<![CDATA[
البايري الأولى (J245)
كانت السفينة الأولى التي حملت اسم بايري عبارة عن كاسحة ألغام من فئة “باتهورست”. تم إطلاقها في 12 نوفمبر 1941، ودخلت الخدمة في 25 فبراير 1942. لعبت هذه السفينة دوراً حيوياً خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قامت بتطهير المياه من الألغام البحرية وتأمين الممرات المائية الهامة. شاركت في عدة عمليات عسكرية في المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا.
تصميم وبناء السفينة:
تم بناء سفينة بايري (J245) في حوض بناء السفن بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا. كان تصميمها يهدف إلى الكفاءة في كشف وتدمير الألغام البحرية. تميزت السفينة بهيكل خشبي لتجنب تنشيط الألغام المغناطيسية، وهي ميزة ضرورية في ذلك الوقت. كما أنها كانت مزودة بمعدات متخصصة لإزالة الألغام، بما في ذلك الكابلات القاطرة القادرة على قطع خطوط التثبيت الخاصة بالألغام.
الخدمة العسكرية:
شهدت السفينة بايري (J245) خدمة عسكرية مكثفة خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في عمليات الحلفاء في المحيط الهادئ، بما في ذلك حماية السفن وتوفير الدعم اللوجستي. قامت بتنفيذ مهام استطلاعية، ومرافقة القوافل، والبحث عن الغواصات المعادية. لعبت دوراً حاسماً في تأمين الممرات المائية، مما سمح للقوات المتحالفة بالتحرك بحرية.
العمليات البارزة:
- دعم العمليات في غينيا الجديدة: رافقت السفن وقدمت الدعم خلال حملة غينيا الجديدة.
- تطهير الموانئ: قامت بتطهير الموانئ من الألغام، مما سمح بدخول السفن التجارية والعسكرية.
- حراسة السفن: رافقت السفن التجارية والعسكرية عبر المياه الخطرة.
نهاية الخدمة:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم إخراج السفينة بايري (J245) من الخدمة في عام 1946. تم بيع السفينة في عام 1948، لتنتهي مسيرتها بعد خدمة وطنية متميزة.
البايري الثانية (M 82)
السفينة الثانية التي حملت اسم بايري هي كاسحة ألغام من فئة “هنت”، ودخلت الخدمة في عام 1999. هذه السفينة تمثل جيلاً جديداً من كاسحات الألغام، وهي مجهزة بتكنولوجيا متطورة للكشف عن الألغام وإبطال مفعولها. لا تزال هذه السفينة في الخدمة حتى اليوم، وتشارك في عمليات حفظ السلام والأمن البحري.
تصميم وبناء السفينة:
تم تصميم وبناء السفينة بايري (M 82) في أستراليا. تميزت بتصميم متقدم يعتمد على استخدام مواد غير مغناطيسية، مثل الألياف الزجاجية، لتقليل خطر تنشيط الألغام المغناطيسية. تم تجهيز السفينة بأحدث التقنيات، بما في ذلك الروبوتات تحت الماء (ROVs) للكشف عن الألغام وتدميرها.
التكنولوجيا والمعدات:
- س sonar متطور: يستخدم للكشف عن الألغام في قاع البحر.
- الروبوتات تحت الماء (ROVs): تستخدم لتحديد الألغام وإبطال مفعولها.
- نظام إدارة القتال (CMS): يوفر معلومات حول الأهداف والتهديدات.
الخدمة الحالية:
تقوم السفينة بايري (M 82) بدوريات في المياه الإقليمية الأسترالية، وتشارك في عمليات حفظ السلام والتدريب العسكري مع الدول الحليفة. كما أنها تشارك في عمليات البحث والإنقاذ عند الحاجة. تواصل السفينة القيام بمهامها الأساسية، وهي ضمان سلامة الممرات المائية وحماية الأمن البحري.
