مقدمة
الستكيزم هي حركة فنية بدأت في لندن، إنجلترا، في عام 1999. أسسها الفنانان تشارلز طومسون وبيلي تشايلديش، وقد اكتسبت الحركة شعبية سريعة كبديل للفن المفاهيمي السائد الذي اعتبره الستكيزميون باطلاً ومدفوعاً بالنخبوية. يركز الستكيزم على العودة إلى الرسم التصويري والتعبير العاطفي، مع التأكيد على الأصالة والتجربة الشخصية.
أصول الستكيزم
نشأت حركة الستكيزم كرد فعل على ما اعتبره مؤسسوها تدهوراً في الفن المعاصر. انتقد تشارلز طومسون وبيلي تشايلديش هيمنة الفن المفاهيمي، الذي رأوا أنه يفتقر إلى المهارة والصدق العاطفي. لقد سعوا إلى إنشاء حركة فنية تحتفي بالرسم واللوحات والتعبير عن الذات، مع التركيز على المحتوى العاطفي والشخصي.
اسم “ستكيزم” مشتق من تعليق أطلقته تريسي أمين على بيلي تشايلديش، عندما قالت له إن فنه “عالق”. تبنى طومسون وتشايلديش هذا المصطلح كاسم لحركتهم، معتبرين أن “العالق” يمثل رفضهم لاتجاهات الفن المعاصر السائدة.
الستكيزم في أستراليا: البدايات
في عام 2000، بدأ الفنان الأسترالي ريغان تامانوي، المقيم في ملبورن، أول مجموعة ستكيزم خارج المملكة المتحدة، مما يمثل بداية انتشار الحركة عالميًا. كان تامانوي على اتصال بتشارلز طومسون، أحد مؤسسي الستكيزم، وتبنى مبادئ الحركة بحماس، وعمل على نشرها في المشهد الفني الأسترالي.
كانت مجموعة ملبورن الستكيزمية رائدة في تقديم الحركة إلى أستراليا. نظم تامانوي معارض وفعاليات فنية تهدف إلى عرض أعمال الفنانين الستكيزميين المحليين وتحدي الأفكار السائدة حول الفن. على الرغم من مواجهة بعض التحديات والجدل، تمكنت المجموعة من إرساء وجود الستكيزم في أستراليا.
الفنانون الستكيزميون الأستراليون البارزون
بالإضافة إلى ريغان تامانوي، ظهر عدد من الفنانين الأستراليين الآخرين الذين تبنوا مبادئ الستكيزم وساهموا في تطور الحركة في أستراليا. من بين هؤلاء الفنانين:
- ريغان تامانوي: المؤسس الرائد لحركة الستكيزم في أستراليا، اشتهر بلوحاته التصويرية التي تعبر عن مواضيع شخصية وعاطفية.
- آندي براون: فنان أسترالي بارز آخر، يركز في أعماله على استكشاف الهوية والذاكرة والتاريخ، من خلال استخدام تقنيات الرسم التقليدية.
- جينا بومان: فنانة ستكيزمية أسترالية معاصرة، تستخدم الفن كوسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية، مع التركيز على قضايا المرأة والبيئة.
مبادئ الستكيزم
تستند حركة الستكيزم إلى عدد من المبادئ الأساسية التي توجه ممارساتها الفنية وفلسفتها. تشمل هذه المبادئ:
- الرسم التصويري: يؤكد الستكيزميون على أهمية الرسم واللوحات كوسائل أساسية للتعبير الفني. إنهم يرفضون الفن المفاهيمي الذي يعتبرونه يفتقر إلى المهارة والصدق العاطفي.
- التعبير العاطفي: يؤمن الستكيزميون بأن الفن يجب أن يعبر عن المشاعر والتجارب الشخصية للفنان. إنهم يشجعون الفنانين على أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وأن يعبروا عن مشاعرهم بطريقة مباشرة وصادقة.
- الأصالة: يقدر الستكيزميون الأصالة في الفن. إنهم يعتقدون أن الفن يجب أن يكون فريدًا ويعكس رؤية الفنان الفردية.
- رفض النخبوية: يرفض الستكيزميون النخبوية في عالم الفن. إنهم يعتقدون أن الفن يجب أن يكون في متناول الجميع، وليس فقط للنخبة.
- مناهضة الفن المفاهيمي: يعارض الستكيزميون بشدة الفن المفاهيمي الذي يعتبرونه باطلاً ومدفوعاً بالنخبوية.
تأثير الستكيزم في أستراليا
كان لحركة الستكيزم تأثير كبير على المشهد الفني في أستراليا، على الرغم من أنها لم تصل إلى مستوى الانتشار الذي حققته في المملكة المتحدة. ساهم الستكيزم في أستراليا في:
- تشجيع الفنانين على العودة إلى الرسم التصويري: لقد ألهمت الحركة العديد من الفنانين الأستراليين لاستكشاف تقنيات الرسم التقليدية والتعبير عن أنفسهم من خلال الرسم واللوحات.
- توفير منصة للفنانين الذين تم تجاهلهم من قبل المؤسسات الفنية السائدة: لقد وفر الستكيزم منصة للفنانين الذين لم يتمكنوا من عرض أعمالهم في المعارض والمتاحف الكبرى.
- تحدي الأفكار السائدة حول الفن: لقد ساهم الستكيزم في إثارة النقاش حول طبيعة الفن وأهدافه، وتحدى الأفكار السائدة حول ما يعتبر “فنًا جيدًا”.
الجدل والانتقادات
واجهت حركة الستكيزم، في أستراليا كما في أماكن أخرى، بعض الجدل والانتقادات. اتهم النقاد الستكيزم بأنه رجعي ومناهض للحداثة، وأنه يرفض التطورات الفنية الهامة في القرن العشرين. كما انتقد البعض تركيز الستكيزم على التعبير العاطفي، معتبرين أنه يؤدي إلى فن مبتذل وعاطفي بشكل مفرط.
ومع ذلك، يرى الستكيزميون أنفسهم كقوة إيجابية في عالم الفن. إنهم يعتقدون أنهم يقدمون بديلاً للفن المفاهيمي السائد، وأنهم يشجعون الفنانين على أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وأن يعبروا عن مشاعرهم بطريقة مباشرة وصادقة.
مستقبل الستكيزم في أستراليا
لا يزال مستقبل الستكيزم في أستراليا غير مؤكد. ومع ذلك، تظل الحركة قوة حيوية في المشهد الفني الأسترالي، وتستمر في جذب الفنانين والجمهور الذين يبحثون عن بديل للفن المعاصر السائد. من المرجح أن يستمر الستكيزم في أستراليا في التطور والتكيف مع الظروف المحلية، مع الحفاظ على مبادئه الأساسية المتمثلة في الرسم التصويري والتعبير العاطفي والأصالة.
خاتمة
الستكيزم في أستراليا يمثل فصلاً مهماً في تاريخ الحركة الفنية العالمية. على الرغم من بداياته المتواضعة، تمكنت الحركة من إرساء وجود قوي في المشهد الفني الأسترالي، وتحدي الأفكار السائدة حول الفن وتشجيع الفنانين على العودة إلى الرسم التصويري والتعبير العاطفي. سواء أكان الستكيزم سيزدهر أم لا في المستقبل، فإنه سيظل علامة فارقة في تاريخ الفن الأسترالي المعاصر.