<![CDATA[
تاريخ التأسيس
تأسس معهد المحبة في أربون، سويسرا، في 20 فبراير 1828، على يد الأب أنطونيو روزميني-سرباتي. كان روزميني كاهنًا وفيلسوفًا ولاهوتيًا، ورأى الحاجة إلى جماعة دينية تعمل على تجديد الكنيسة الكاثوليكية من خلال التعليم والوعظ والعمل الرسولي. استلهم روزميني رؤيته من الكتاب المقدس والتقليد الكاثوليكي، وتأثر بالفكر الفلسفي، ولا سيما أفكار القديس أوغسطين. بدأت الجماعة بالانتشار السريع في جميع أنحاء إيطاليا وبعض الدول الأوروبية الأخرى.
مؤسس الجماعة: القديس أنطونيو روزميني-سرباتي
ولد أنطونيو روزميني-سرباتي في 25 مارس 1797 في بلدة روفيريتو، إيطاليا. نشأ في عائلة نبيلة متدينة، وتلقى تعليمًا جيدًا في الفلسفة واللاهوت. في عام 1821، رُسم كاهنًا، وبدأ في تطوير أفكاره حول تجديد الكنيسة. كتب روزميني العديد من الكتب والمقالات التي تناولت قضايا لاهوتية وفلسفية واجتماعية. كان له تأثير كبير على الكنيسة الكاثوليكية في عصره، ودعم الإصلاحات الليبرالية. توفي روزميني في 1 يوليو 1855. تم تطويبه في 18 نوفمبر 2007.
الغايات والأهداف
تهدف جماعة الرسمينيين إلى خدمة الكنيسة الكاثوليكية من خلال عدة وسائل، تشمل:
- الوعظ والإرشاد: يكرز الرسمينيون بالإنجيل ويوجهون الناس نحو حياة مسيحية أفضل.
- التعليم: يدير الرسمينيون المدارس والكليات والجامعات، ويهدفون إلى توفير تعليم جيد قائم على القيم المسيحية.
- العمل الرسولي: يعمل الرسمينيون في المناطق الفقيرة والمحرومة، ويسعون إلى تخفيف المعاناة الإنسانية وتقديم المساعدة للمحتاجين.
- الفكر اللاهوتي والفلسفي: يركز الرسمينيون على دراسة اللاهوت والفلسفة، ويهدفون إلى تعزيز الفهم العميق للإيمان المسيحي.
تشمل أهدافهم أيضًا تعزيز الوحدة بين المسيحيين، والعمل من أجل السلام والعدالة في العالم.
الهيكل التنظيمي
يترأس الجماعة الرئيس العام، الذي ينتخب كل ست سنوات. يقع المقر العام للجماعة في روما. تتكون الجماعة من مقاطعات وأقاليم، يرأس كل منها رئيس إقليمي أو مدير. يعمل الرسمينيون في جميع أنحاء العالم، ولهم وجود في العديد من البلدان، بما في ذلك إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والعديد من الدول الأخرى.
الفكر اللاهوتي والفلسفي للرسمينيين
يتميز الفكر اللاهوتي والفلسفي للرسمينيين بتركيزهم على عدة مبادئ أساسية:
- أولوية المحبة: يعتبر الرسمينيون المحبة هي أعظم الفضائل المسيحية، ويدعون إلى محبة الله ومحبة القريب.
- أهمية العقل: يؤمن الرسمينيون بأهمية العقل في فهم الإيمان المسيحي، ويدعون إلى استخدام العقل في دراسة اللاهوت والفلسفة.
- التركيز على المسيح: يركز الرسمينيون على شخص المسيح وتعاليمه، ويعتبرونه النموذج الأعلى للحياة المسيحية.
- الالتزام بالإنجيل: يلتزم الرسمينيون بالإنجيل كمرجع أساسي للإيمان والحياة المسيحية.
تأثر فكر روزميني بالفلسفة المثالية الألمانية، وخاصة بأفكار هيغل وشيلنغ. ومع ذلك، سعى روزميني إلى دمج الفلسفة الحديثة مع اللاهوت الكاثوليكي التقليدي. كان لروزمني تأثير كبير على الفكر الكاثوليكي في القرن التاسع عشر، ولا يزال فكره يؤثر على العديد من اللاهوتيين والفلاسفة حتى اليوم.
