مقدمة
نورس كيب (الاسم العلمي: Daption capense)، ويُعرف أيضًا باسم حمام كيب أو نورس بنتادو أو نورس كيب الكامل، هو طائر بحري شائع في الجنوب. يتميز بألوانه اللافتة وبأنه من بين أكثر الطيور البحرية وفرة في منطقة القطب الجنوبي. غالبًا ما يُرى وهو يتبع السفن ويقتات على مختلف الفرائس الصغيرة.
التصنيف والتسمية
ينتمي نورس كيب إلى فصيلة النورسيات (Procellariidae)، وهي فصيلة كبيرة تضم العديد من أنواع الطيور البحرية، بما في ذلك النوارس البحرية والطيور الغبية والطيور النارية. الاسم العلمي “Daption capense” مشتق من الكلمة اليونانية “Dapto”، والتي تعني “مليء بالبقع”، في إشارة إلى النمط المرقط المميز لريش الطائر. أما كلمة “capense” فهي لاتينية وتعني “من كيب”، في إشارة إلى رأس الرجاء الصالح، حيث تم اكتشاف هذا النوع لأول مرة.
الوصف الفيزيائي
نورس كيب طائر متوسط الحجم، يبلغ طوله حوالي 38-41 سم (15-16 بوصة) ويتراوح طول جناحيه بين 86 و91 سم (34-36 بوصة). يتميز بريشه الأبيض والأسود المتباين. الرأس والصدر والبطن بيضاء، بينما الظهر والأجنحة والذيل سوداء مرقطة ببقع بيضاء. يوجد أيضًا شريط أسود مميز على طول الجزء الخلفي من الرقبة. المنقار أسود وقصير نسبيًا، والأقدام سوداء مع بعض التلوين الأزرق الشاحب. لا يوجد اختلاف كبير في المظهر بين الذكور والإناث، على الرغم من أن الذكور قد يكونون أكبر قليلاً في المتوسط.
التوزيع والموطن
نورس كيب طائر قطبي جنوبي، يتكاثر في الجزر المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية، بما في ذلك جزر جورجيا الجنوبية وجزر أوركني الجنوبية وجزر شيتلاند الجنوبية وجزر باليني. خلال موسم التكاثر، تتجمع بأعداد كبيرة في مستعمرات على المنحدرات الصخرية والتلال. خارج موسم التكاثر، ينتشر نورس كيب على نطاق واسع عبر المحيط الجنوبي، وغالبًا ما يُرى وهو يتبع السفن أو يحوم حول كتل الجليد. يمكن العثور عليه في بعض الأحيان شمالًا حتى جنوب إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية.
السلوك والنظام الغذائي
نورس كيب طائر اجتماعي للغاية، وغالبًا ما يُرى في أسراب كبيرة، خاصة حول السفن ومصادر الغذاء الأخرى. إنه طائر رشيق وقوي، قادر على الطيران لمسافات طويلة فوق المحيطات العاصفة. يتغذى نورس كيب على مجموعة متنوعة من الفرائس الصغيرة، بما في ذلك الكريل والأسماك الصغيرة والحبار والقشريات. غالبًا ما يتغذى على السطح، ويغمس رأسه في الماء لالتقاط الفريسة. كما أنه معروف بأنه يتبع السفن ويلتقط فضلات الطعام الملقاة في البحر.
- التغذية: يتغذى نورس كيب بشكل أساسي على الكريل والأسماك الصغيرة والحبار والقشريات.
- السلوك الاجتماعي: يتواجد في أسراب كبيرة وغالبًا ما يتبع السفن بحثًا عن الطعام.
- الطيران: طائر رشيق وقوي قادر على الطيران لمسافات طويلة.
