<![CDATA[
مقدمة
كانت أروندل دائرة برلمانية مرتين في مملكة إنجلترا، ومملكة بريطانيا العظمى، والمملكة المتحدة. على مر تاريخها، شهدت الدائرة تغيرات كبيرة في حدودها وتمثيلها السياسي، مما يعكس التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها بريطانيا.
تاريخ الدائرة الانتخابية
تعود جذور الدائرة الانتخابية لأروندل إلى العصور الوسطى، حيث كانت المدن والبلدات المتمتعة بميثاق ملكي ترسل ممثلين إلى البرلمان. كانت أروندل، بوضعها كسوق ومركز تجاري مهم، من بين هذه المدن. ومع ذلك، فإن التاريخ البرلماني لأروندل شهد فترات انقطاع وإعادة تأسيس، مما يجعل تتبع تاريخها أمرًا معقدًا.
الفترة الأولى: بدأت مشاركة أروندل في البرلمان في القرن الثالث عشر، واستمرت حتى فترة معينة عندما فقدت حقها في إرسال ممثلين. كانت هذه الفترة تتسم بتمثيل متقطع، حيث كانت الدائرة ترسل ممثلين في بعض البرلمانات ولا تفعل ذلك في برلمانات أخرى.
الفترة الثانية: تم إعادة تأسيس الدائرة الانتخابية في أروندل في القرن السابع عشر، واستمرت حتى القرن التاسع عشر. خلال هذه الفترة، كانت أروندل تتمتع بتمثيل مستمر في البرلمان، وكانت تعتبر دائرة انتخابية مهمة في مقاطعة ساسكس.
التركيبة السكانية والجغرافية
تقع أروندل في غرب ساسكس، وهي بلدة سوق تاريخية تقع على ضفاف نهر آرون. تتميز المنطقة المحيطة بأروندل بمناظر طبيعية خلابة، بما في ذلك تلال ساوث داونز ومتنزه ساوث داونز الوطني. كانت التركيبة السكانية لأروندل تتأثر بالزراعة والتجارة، ومع مرور الوقت، أصبحت السياحة أيضًا قطاعًا اقتصاديًا مهمًا.
التغيرات السكانية: شهدت أروندل تغيرات سكانية كبيرة على مر القرون. في العصور الوسطى، كانت بلدة صغيرة تعتمد على الزراعة والتجارة المحلية. مع الثورة الصناعية، شهدت المنطقة نموًا سكانيًا محدودًا، ولكنها ظلت بشكل عام منطقة ريفية.
التأثيرات الجغرافية: لعب الموقع الجغرافي لأروندل دورًا مهمًا في تطورها الاقتصادي والسياسي. كان نهر آرون بمثابة طريق مائي حيوي للتجارة والنقل، بينما وفرت التلال المحيطة بالبلدة حماية طبيعية.
التمثيل السياسي
على مر تاريخها البرلماني، مثلت أروندل مجموعة متنوعة من الأحزاب السياسية والشخصيات. كانت الدائرة تعتبر تقليديًا معقلًا للمحافظين، ولكنها شهدت أيضًا فترات من التمثيل الليبرالي واليميني المتطرف.
الشخصيات البارزة: من بين الشخصيات البارزة التي مثلت أروندل في البرلمان، يمكن ذكر أعضاء من العائلات الأرستقراطية المحلية، بالإضافة إلى سياسيين بارزين على المستوى الوطني. لعب هؤلاء الممثلون دورًا مهمًا في تشكيل السياسة البريطانية، وكان لهم تأثير كبير على قضايا مثل التجارة والزراعة والشؤون الخارجية.
التحولات السياسية: شهدت أروندل تحولات سياسية كبيرة على مر القرون. في العصور الوسطى، كانت الدائرة تخضع لتأثير الأسر المحلية القوية. مع صعود الأحزاب السياسية الحديثة، أصبحت أروندل جزءًا من المشهد السياسي الوطني، وشهدت منافسة بين المحافظين والليبراليين والأحزاب الأخرى.
إصلاحات قانون الانتخابات
كانت إصلاحات قانون الانتخابات في القرن التاسع عشر نقطة تحول في تاريخ الدائرة الانتخابية في أروندل. أدت هذه الإصلاحات إلى توسيع نطاق حق التصويت، وإعادة توزيع المقاعد البرلمانية، وتغيير قواعد الانتخابات. نتيجة لذلك، فقدت أروندل تمثيلها البرلماني في عام 1868.
