكسانا حبها له، ويعود كل شيء إلى طبيعته، وتنتهي الأوبرا بالزفاف.
الشخصيات الرئيسية
- فاكولا: الحداد الشاب، المحب لأوكسانا.
- أوكسانا: الفتاة الجميلة والمغرورة، حبيبة فاكولا.
- الشيطان: يمثل الشر، ويسعى للانتقام من فاكولا.
- القديس نيكولاس: يساعد فاكولا في رحلته.
- الإمبراطورة كاثرين الثانية: تظهر في أحد المشاهد في سانت بطرسبرغ.
الموسيقى
تتميز موسيقى تشيريفيتشكي بالجمال والروعة، وتعكس ببراعة المشاعر المختلفة للشخصيات والأحداث. تجمع الموسيقى بين الألحان الشعبية الأوكرانية والأسلوب الرومانسي لتشايكوفسكي. تتضمن الأوبرا مقطوعات أوركسترالية رائعة، وأغانٍ فردية وجماعية تعبر عن المشاعر، ومشاهد راقصة حيوية.
من أبرز المقطوعات الموسيقية في الأوبرا:
- “أغنية فاكولا”
- “أغنية أوكسانا”
- “الرقصات الأوكرانية”
- “مشهد الثلج”
أهمية الأوبرا وتأثيرها
على الرغم من أن تشيريفيتشكي لم تحظَ بنفس الشهرة التي حظيت بها أعمال تشايكوفسكي الأخرى مثل “بحيرة البجع” أو “كسارة البندق”، إلا أنها تعتبر عملًا فنيًا مهمًا. تظهر الأوبرا موهبة تشايكوفسكي في كتابة الأوبرات، وتبرز قدرته على المزج بين الدراما والكوميديا والفانتازيا. كما أنها تعكس اهتمام تشايكوفسكي بالثقافة الروسية والأوكرانية، وتعبر عن حبه للموسيقى الشعبية.
تم إحياء تشيريفيتشكي في السنوات الأخيرة، وحظيت بعروض ناجحة في العديد من دور الأوبرا حول العالم. لا تزال الأوبرا تحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى الكلاسيكية، وهي شهادة على عبقرية تشايكوفسكي.
الاختلافات عن “فاكولا الحداد”
على الرغم من أن تشيريفيتشكي تستند إلى نفس القصة التي استندت إليها أوبرا “فاكولا الحداد” السابقة لتشايكوفسكي، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين العملين. تعتبر تشيريفيتشكي أطول وأكثر تفصيلاً من “فاكولا الحداد”، وتحتوي على مشاهد وشخصيات إضافية. قام تشايكوفسكي بتعديل الليبريتو بشكل كبير، وأضاف المزيد من العناصر الكوميدية والفانتازية. كما أن الموسيقى في تشيريفيتشكي أكثر نضجًا وتعقيدًا من تلك الموجودة في “فاكولا الحداد”.
لماذا تستحق المشاهدة؟
تشيريفيتشكي تقدم تجربة أوبرالية ممتعة ومؤثرة. تجمع بين الدراما الرومانسية والكوميديا الخفيفة، وتقدم قصة آسرة عن الحب والأمل والتغلب على الصعاب. الموسيقى الجميلة والأداء الرائع للشخصيات يجعلانها تجربة لا تُنسى. إذا كنت من محبي الأوبرا أو تبحث عن عمل فني جديد للاستمتاع به، فإن تشيريفيتشكي خيار ممتاز.
خاتمة
تُعد تشيريفيتشكي أوبرا رائعة من تأليف بيوتر إيليتش تشايكوفسكي، مستوحاة من قصة نيكولاي غوغول “ليلة عيد الميلاد”. تتميز الأوبرا بموسيقى غنية، وقصة آسرة، وشخصيات محبوبة. على الرغم من أنها ليست معروفة مثل بعض أعمال تشايكوفسكي الأخرى، إلا أنها عمل فني يستحق الاكتشاف والاستمتاع به. تقدم الأوبرا مزيجًا مثاليًا من الدراما والكوميديا والرومانسية، مما يجعلها تجربة أوبرالية لا تُنسى.