مقدمة
هنري روبنسون تاون (24 أغسطس 1844 – 15 أكتوبر 1924) كان مهندسًا ميكانيكيًا ورجل أعمال أمريكيًا، اشتهر بأنه من أوائل المناصرين للإدارة العلمية. شغل منصب رئيس الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين (ASME) من 1889 إلى 1890. ترأس شركة ييل آند تاون للتصنيع (Yale & Towne Manufacturing Co.) لسنوات عديدة، والتي كانت رائدة في مجال صناعة الأقفال والمفاتيح والأجهزة الأمنية.
نشأته وتعليمه
ولد هنري آر. تاون في فيلادلفيا، بنسلفانيا. تلقى تعليمه في أكاديمية فيلادلفيا قبل أن يبدأ حياته المهنية كمتدرب في ورش بورت ريتشموند التابعة لشركة بنسلفانيا للسكك الحديدية في عام 1861. خلال الحرب الأهلية الأمريكية، عمل تاون كمهندس في البحرية الأمريكية. بعد الحرب، انضم إلى شركة وليام سيلرز وشركاه (William Sellers & Co.)، وهي شركة تصنيع معدات وآلات في فيلادلفيا.
مسيرته المهنية في ييل آند تاون
في عام 1868، دخل تاون في شراكة مع لينوس ييل جونيور، وهو مخترع الأقفال الأسطوانية، لتأسيس شركة ييل آند تاون للتصنيع. بعد وفاة ييل المفاجئة في وقت لاحق من ذلك العام، تولى تاون منصب رئيس الشركة وقادها لتصبح شركة عالمية رائدة في مجال تصنيع الأقفال والمفاتيح والأجهزة الأمنية.
تحت قيادة تاون، توسعت شركة ييل آند تاون بشكل كبير، وقدمت مجموعة واسعة من المنتجات الجديدة. كما أدخل تاون العديد من الممارسات الإدارية المبتكرة التي ساهمت في نجاح الشركة. كان يعتقد بشدة بأهمية الكفاءة والإنتاجية، وقام بتطبيق مبادئ الإدارة العلمية في عمليات التصنيع.
الإدارة العلمية
كان هنري آر. تاون من أوائل المناصرين للإدارة العلمية، وهي نظرية إدارية تركز على تحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال تطبيق الأساليب العلمية على إدارة العمل. في ورقته البحثية المؤثرة “المهندس كرجل اقتصاد” التي قدمها إلى الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين في عام 1886، دعا تاون إلى الاعتراف بالإدارة كعلم قائم بذاته، وشدد على أهمية التعاون بين المهندسين والاقتصاديين لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في الصناعة. جادل تاون بأن المهندسين يجب أن يكونوا على دراية بالجوانب المالية والاقتصادية لأعمالهم، وأن الإدارة يجب أن تعتمد على الحقائق والبيانات الموضوعية بدلاً من الحدس أو التخمين.
أكد تاون على أهمية تحليل العمل، وتوحيد العمليات، وتدريب العمال، وأنظمة الحوافز. كان يعتقد أن من خلال تطبيق هذه المبادئ، يمكن للشركات تحسين إنتاجيتها وخفض التكاليف وزيادة الأرباح. كان لآراء تاون تأثير كبير على تطور الإدارة الحديثة، وألهمت العديد من الشركات الأخرى لتبني ممارسات الإدارة العلمية.
مساهماته في الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين (ASME)
كان هنري آر. تاون عضوًا نشطًا في الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين (ASME) لسنوات عديدة. شغل منصب رئيس الجمعية من 1889 إلى 1890، وقدم العديد من الأوراق البحثية حول مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالهندسة والإدارة. كانت مساهمات تاون في ASME ذات قيمة كبيرة، وساعدت في تشكيل تطور الهندسة الميكانيكية كمهنة.
بالإضافة إلى ورقته البحثية “المهندس كرجل اقتصاد”، قدم تاون أوراقًا بحثية أخرى مهمة، مثل “نظام مشاركة الأرباح” و “أهمية دراسات الوقت في إدارة الورش”. أظهرت هذه الأوراق البحثية اهتمامه العميق بتحسين الكفاءة والإنتاجية في الصناعة، والتزامه بتطوير ممارسات إدارية أفضل.
الإنجازات والجوائز
- رئيس شركة ييل آند تاون للتصنيع لسنوات عديدة، وقادها لتصبح شركة عالمية رائدة في مجال صناعة الأقفال والمفاتيح والأجهزة الأمنية.
- رئيس الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين (ASME) من 1889 إلى 1890.
- من أوائل المناصرين للإدارة العلمية، وقدم مساهمات كبيرة في تطور الإدارة الحديثة.
- حائز على ميدالية هنري لورنس جانت في عام 1920.
حياته الشخصية
تزوج هنري آر. تاون من كيت لوكرمان شيروود في عام 1867. كان لديهم ثلاثة أطفال. كان تاون مهتمًا بالعديد من الأنشطة الخارجية، بما في ذلك الإبحار والصيد. كان أيضًا جامعًا شغوفًا للفنون.
وفاته وإرثه
توفي هنري آر. تاون في 15 أكتوبر 1924، عن عمر يناهز 80 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كمهندس ورجل أعمال ورائد في مجال الإدارة. لا تزال مساهماته في الإدارة العلمية ذات صلة اليوم، وتستمر شركته، ييل آند تاون، في كونها شركة رائدة في مجال الأجهزة الأمنية.
يُذكر تاون بابتكاراته في مجال التصنيع وممارساته الإدارية التقدمية والتزامه بتحسين الكفاءة والإنتاجية. كان شخصية مؤثرة في تطور الإدارة الحديثة، ولا تزال أفكاره تلهم الشركات في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان هنري آر. تاون شخصية بارزة في عالم الهندسة والإدارة، حيث ترك بصمة واضحة في كلا المجالين. من خلال قيادته لشركة ييل آند تاون ودفاعه عن الإدارة العلمية، ساهم تاون بشكل كبير في تطوير الصناعة الحديثة. ستظل مساهماته في تحسين الكفاءة والإنتاجية وإدارة الموارد ذات صلة للأجيال القادمة.