<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد ماسر في مدينة سولت ليك، يوتا، في 8 مارس 1872. نشأ في عائلة مورمونية متدينة، وترعرع في بيئة محافظة. تأثر بشدة بتعاليم جوزيف سميث، مؤسس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وبدأ في تبني مبادئ الأصولية المورمونية في سن مبكرة. درس في جامعة ديزيريت (جامعة يوتا حاليًا)، ثم عمل في عدة وظائف قبل أن يتفرغ لنشاطه الديني.
الدخول إلى الأصولية المورمونية
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ظهرت حركة الأصولية المورمونية كتيار منشق عن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. رفض الأصوليون المورمونيون التخلي عن الممارسات التقليدية مثل تعدد الزوجات، والتي كانت الكنيسة قد تخلت عنها رسميًا في عام 1890. انضم ماسر إلى هذه الحركة، وأصبح من أبرز قادتها ومروجيها. اعتقد ماسر أن تعدد الزوجات أمر أساسي للخلاص، وأنه يمثل جزءًا من نظام الله الأبدي.
نشاطه القيادي
تبوأ ماسر مكانة قيادية بارزة في الحركة الأصولية المورمونية. أسس ونشر العديد من المنشورات التي دافعت عن معتقداته وممارساته. كان له دور محوري في تنظيم الجماعات الأصولية المورمونية، وتوحيد صفوفها. وعمل على الحفاظ على تقاليد الأصولية المورمونية ونشرها بين الأجيال الشابة. ألقى ماسر خطبًا ومحاضرات عديدة، وشجع على تطبيق مبادئ الأصولية المورمونية في الحياة اليومية. كما أنه قام بتأسيس جماعات دينية مستقلة، وأسس تجمعات سكنية خاصة للأصوليين المورمون.
معتقداته وتعاليمه
كان ماسر مؤمنًا راسخًا بعدد من المعتقدات الأساسية للأصولية المورمونية. أبرز هذه المعتقدات:
- تعدد الزوجات: آمن ماسر بأن تعدد الزوجات هو وصية إلهية، وشرط أساسي للخلاص.
- الزواج الأبدي: اعتقد ماسر أن الزواج يمكن أن يستمر إلى الأبد، إذا تم في المعابد المورمونية المقدسة.
- النسل الروحي: آمن ماسر بأهمية الإنجاب، وتكوين عائلة كبيرة من أجل تحقيق الخلاص.
- قانون التكريس: أيد ماسر تطبيق قانون التكريس، والذي يهدف إلى مشاركة الممتلكات والثروات بين المؤمنين.
- القيادة الرسولية: دعم ماسر فكرة أن القادة الدينيين يجب أن يكونوا مرتبطين بالرسالة الأصلية ليسوع المسيح.
ركزت تعاليم ماسر على أهمية الطاعة لله، والتمسك بوصاياه. كما أكد على ضرورة الحياة الفاضلة، والابتعاد عن الشرور. شدد على أهمية بناء مجتمع مسيحي مثالي، يلتزم بتعاليم الكتاب المقدس وكتاب مورمون.
التحديات والمواجهة
واجه ماسر وجماعته العديد من التحديات والمواجهات. عارضت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة الأصولية المورمونية بشدة، وحاولت قمعها. تعرض الأصوليون المورمونيون للاضطهاد من قبل السلطات الحكومية، وتمت مقاضاتهم بسبب ممارستهم لتعدد الزوجات. اضطر ماسر إلى الاختفاء في بعض الأحيان لتجنب الاعتقال، واستمر في نشر أفكاره وتعاليمه سرًا. عانت الجماعات الأصولية المورمونية من الانقسامات الداخلية والصراعات على السلطة.
إرثه وتأثيره
ترك ماسر إرثًا كبيرًا في تاريخ الأصولية المورمونية. يعتبره العديد من الأصوليين المورمونيين زعيمًا دينيًا مهمًا، ومدافعًا عن الإيمان. أثرت تعاليمه على تطور الأصولية المورمونية، وألهمت العديد من الأجيال. لا تزال أفكاره ومبادئه حية حتى اليوم، وتؤثر على حياة الآلاف من الأصوليين المورمونيين في جميع أنحاء العالم. ساهم ماسر في الحفاظ على التراث الديني للأصولية المورمونية، ونقله إلى الأجيال القادمة.
أسس ماسر العديد من المنشورات والمجلات التي ساهمت في نشر الأفكار الأصولية المورمونية، ودافعت عنها. وقد شكلت هذه المنشورات مصدراً هاماً للمعلومات والمعتقدات بالنسبة للأصوليين المورمونيين. كما قام ماسر بتأسيس مجتمعات دينية خاصة، ساهمت في الحفاظ على نمط الحياة الأصولي المورموني.