المهام والعمليات:
- الدوريات الأمنية: تقوم بدوريات منتظمة في المياه الأسترالية لحماية المصالح الوطنية.
- عمليات إزالة الألغام: تشارك في عمليات إزالة الألغام وتطهير الممرات المائية.
- التدريب العسكري: تشارك في التدريبات العسكرية المشتركة مع القوات البحرية الأخرى.
- عمليات البحث والإنقاذ: تقدم الدعم في عمليات البحث والإنقاذ في الحالات الطارئة.
مقارنة بين السفينتين
على الرغم من أن كلتا السفينتين حملتا اسم بايري، إلا أنهما مختلفتان تماماً من حيث التصميم والوظيفة. كانت السفينة الأولى، (J245)، كاسحة ألغام تقليدية مبنية من الخشب، وكانت تعتمد على المعدات الميكانيكية لإزالة الألغام. بينما السفينة الثانية، (M 82)، هي كاسحة ألغام حديثة، مبنية من مواد غير مغناطيسية، وتستخدم التكنولوجيا المتقدمة، مثل السونار والروبوتات، في مهمتها.
الجوانب المشتركة:
يشترك كلاهما في مهمة أساسية واحدة، وهي حماية الممرات المائية. كلاهما يمثلان جزءاً من تاريخ البحرية الأسترالية، وقد قدما مساهمات كبيرة في الأمن البحري. كلاهما يحملان اسم مدينة بورت بايري، التي تحتفل بهاتين السفينتين.
الاختلافات الرئيسية:
تختلفان في الحجم، والتصميم، والتكنولوجيا المستخدمة، والفترة الزمنية التي خدمتا فيها. الأولى خدمت خلال الحرب العالمية الثانية، بينما الثانية لا تزال في الخدمة حتى اليوم.
أهمية HMAS Pirie في تاريخ البحرية الأسترالية
تمثل كلتا السفينتين بايري جزءاً مهماً من تاريخ البحرية الأسترالية. لقد ساهمتا في حماية الممرات المائية، وتأمين السفن، والمشاركة في عمليات عسكرية وحفظ السلام. يعكس وجود هاتين السفينتين التزام أستراليا بالأمن البحري، وقدرتها على التكيف مع التحديات المتغيرة.
الإرث:
تعتبر السفن التي تحمل اسم بايري بمثابة شهادة على تضحيات وشجاعة البحارة الأستراليين الذين خدموا على متنها. إنهم يمثلون رمزاً للفخر الوطني والتفاني في خدمة الوطن.
العلاقة مع مدينة بورت بايري
إن اختيار اسم “بايري” للسفن البحرية يعكس العلاقة القوية بين البحرية الأسترالية ومدينة بورت بايري. هذا الاختيار يعتبر تكريماً للمدينة وسكانها، ويعزز الروابط بين القوات المسلحة والمجتمع المدني. كما أنه يمثل اعترافاً بأهمية المدينة كمركز صناعي وتجاري في جنوب أستراليا.
التواصل المجتمعي:
غالباً ما تشارك سفن بايري في الفعاليات المجتمعية في بورت بايري، مما يسمح للجمهور بالتعرف على البحرية والتعامل المباشر مع أفرادها. يعزز هذا التفاعل العلاقة بين البحرية والمجتمع المحلي.
خاتمة
إن سفن جلالة البحرية الأسترالية بايري، سواء الأولى (J245) أو الثانية (M 82)، تمثلان جزءاً لا يتجزأ من تاريخ البحرية الأسترالية. لقد لعبتا دوراً حيوياً في حماية الممرات المائية والمشاركة في العمليات العسكرية، بالإضافة إلى المساهمة في الأمن البحري. يعكس وجودهما التزام أستراليا بالأمن البحري وقدرتها على التكيف مع التحديات المتغيرة. إن تخليد اسم “بايري” في البحرية الأسترالية هو تكريم للمدينة ولتضحيات البحارة الذين خدموا على متن هاتين السفينتين.