<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد مارفن دونيت في 30 سبتمبر 1926 في مدينة منيابولس، مينيسوتا. حصل على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة مينيسوتا عام 1950، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم النفس الصناعي والتنظيمي من نفس الجامعة في عامي 1952 و1954 على التوالي. خلال دراسته، تأثر دونيت بالعديد من المفكرين البارزين في علم النفس، مما ساعد في تشكيل اهتماماته البحثية والمهنية.
مسيرته المهنية
بدأ دونيت مسيرته المهنية كأستاذ في جامعة بيركلي في كاليفورنيا في عام 1954. ثم انتقل إلى جامعة مينيسوتا، حيث أمضى معظم حياته المهنية. عمل كأستاذ في قسم علم النفس ورئيسًا لقسم علم النفس الصناعي والتنظيمي. شغل أيضًا منصب عميد كلية الدراسات العليا في جامعة مينيسوتا. خلال مسيرته، شغل دونيت مناصب استشارية مع العديد من الشركات والمنظمات الحكومية، مما سمح له بتطبيق أبحاثه ونظرياته في العالم الحقيقي.
مساهماته في علم النفس الصناعي والتنظيمي
كان دونيت باحثًا غزير الإنتاج ومفكرًا مؤثرًا في مجال علم النفس الصناعي والتنظيمي. تركزت أبحاثه على مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك:
- اختيار الموظفين: قام دونيت بتطوير تقنيات جديدة لتقييم المرشحين للوظائف والتنبؤ بأدائهم الوظيفي. ساهم عمله في تحسين دقة وفعالية عمليات التوظيف في العديد من المنظمات.
- تقييم الأداء: أجرى دونيت أبحاثًا مكثفة حول طرق تقييم أداء الموظفين. طور مقاييس وأساليب جديدة لتقييم الأداء، والتي ساهمت في تحسين العدالة والفعالية في هذه العمليات.
- التحفيز: درس دونيت العوامل التي تحفز الموظفين على الأداء الجيد في العمل. استكشف نظريات التحفيز المختلفة، وقدم مساهمات قيمة في فهم كيفية تصميم الوظائف لزيادة الحافز والرضا الوظيفي.
- سلوك الجماعة: أجرى دونيت أبحاثًا حول كيفية عمل الجماعات في بيئات العمل. درس الديناميكيات الجماعية، وقيادة الجماعات، واتخاذ القرارات الجماعية.
- تدريب وتطوير الموظفين: ساهم دونيت في تطوير أساليب تدريب وتطوير الموظفين الفعالة. أجرى أبحاثًا حول تصميم برامج التدريب وتقييم فعاليتها.
أحد أهم مساهمات دونيت كان في تطوير نموذج اختيار الموظفين القائم على الكفاءات (competency-based selection). ركز هذا النموذج على تحديد المهارات والقدرات والسلوكيات الضرورية لأداء الوظيفة بنجاح، ثم استخدام هذه الكفاءات كأساس لعملية الاختيار. كما قام دونيت بتطوير نظرية التبادل الاجتماعي (social exchange theory)، والتي تفسر سلوك الأفراد في بيئات العمل من خلال مفهوم التبادل بين الموظفين والمنظمة.
مؤلفاته
نشر مارفن دونيت العديد من الكتب والمقالات العلمية، والتي أثرت بشكل كبير على مجال علم النفس الصناعي والتنظيمي. من بين أهم مؤلفاته:
- “Handbook of Industrial and Organizational Psychology”: يعتبر هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا في مجال علم النفس الصناعي والتنظيمي، وقد تم تحريره من قبل دونيت على مدى عدة طبعات.
- “Personnel Selection and Placement”: يقدم هذا الكتاب نظرة شاملة على عمليات اختيار وتوظيف الموظفين.
- “Work and Nonwork in the Year 2000”: يتناول هذا الكتاب التحديات والفرص التي تواجه بيئات العمل في المستقبل.
جوائزه وتكريماته
حصل مارفن دونيت على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، تقديرًا لمساهماته المتميزة في مجال علم النفس. وتشمل هذه الجوائز:
- جائزة العالم المتميز من جمعية علم النفس الأمريكية (APA).
- جائزة المساهمة العلمية المتميزة من جمعية علم النفس الصناعي والتنظيمي (SIOP).
- زمالة الأكاديمية الأمريكية لعلم النفس.
إرثه
ترك مارفن دونيت إرثًا دائمًا في مجال علم النفس الصناعي والتنظيمي. أثرت أبحاثه ونظرياته على ممارسات إدارة الموارد البشرية، وتصميم الوظائف، والقيادة، وتحسين الإنتاجية والفعالية التنظيمية. لا يزال عمله يدرس ويقتبس على نطاق واسع، ويستمر في إلهام الباحثين والممارسين في هذا المجال.
نقد وتقييم
على الرغم من مساهماته الكبيرة، لم يكن عمل دونيت بمنأى عن النقد. يرى البعض أن تركيزه على الأساليب التجريبية قد أهمل بعض الجوانب النوعية لسلوك الإنسان في بيئات العمل. ومع ذلك، فإن تأثير دونيت على مجال علم النفس الصناعي والتنظيمي لا يمكن إنكاره. فقد ساهم في تحويل هذا المجال إلى علم قائم على الأدلة، له تطبيقات عملية واسعة.
وفاته
توفي مارفن دونيت في 18 سبتمبر 2007، عن عمر يناهز 80 عامًا. على الرغم من وفاته، فإن إرثه مستمر من خلال أبحاثه ومؤلفاته وتلاميذه، الذين يواصلون تطوير ونشر أفكاره في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
مارفن دونيت كان شخصية بارزة في علم النفس الصناعي والتنظيمي، وساهم عمله بشكل كبير في فهم سلوك الأفراد والجماعات في بيئات العمل. من خلال أبحاثه، ونظرياته، ومؤلفاته، أثر دونيت على ممارسات إدارة الموارد البشرية، وتقييم الأداء، والتحفيز، وتصميم الوظائف. لا يزال إرثه حيًا ومؤثرًا في هذا المجال، ويستمر في إلهام الباحثين والممارسين حول العالم.