بالإضافة إلى ذلك، ترك ماسر إرثًا من القيادة والتنظيم. ساهم في تنظيم الجماعات الأصولية المورمونية، وتوحيد صفوفها. شجع على التعاون بين الجماعات المختلفة، وعمل على تعزيز الوحدة في وجه التحديات الخارجية. كان ماسر قدوة حسنة للقادة الآخرين في الحركة، وألهمهم في عملهم.
رغم التحديات التي واجهها، استمر ماسر في نصرة معتقداته، والحفاظ على مبادئ الأصولية المورمونية. لقد كان رجلاً مؤمنًا، ومخلصًا لقناعاته، وترك بصمة واضحة في تاريخ الدين.
إسهاماته في المجتمع
بالإضافة إلى دوره الديني، شارك ماسر في بعض الأنشطة المجتمعية. دعم بعض المشاريع الخيرية، وعمل على مساعدة المحتاجين. شجع على التعليم، وساهم في توفير فرص التعليم لأبناء مجتمعه. حاول ماسر أن يكون قدوة حسنة في المجتمع، وأن يمثل القيم الأصولية المورمونية.
على الرغم من أن بعض أفكاره وممارساته كانت مثيرة للجدل، إلا أن ماسر كان له تأثير إيجابي على حياة العديد من الأفراد. قدم الدعم الروحي، وساعد الناس على إيجاد المعنى في حياتهم. شجع على الإيمان والأمل، وساهم في بناء مجتمع متماسك. يمكن القول أن إسهامات ماسر في المجتمع كانت متنوعة، وشملت الجوانب الدينية، والاجتماعية، والإنسانية.
الخلافات والانتقادات
أثارت آراء ماسر وممارساته جدلاً واسعًا. انتقد البعض دعمه لتعدد الزوجات، واعتبروه ممارسة غير أخلاقية. اتهم البعض الآخر ماسر بالتعصب، والتطرف. واجه ماسر انتقادات من داخل كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، ومن الخارج. رغم هذه الانتقادات، ظل ماسر مخلصًا لمعتقداته، مدافعًا عنها.
اتُهم ماسر أيضًا بالاستغلال، واستغلال النساء والأطفال. وقد أثارت هذه الاتهامات جدلاً كبيرًا، وأدت إلى مزيد من الانقسامات داخل المجتمع الأصولي المورموني. رغم هذه الاتهامات، ظل ماسر يحظى بدعم العديد من الأتباع، الذين اعتبروه زعيمًا روحيًا.
من المهم أن ندرك أن تاريخ ماسر معقد، ومتشابك. هناك جوانب إيجابية في حياته، وجوانب سلبية. يتعين علينا أن ننظر إلى كل هذه الجوانب، وأن نحاول فهم شخصيته في سياق عصره، ومجتمعه.
حياته الشخصية
تزوج ماسر عدة مرات، وأنجب العديد من الأطفال. كانت حياته الشخصية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمعتقداته الدينية. كان يعتقد أن الزواج والأسرة هما أساس المجتمع، وأنهما أمران ضروريان للخلاص. عاش ماسر حياة متدينة، ملتزمة بتعاليم الأصولية المورمونية.
كان ماسر رجلاً يتمتع بشخصية قوية، وقدرة على الإقناع. كان يتمتع بذكاء حاد، وقدرة على التفكير النقدي. كان يحب النقاش، والمناظرة، وكان يتمتع بشخصية جذابة. كان ماسر شخصية مثيرة للجدل، لكنه بالتأكيد كان له تأثير كبير على تاريخ الأصولية المورمونية.
وفاته
توفي جوزيف وايت ماسر في 29 مارس 1954، عن عمر يناهز 82 عامًا. ترك وراءه إرثًا دينيًا وسياسيًا معقدًا، لا يزال يؤثر على حياة الناس حتى اليوم. دفن في مقبرة سولت ليك سيتي، حيث يزوره العديد من الأصوليين المورمونيين حتى اليوم.
خاتمة
كان جوزيف وايت ماسر شخصية محورية في تاريخ الأصولية المورمونية. بصفته زعيمًا دينيًا، ساهم في تشكيل معتقدات وممارسات الحركة. على الرغم من الجدل المحيط به، ترك ماسر إرثًا دائمًا، ولا يزال تأثيره محسوسًا في المجتمع الأصولي المورموني حتى اليوم. لقد كان ماسر رجلاً مؤمنًا، ومخلصًا لقناعاته، وترك بصمة واضحة في تاريخ الدين.