<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد جاريد كوشنر في نيويورك، ونشأ في عائلة يهودية أرثوذكسية. التحق بمدرسة راماز في مانهاتن، وهي مدرسة خاصة يهودية. ثم التحق بجامعة هارفارد، حيث درس العلوم السياسية، وتخرج عام 2003. بعد ذلك، التحق كوشنر بكلية الحقوق بجامعة نيويورك وكلية إدارة الأعمال بجامعة نيويورك في وقت واحد، وحصل على شهادة الدكتوراه في القانون وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال في عام 2007.
مسيرته المهنية في مجال العقارات
بدأ كوشنر مسيرته المهنية في مجال العقارات في عام 2006، عندما ورث شركة العقارات العائلية، كوشنر العقارية، من والده. في ذلك الوقت، كانت الشركة تعاني من الديون والمشاكل القانونية. ومع ذلك، تمكن كوشنر من تحويل الشركة إلى شركة ناجحة للغاية. قام بشراء العديد من العقارات البارزة، بما في ذلك مبنى نيويورك تايمز في عام 2007 مقابل 285 مليون دولار.
تحت قيادة كوشنر، توسعت شركة كوشنر العقارية بسرعة. استحوذت الشركة على عدد كبير من العقارات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك الشقق والمكاتب والمتاجر. كما استثمرت الشركة في مشاريع تطوير جديدة، بما في ذلك مشروع جادة مانهاتن، وهو مشروع سكني وتجاري ضخم في نيويورك.
الزواج والعائلة
تزوج جاريد كوشنر من إيفانكا ترامب في عام 2009. إيفانكا هي ابنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لديهما ثلاثة أطفال.
دوره في إدارة ترامب
خلال إدارة ترامب، شغل كوشنر منصب مستشار كبير للرئيس. لعب دورًا رئيسيًا في مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك:
- السلام في الشرق الأوسط: قاد كوشنر الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
- الإصلاح الجنائي: عمل كوشنر على إصلاح نظام العدالة الجنائية في الولايات المتحدة.
- التجارة: شارك كوشنر في مفاوضات التجارة مع دول أخرى.
- مكافحة جائحة كوفيد-19: لعب كوشنر دورًا في الاستجابة لجائحة كوفيد-19.
كان لكوشنر تأثير كبير على سياسات إدارة ترامب. ومع ذلك، تعرض لانتقادات بسبب أدواره المتعددة وتضارب المصالح المحتمل.
انتقادات
واجه كوشنر العديد من الانتقادات خلال حياته المهنية، خاصة خلال فترة عمله في البيت الأبيض. وشملت هذه الانتقادات:
- تضارب المصالح: اتُهم كوشنر بتضارب المصالح بسبب استثماراته العقارية وأعماله التجارية الأخرى أثناء عمله في البيت الأبيض.
- الافتقار إلى الخبرة: شكك البعض في افتقار كوشنر إلى الخبرة في بعض المجالات التي كان مسؤولاً عنها في البيت الأبيض.
- العلاقات مع دول أجنبية: أثارت علاقات كوشنر مع دول أجنبية، مثل المملكة العربية السعودية، جدلاً بسبب المخاوف بشأن التأثير المحتمل.
- إدارة أزمة كوفيد-19: تعرض كوشنر للانتقادات بسبب دوره في الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وخاصةً بسبب جهوده الأولية لتأمين الإمدادات الطبية.
مبادرات السلام في الشرق الأوسط
كان كوشنر مهتمًا بشكل خاص بمبادرات السلام في الشرق الأوسط خلال فترة عمله في البيت الأبيض. قاد الجهود لبلورة “صفقة القرن”، وهي خطة سلام شاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. على الرغم من أن الخطة قوبلت بانتقادات واسعة النطاق ورفضها الفلسطينيون، إلا أنها أدت إلى اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
اتخذ كوشنر نهجًا فريدًا في هذه المفاوضات، وركز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للقضية. قام بزيارات مكثفة إلى المنطقة والتقى بقادة من مختلف الأطراف. على الرغم من أن جهوده لم تنجح في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل كامل، إلا أنها تركت أثرًا كبيرًا في المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
مشاركته في التكنولوجيا والاستثمار
بالإضافة إلى عمله في العقارات والسياسة، استثمر كوشنر في شركات التكنولوجيا الناشئة. كان له دور في تأسيس شركة “Cadre”، وهي منصة استثمارية عقارية رقمية. كما استثمر في شركات أخرى في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية. ويعكس هذا الاهتمام بالتكنولوجيا والابتكار تطور رؤية كوشنر كرجل أعمال.