الرسمينيون والتعليم
لعب الرسمينيون دورًا هامًا في مجال التعليم. لقد أسسوا العديد من المدارس والكليات والجامعات في جميع أنحاء العالم. يهدفون إلى توفير تعليم جيد قائم على القيم المسيحية. يركز منهجهم الدراسي على العلوم الإنسانية والفلسفة واللاهوت، بالإضافة إلى العلوم الطبيعية والتكنولوجيا. يهدفون إلى تطوير الطلاب من الناحية الفكرية والأخلاقية والروحية. تعتبر المدارس والجامعات الرسمينية مراكز للتميز الأكاديمي والبحث العلمي.
الرسمينيون والعمل الرسولي
يشارك الرسمينيون بنشاط في العمل الرسولي. يخدمون المحتاجين والفقراء والمرضى، ويوفرون لهم الدعم الروحي والمادي. يعملون في المستشفيات والملاجئ ودور الأيتام، ويسعون إلى تخفيف المعاناة الإنسانية. يشاركون أيضًا في التبشير والإرساليات في جميع أنحاء العالم، ويسعون إلى نشر الإنجيل بين جميع الناس. يولي الرسمينيون اهتمامًا خاصًا للقضايا الاجتماعية، مثل الفقر والظلم والتمييز، ويعملون من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
الرسمينيون والعلاقات المسكونية
يدعم الرسمينيون الحوار والتعاون مع الطوائف المسيحية الأخرى. يؤمنون بأهمية الوحدة بين المسيحيين، ويعملون من أجل تحقيق هذه الوحدة. يشاركون في الحوارات المسكونية، ويسعون إلى فهم الاختلافات العقائدية، والعمل من أجل إيجاد أرضية مشتركة. يعتبر الرسمينيون أن الحوار المسكوني هو وسيلة مهمة لتعزيز السلام والعدالة في العالم.
الرسمينيون في العصر الحديث
لا يزال الرسمينيون نشطين في الكنيسة الكاثوليكية اليوم. يستمرون في العمل في مجال التعليم والوعظ والعمل الرسولي. يواجهون تحديات العصر الحديث، مثل العلمانية والعولمة، ويحاولون الاستجابة لهذه التحديات بطرق مبتكرة. يواصلون أيضًا دراسة الفكر اللاهوتي والفلسفي لروزمني، وتطبيق أفكاره على القضايا المعاصرة. يعمل الرسمينيون على الحفاظ على تراثهم الروحي والفكري، والتأكد من استمرارية رسالتهم في خدمة الكنيسة والعالم.
الرسمينيون وشخصيات بارزة
على مر السنين، برز العديد من الرسمينيين كشخصيات مهمة في مجالات مختلفة. قدموا مساهمات كبيرة في اللاهوت والفلسفة والتعليم والعمل الرسولي. من بين الشخصيات البارزة:
- الأب أنطونيو روزميني-سرباتي: مؤسس الجماعة.
- الكاردينال فينسينزو جويا: كان رئيسًا عامًا للجماعة وله دور كبير في تحديثها.
- الأب جوزيبي بونيللي: كاتب ومفكر، ترك بصمة في مجال اللاهوت.
- العديد من الأساتذة والعلماء: الذين ساهموا في تطوير التعليم والبحث في المؤسسات الرسمينية.
خاتمة
الرسمينيون هم جماعة دينية كاثوليكية رومانية تهدف إلى خدمة الكنيسة والعالم من خلال الوعظ والتعليم والعمل الرسولي. تأسست على يد الأب أنطونيو روزميني-سرباتي، الذي كان كاهنًا وفيلسوفًا ولاهوتيًا. يتميز الرسمينيون بتركيزهم على الفكر اللاهوتي والفلسفي، والالتزام القوي بالإنجيل. يواصل الرسمينيون عملهم في العصر الحديث، ويواجهون تحديات العصر بطرق مبتكرة، ساعين إلى الحفاظ على تراثهم الروحي والفكري.