مقدمة
في ثقافات زابوتيك في أواكساكا (جنوب المكسيك)، الموكسي (تُكتب أيضًا موخيه) هو شخص تم تحديده عند الولادة كذكر ولكنه يرتدي ويتصرف بطرق مرتبطة تقليديًا بالنساء. يُنظر إلى الموكسي على أنهم فئة ثالثة من الجنس، ولا يُعتبرون بالضرورة مثليين جنسياً أو متحولين جنسياً بالمعنى الغربي. يشغل الموكسي مكانة فريدة ومحترمة في مجتمعاتهم، وغالبًا ما يساهمون في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
أصل الكلمة والمعنى
كلمة “موكسي” مشتقة من الكلمة الإسبانية “mujer” (امرأة). ومع ذلك، فإن الموكسي ليسوا مجرد نساء عابرات أو رجال يرتدون ملابس نسائية. إنهم يشكلون فئة اجتماعية متميزة ذات تاريخ وتقاليد وثقافة خاصة بها. غالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم يمتلكون صفات كل من الذكور والإناث، ويمكن أن يكونوا ماهرين في كل من المهام “الذكورية” و “الأنثوية”.
الدور الاجتماعي والاقتصادي
يلعب الموكسي أدوارًا اجتماعية واقتصادية مهمة في مجتمعاتهم. غالبًا ما يكونون منخرطين في الحرف اليدوية، مثل النسيج والتطريز، وكذلك في الأعمال التجارية الصغيرة. تاريخياً، كان يُنظر إليهم على أنهم مقدمو رعاية مهمون للعائلة، وغالبًا ما يعتنون بكبار السن أو الأطفال المعوقين. كما أنهم يلعبون دورًا حيويًا في الاحتفالات والطقوس المجتمعية.
- الحرف اليدوية: يشتهر الموكسي بمهاراتهم في الحرف اليدوية، وخاصة النسيج والتطريز. غالبًا ما ينتجون سلعًا جميلة ومعقدة تباع في الأسواق المحلية والسياحية.
- الأعمال التجارية الصغيرة: يدير العديد من الموكسي أعمالًا تجارية صغيرة، مثل المطاعم والمحلات التجارية. إنهم معروفون بروح المبادرة لديهم وقدرتهم على تلبية احتياجات مجتمعاتهم.
- رعاية الأسرة: تاريخياً، كان الموكسي يقدمون الرعاية لأفراد الأسرة المحتاجين، مثل كبار السن أو الأطفال المعوقين. يُنظر إليهم على أنهم أفراد عطوفون ورحيمون يتمتعون بمهارات رعاية طبيعية.
- المشاركة في الاحتفالات والطقوس: يشاركون بنشاط في الاحتفالات والطقوس المجتمعية، ويساهمون في الحفاظ على التقاليد الثقافية.
الهوية الجنسية والجندرية
من المهم ملاحظة أن الموكسي ليسوا بالضرورة مثليين جنسياً أو متحولين جنسياً بالمعنى الغربي. إنهم يشكلون فئة جندرية ثالثة متميزة. قد ينجذب بعض الموكسي إلى الرجال، وقد ينجذب البعض الآخر إلى النساء، وقد لا ينجذب البعض الآخر إلى أي شخص. قد يرتدي بعض الموكسي ملابس نسائية بشكل كامل، بينما قد يرتدي البعض الآخر مزيجًا من الملابس الرجالية والنسائية. الشيء المشترك بينهم جميعًا هو هويتهم كأفراد موكسي.
التمثيل الثقافي
تم الاحتفاء بالموكسي في الفن والأدب والسينما. لقد أصبحوا رمزًا للتنوع والشمول في المكسيك وخارجها. غالبًا ما يتم تصويرهم على أنهم أفراد أقوياء ومرنون يحتضنون هويتهم الفريدة ويساهمون في مجتمعاتهم.
التحديات والتحيزات
على الرغم من أن الموكسي يتمتعون بمكانة محترمة في مجتمعاتهم، إلا أنهم يواجهون أيضًا تحديات وتحيزات. قد يتعرضون للتمييز أو سوء المعاملة بسبب جنسهم أو ميولهم الجنسية. ومع ذلك، فهم يناضلون من أجل حقوقهم ويعملون على خلق مجتمع أكثر قبولًا وشمولية.
الموكسي في العصر الحديث
في العصر الحديث، يستمر الموكسي في لعب دور حيوي في مجتمعات زابوتيك. إنهم يدافعون عن حقوقهم، ويعززون التنوع والشمول، ويساهمون في الحفاظ على التراث الثقافي. لقد أصبحوا رمزًا للأمل والإلهام للناس في جميع أنحاء العالم.
- الدفاع عن الحقوق: يدافع الموكسي بنشاط عن حقوقهم ويعملون على مكافحة التمييز والتحيز.
- تعزيز التنوع والشمول: يساهمون في خلق مجتمع أكثر قبولًا وشمولية للجميع، بغض النظر عن جنسهم أو ميولهم الجنسية.
- الحفاظ على التراث الثقافي: يلعبون دورًا حيويًا في الحفاظ على تقاليد وثقافة زابوتيك.
- رمز الأمل والإلهام: لقد أصبحوا مصدر إلهام للناس في جميع أنحاء العالم الذين يناضلون من أجل المساواة والعدالة.
دراسات حالة لأفراد موكسي بارزين
هناك العديد من أفراد موكسي الذين قدموا مساهمات كبيرة لمجتمعاتهم وأصبحوا شخصيات بارزة. فيما يلي بعض الأمثلة:
- أمارانتا غوميز ريغالادو: سياسية وناشطة مدافعة عن حقوق مجتمع الميم، ومرشحة سابقة لمجلس الشيوخ المكسيكي.
- لوكاس أفيندانيو: عالم أنثروبولوجيا ومؤلف قام على نطاق واسع بالبحث والكتابة عن ثقافة موكسي.
- فيديريكو غاما: مصمم أزياء معروف بتصميماته التي تحتفي بثقافة وتقاليد زابوتيك.
التحديات التي تواجه مجتمع موكسي
على الرغم من مكانتهم المحترمة في مجتمعاتهم، لا يزال مجتمع موكسي يواجه العديد من التحديات، بما في ذلك:
- التمييز والتحيز: لا يزال الموكسي يتعرضون للتمييز والتحيز، خاصة خارج مجتمعاتهم.
- نقص الاعتراف القانوني: لا يتم الاعتراف بحقوق الموكسي دائمًا بموجب القانون، مما يجعلهم عرضة للخطر.
- وصمة العار والتمييز داخل مجتمع الميم: حتى داخل مجتمع الميم، قد يواجه الموكسي وصمة عار وتمييزًا بسبب هويتهم الفريدة.
خاتمة
الموكسي هم جزء لا يتجزأ من ثقافة زابوتيك في أواكساكا. إنهم يشكلون فئة جندرية ثالثة متميزة تلعب دورًا حيويًا في مجتمعاتهم. على الرغم من أنهم يواجهون تحديات وتحيزات، إلا أنهم يظلون مرنين وأقوياء وملتزمين بالحفاظ على ثقافتهم وتعزيز التنوع والشمول.