حياته بعد البيت الأبيض
بعد مغادرته البيت الأبيض، عاد كوشنر إلى التركيز على أعماله التجارية واستثماراته. أسس شركة استثمارية جديدة تسمى “Affinity Partners”، والتي تركز على الاستثمار في الشركات الناشئة والتكنولوجيا. كما أنه يشارك في كتابة مذكراته.
ميراثه
يُنظر إلى جاريد كوشنر على أنه شخصية مثيرة للجدل. لقد حقق نجاحًا كبيرًا في مجال الأعمال، ولعب دورًا مهمًا في إدارة ترامب. ومع ذلك، فقد واجه أيضًا انتقادات بسبب سلوكه وأفعاله. يظل ميراثه موضوع نقاش مستمر.
أعماله الأدبية
في عام 2022، نشر كوشنر مذكراته بعنوان “Breakthrough: Three Weeks That Transformed a Life” (التحول: ثلاثة أسابيع غيرت حياة). يتناول الكتاب جوانب مختلفة من حياته المهنية والشخصية، بما في ذلك تجاربه في مجال العقارات، وزواجه من إيفانكا ترامب، وعمله في البيت الأبيض. يركز الكتاب بشكل خاص على فترة عمله في البيت الأبيض ومحاولاته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
التحولات في مسيرته
مرت مسيرة جاريد كوشنر بتحولات كبيرة. من تطوير العقارات إلى العمل في السياسة، أظهر قدرة على التكيف والتعامل مع بيئات مختلفة. يمثل هذا التنوع في الاهتمامات والتحديات جانبًا مهمًا في فهم شخصيته وتأثيره.
العلاقات مع الشخصيات البارزة
أقام جاريد كوشنر علاقات مع شخصيات بارزة في مجالات مختلفة، بما في ذلك السياسة والأعمال. تعتبر علاقته مع الرئيس السابق دونالد ترامب هي الأكثر شهرة، حيث عمل كوشنر كمستشار مقرب له. كما أقام علاقات مع قادة عالميين آخرين، مما يعكس شبكة علاقاته الواسعة.
تقييم إرثه
يتطلب تقييم إرث جاريد كوشنر النظر في مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك نجاحاته وإخفاقاته، وتأثيره على مجالات مختلفة. يتطلب هذا التقييم نظرة شاملة تأخذ في الاعتبار السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عمل فيها.
ردود الفعل العامة
تفاوتت ردود الفعل العامة على جاريد كوشنر بشكل كبير. في حين أن البعض أشاد بجهوده في مجالات مثل السلام في الشرق الأوسط والإصلاح الجنائي، انتقد آخرون سلوكه ومواقفه السياسية. تعكس هذه الاختلافات في الآراء تعقيد شخصيته وتأثيره.
الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار
يمثل استثمار كوشنر في التكنولوجيا والابتكار اتجاهًا مهمًا في مسيرته المهنية. يعكس هذا الاستثمار اهتمامه بالشركات الناشئة والتكنولوجيا الحديثة، ويظهر قدرته على التكيف مع التغيرات في المشهد الاقتصادي.
خاتمة
جاريد كوشنر شخصية بارزة في السياسة والأعمال الأمريكية. لقد ترك بصمة كبيرة في مجال العقارات، وعمل في البيت الأبيض كمستشار للرئيس ترامب. على الرغم من الجدل المحيط به، إلا أنه يظل شخصية مؤثرة في الحياة العامة. سواء من خلال استثماراته أو مبادراته السياسية، فقد أثّر كوشنر على مجالات مختلفة.