قانون الإصلاح لعام 1832: كان قانون الإصلاح لعام 1832 خطوة أولى مهمة في إصلاح النظام الانتخابي البريطاني. أدى هذا القانون إلى إعادة توزيع المقاعد البرلمانية لصالح المدن الصناعية الجديدة، وتقليل تمثيل الدوائر الانتخابية الصغيرة مثل أروندل.
قانون الإصلاح لعام 1867: كان قانون الإصلاح لعام 1867 أكثر جذرية من قانون عام 1832، حيث وسع نطاق حق التصويت ليشمل المزيد من الرجال العاملين. أدى هذا القانون إلى مزيد من إعادة توزيع المقاعد البرلمانية، وفقدت أروندل تمثيلها البرلماني في عام 1868.
إلغاء الدائرة الانتخابية
تم إلغاء الدائرة الانتخابية في أروندل في عام 1868 بموجب قانون الإصلاح لعام 1867. كان هذا الإلغاء جزءًا من جهد أوسع لإعادة توزيع المقاعد البرلمانية لصالح المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان.
أسباب الإلغاء: كانت هناك عدة أسباب وراء إلغاء الدائرة الانتخابية في أروندل. أولاً، كانت الدائرة صغيرة نسبيًا من حيث عدد السكان، ولم يكن لها نفس الوزن السياسي مثل الدوائر الانتخابية الأكبر. ثانيًا، كانت أروندل تعتبر دائرة “جيبية”، مما يعني أنها كانت تخضع لتأثير الأسر المحلية القوية.
التأثيرات: كان لإلغاء الدائرة الانتخابية في أروندل تأثير كبير على البلدة والمنطقة المحيطة بها. فقدت أروندل صوتها المباشر في البرلمان، وأصبحت جزءًا من دائرة انتخابية أكبر. ومع ذلك، استمرت أروندل في الازدهار كمركز تجاري وثقافي مهم.
إعادة التسمية والتغييرات اللاحقة
على الرغم من إلغاء الدائرة الانتخابية الأصلية في أروندل، تم إنشاء دائرة انتخابية جديدة باسم “أروندل وساوث داونز” في عام 1997. تم تغيير اسم هذه الدائرة لاحقًا إلى “أروندل وإيست هامبشاير” في عام 2017.
أروندل وساوث داونز: تم إنشاء دائرة أروندل وساوث داونز في عام 1997 كجزء من سلسلة من التغييرات في الحدود الانتخابية. غطت هذه الدائرة منطقة واسعة من غرب ساسكس، بما في ذلك بلدة أروندل وتلال ساوث داونز.
أروندل وإيست هامبشاير: تم تغيير اسم دائرة أروندل وساوث داونز إلى أروندل وإيست هامبشاير في عام 2017 ليعكس التغيرات في الحدود الانتخابية. تم نقل جزء من الدائرة إلى مقاطعة هامبشاير المجاورة.
الأهمية التاريخية
على الرغم من تاريخها المتقطع وإلغائها في القرن التاسع عشر، تظل الدائرة الانتخابية في أروندل جزءًا مهمًا من التاريخ البرلماني البريطاني. تعكس الدائرة التحولات السياسية والاجتماعية التي مرت بها بريطانيا على مر القرون، وتسلط الضوء على التغيرات في التمثيل السياسي وتوزيع السلطة.
الدور في التاريخ البرلماني: لعبت أروندل دورًا مهمًا في التاريخ البرلماني البريطاني، حيث مثلت مصالح منطقة ريفية مهمة في مقاطعة ساسكس. كانت الدائرة مسرحًا للعديد من المناقشات السياسية الهامة، وساهمت في تشكيل السياسة البريطانية.
التأثير على المجتمع المحلي: كان للتمثيل البرلماني لأروندل تأثير كبير على المجتمع المحلي. ساعد الممثلون البرلمانيون في الدفاع عن مصالح المنطقة، وجذب الاستثمارات، وتعزيز التنمية الاقتصادية.
خاتمة
كانت أروندل دائرة برلمانية ذات تاريخ طويل ومتنوع. على الرغم من إلغائها في القرن التاسع عشر، فإنها تظل جزءًا مهمًا من التاريخ البرلماني البريطاني، وتعكس التحولات السياسية والاجتماعية التي مرت بها بريطانيا على مر القرون. من خلال فهم تاريخ الدائرة الانتخابية في أروندل، يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة حول تطور الديمقراطية البريطانية والتحديات التي واجهتها.