<![CDATA[
تاريخ المنظمة ونشأتها
تأسست منظمة المعوقون الدوليون (Handicap International) في عام 1982 في فرنسا من قبل اثنين من الفرنسيين، وهم بول بيرنييه وجان-بابتيست ريتشير. بدأ هؤلاء الأشخاص عملهم كاستجابة للأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في كمبوديا. كان الهدف الأولي للمنظمة هو مساعدة اللاجئين الكمبوديين الذين فقدوا أطرافهم بسبب الألغام الأرضية. في البداية، ركزت المنظمة على توفير الأطراف الصناعية والرعاية الطبية لهؤلاء الأشخاص. توسعت المنظمة بسرعة في السنوات التالية، وبدأت في العمل في مناطق أخرى من العالم. في عام 1992، غيرت المنظمة اسمها إلى المعوقون الدوليون (Handicap International).
بمرور الوقت، تطورت مهمة المنظمة لتشمل مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالإعاقة. أصبحت المنظمة ناشطة بشكل متزايد في مجال نزع الألغام الأرضية، والحد من مخاطر الأسلحة المتفجرة، والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. في عام 2018، غيرت المنظمة اسمها مرة أخرى إلى الإنسانية والشمول (Humanity & Inclusion)، لتعكس بشكل أفضل التزامها بالشمول والمساواة.
مجالات عمل الإنسانية والشمول
تعمل الإنسانية والشمول في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك:
- الصحة وإعادة التأهيل: توفير الرعاية الصحية الأساسية، وخدمات إعادة التأهيل، بما في ذلك العلاج الطبيعي والوظيفي، وتوفير الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة.
- الحد من مخاطر الأسلحة المتفجرة: إزالة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتقديم التوعية بمخاطر الأسلحة المتفجرة، ودعم ضحايا هذه الأسلحة.
- الاستجابة للطوارئ: تقديم المساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ، مثل الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، بما في ذلك توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية.
- الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: العمل على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك الوصول إلى التعليم والتوظيف والخدمات الصحية، والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية.
- الشمولية: ضمان أن تكون جميع البرامج والمشاريع التي تنفذها المنظمة شاملة، وأن تأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الضعيفة الأخرى.
أهداف الإنسانية والشمول
تهدف الإنسانية والشمول إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، بما في ذلك:
- تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الضعيفة الأخرى.
- الحد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن النزاعات والفقر والكوارث الطبيعية.
- تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
- العمل من أجل عالم خالٍ من الألغام الأرضية والأسلحة المتفجرة.
- ضمان الشمولية والمساواة في جميع مجالات الحياة.
منهجية عمل الإنسانية والشمول
تعتمد الإنسانية والشمول على مجموعة من المبادئ والمنهجيات في عملها، بما في ذلك:
- التركيز على المستفيدين: تضع المنظمة احتياجات المستفيدين في صميم عملها، وتعمل بشكل وثيق معهم لتصميم وتنفيذ البرامج والمشاريع التي تلبي احتياجاتهم.
- الشراكة: تعمل المنظمة في شراكة مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية الأخرى والقطاع الخاص لتعزيز أهدافها.
- الابتكار: تسعى المنظمة إلى تطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الضعيفة الأخرى.
- المساءلة: تلتزم المنظمة بالمساءلة والشفافية في جميع جوانب عملها.
العمل في الميدان
تنفذ الإنسانية والشمول برامجها ومشاريعها في أكثر من 60 دولة حول العالم. تعمل المنظمة في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية والفقر. تعتمد المنظمة على فريق من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات، بما في ذلك الصحة وإعادة التأهيل، والحد من مخاطر الأسلحة المتفجرة، والاستجابة للطوارئ، والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. يعمل هؤلاء الخبراء بشكل وثيق مع المجتمعات المحلية لضمان أن تكون البرامج والمشاريع التي تنفذها المنظمة مستدامة وفعالة.
من الأمثلة على مشاريع الإنسانية والشمول في الميدان:
- في سوريا: تقدم المنظمة الدعم الطبي والنفسي للأشخاص المتضررين من الحرب، وتساعد في إعادة تأهيل المصابين.
- في أفغانستان: تقوم المنظمة بإزالة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتقدم الدعم لضحايا هذه الأسلحة.