التكاثر
يبدأ موسم التكاثر لنورس كيب في شهر أكتوبر أو نوفمبر، عندما تعود الطيور إلى مستعمرات التكاثر الخاصة بها. تضع الإناث بيضة واحدة في عش بسيط مبني من الحصى والطين. يحتضن كلا الوالدين البيضة لمدة تتراوح بين 40 و50 يومًا. بعد الفقس، يتم تغذية الفرخ من قبل كلا الوالدين عن طريق تقيؤ الطعام المهضوم. يستغرق الفرخ حوالي 50 إلى 60 يومًا حتى يصبح قادرًا على الطيران. يبدأ نورس كيب في التكاثر في سن 3-5 سنوات ويمكن أن يعيش لمدة تصل إلى 20 عامًا أو أكثر.
- موسم التكاثر: يبدأ في أكتوبر/نوفمبر.
- العش: بسيط مصنوع من الحصى والطين.
- الحضانة: 40-50 يومًا، يقوم بها كلا الوالدين.
- الفترة حتى الطيران: 50-60 يومًا.
التهديدات والحماية
يعتبر نورس كيب من الأنواع الأقل تهديدًا من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، نظرًا لتوزيعه الواسع وتقديرات أعداده الكبيرة. ومع ذلك، فإنه يواجه عددًا من التهديدات المحتملة، بما في ذلك التلوث النفطي وتغير المناخ والصيد الجائر للأسماك. يمكن أن يتسبب التلوث النفطي في تسمم الطيور وتدمير مصادر غذائها. يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى تغيير توزيع ووفرة فرائسها. يمكن أن يؤدي الصيد الجائر للأسماك إلى تقليل توافر الغذاء لنورس كيب. يتم بذل جهود للحفاظ على نورس كيب من خلال مراقبة أعداده ومواقع التكاثر، والحد من التلوث النفطي، وتعزيز ممارسات الصيد المستدامة.
حقائق مثيرة للاهتمام
- نورس كيب قادر على شرب مياه البحر. لديهم غدة خاصة في رؤوسهم تقوم بتصفية الملح الزائد من الماء.
- غالبًا ما يرى نورس كيب يتبع السفن لمسافات طويلة. لقد عُرف أنهم يتبعون السفن لأكثر من 1000 كيلومتر (620 ميل).
- نورس كيب قادر على تقيؤ زيت كريه الرائحة على الحيوانات المفترسة المحتملة. يُعرف هذا الزيت باسم زيت المعدة ويستخدم للدفاع عن النفس.
- يعيش نورس كيب لفترة طويلة نسبيًا. يمكن أن يعيشون لمدة تصل إلى 20 عامًا أو أكثر.
- يتمتع نورس كيب ببصر ممتاز، مما يسمح له برؤية الفريسة من مسافة بعيدة.
أهمية نورس كيب في النظام البيئي
يلعب نورس كيب دورًا هامًا في النظام البيئي للقطب الجنوبي. فهو مفترس مهم للكريل والأسماك الصغيرة والحبار، ويساعد على تنظيم أعداد هذه الأنواع. بالإضافة إلى ذلك، يعمل نورس كيب ككاسح، ويتغذى على الحيوانات النافقة والمادة العضوية الأخرى. يساعد هذا في الحفاظ على نظافة النظام البيئي وإعادة تدوير العناصر الغذائية.
دراسات وأبحاث حول نورس كيب
خضع نورس كيب للعديد من الدراسات والأبحاث على مر السنين. ركزت هذه الدراسات على جوانب مختلفة من حياتهم، بما في ذلك سلوكهم الغذائي وعاداتهم التكاثرية وتوزيعهم وتركيبهم الجيني. ساعدت هذه الدراسات على فهم أفضل لهذه الطيور الرائعة والدور الذي تلعبه في النظام البيئي للقطب الجنوبي.
خاتمة
نورس كيب هو طائر بحري مميز وشائع في منطقة القطب الجنوبي. يتميز بريشه المرقط اللافت للنظر وسلوكه الاجتماعي وقدرته على التكيف مع البيئات القاسية. على الرغم من أنه يعتبر حاليًا من الأنواع الأقل تهديدًا، إلا أنه يواجه عددًا من التهديدات المحتملة، مما يجعل جهود الحفاظ عليه أمرًا بالغ الأهمية لضمان بقائه على المدى الطويل.