- في هايتي: تقدم المنظمة المساعدة الإنسانية للمتضررين من الزلازل، وتدعم جهود إعادة الإعمار.
- في اليمن: توفر المنظمة الرعاية الصحية الأساسية والمساعدات الغذائية، وتعمل على حماية المدنيين المتضررين من النزاع.
التحديات التي تواجهها الإنسانية والشمول
تواجه الإنسانية والشمول العديد من التحديات في عملها، بما في ذلك:
- الوصول إلى المحتاجين: في بعض المناطق، قد يكون من الصعب الوصول إلى الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الضعيفة الأخرى بسبب النزاعات أو القيود الأمنية أو العقبات اللوجستية.
- نقص التمويل: تعتمد المنظمة على التمويل من الجهات المانحة، وقد يكون من الصعب الحصول على التمويل الكافي لتلبية جميع الاحتياجات.
- البيئة السياسية: قد تواجه المنظمة صعوبات في بعض البلدان بسبب القيود المفروضة على عمل المنظمات غير الحكومية أو بسبب عدم الاستقرار السياسي.
- التحديات اللوجستية: قد تكون هناك تحديات لوجستية في توصيل المساعدات إلى المناطق النائية أو المتضررة من الكوارث.
دور الإنسانية والشمول في التنمية المستدامة
تلعب الإنسانية والشمول دورًا مهمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، لا سيما الهدف رقم 3 (الصحة الجيدة والرفاهية)، والهدف رقم 10 (الحد من أوجه عدم المساواة)، والهدف رقم 11 (مدن ومجتمعات محلية مستدامة). من خلال عملها في مجال الصحة وإعادة التأهيل، والحد من مخاطر الأسلحة المتفجرة، والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تساهم المنظمة في تحسين حياة الناس وتحقيق مجتمعات أكثر شمولاً وإنصافًا. تدرك الإنسانية والشمول أن إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة هو ضروري لتحقيق التنمية المستدامة، وتعمل على ضمان أن يتم أخذ احتياجاتهم في الاعتبار في جميع جوانب التنمية.
التعاون والشراكات
تعمل الإنسانية والشمول في شراكات مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية الأخرى والقطاع الخاص والمنظمات الدولية. تعتبر الشراكات ضرورية لتحقيق أهداف المنظمة، وتساعد على تعزيز الاستدامة والتأثير. تعمل المنظمة بشكل وثيق مع الحكومات لتطوير وتنفيذ السياسات والبرامج التي تدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. كما تتعاون مع المنظمات غير الحكومية الأخرى لتبادل الخبرات وتعزيز التنسيق. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المنظمة مع القطاع الخاص لتطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة.
التقييم والمساءلة
تولي الإنسانية والشمول أهمية كبيرة للتقييم والمساءلة. تقوم المنظمة بتقييم برامجها ومشاريعها بانتظام لضمان فعاليتها وتأثيرها. تستخدم المنظمة نتائج التقييم لتحسين البرامج والمشاريع المستقبلية. تلتزم المنظمة أيضًا بالمساءلة والشفافية، وتنشر تقارير سنوية عن أنشطتها ونتائجها. تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان أن تكون المنظمة مسؤولة أمام المستفيدين والجهات المانحة والمجتمع ككل.
المستقبل للإنسانية والشمول
تستمر الإنسانية والشمول في التكيف مع التحديات المتغيرة في العالم. تركز المنظمة بشكل متزايد على الوقاية من الإعاقة، وتعزيز الشمولية، والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم. تسعى المنظمة إلى زيادة تأثيرها من خلال التعاون مع المزيد من الشركاء وتطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الضعيفة الأخرى. مع استمرار العالم في مواجهة التحديات الإنسانية، تظل الإنسانية والشمول ملتزمة بمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
الإنسانية والشمول هي منظمة رائدة في مجال العمل الإنساني والتنمية. من خلال عملها في مجال الصحة وإعادة التأهيل، والحد من مخاطر الأسلحة المتفجرة، والاستجابة للطوارئ، والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تساهم المنظمة في تحسين حياة الملايين من الأشخاص حول العالم. بفضل تاريخها الطويل والتزامها بالشمولية، تواصل الإنسانية والشمول العمل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافًا للجميع.