<![CDATA[
نشأتها وبداياتها الفنية
ولدت ماريا ديلا كوستا في مدينة فلوريانوبوليس، سانتا كاتارينا، البرازيل. بدأت مسيرتها الفنية في المسرح في الأربعينيات من القرن الماضي، وسرعان ما لفتت الأنظار بموهبتها وحضورها القوي على خشبة المسرح. تميزت بقدرتها على تجسيد مختلف الأدوار والشخصيات ببراعة وإتقان، مما جعلها من أبرز الممثلات في جيلها.
مسيرتها المسرحية
كانت ماريا ديلا كوستا شخصية محورية في تطوير المسرح البرازيلي الحديث. أسست مع زوجها الممثل والمخرج ساندرو بولوني مسرح “تيترو مودرنو” في ريو دي جانيرو في عام 1948. كان هذا المسرح بمثابة منصة لعرض أعمال مسرحية مبتكرة وتجريبية، وساهم في تقديم جيل جديد من الكتاب والمخرجين والممثلين للجمهور البرازيلي.
قامت ديلا كوستا بإنتاج وبطولة العديد من المسرحيات الناجحة، بما في ذلك:
- “Vestido de Noiva” (فستان الزفاف): تعتبر هذه المسرحية من كلاسيكيات المسرح البرازيلي، وقد لعبت ديلا كوستا دورًا بارزًا فيها.
- “A Moreninha” (الفتاة السمراء): مسرحية مقتبسة من رواية شهيرة، حققت نجاحًا كبيرًا بفضل أداء ديلا كوستا المتميز.
- “O Pagador de Promessas” (دافع الوعود): مسرحية مؤثرة تناولت قضايا اجتماعية وسياسية هامة، ولاقت استحسان النقاد والجمهور.
لم تقتصر جهود ديلا كوستا على التمثيل والإنتاج المسرحي، بل كانت أيضًا مدافعة قوية عن حقوق الفنانين والمثقفين. سعت جاهدة لتعزيز مكانة المسرح في المجتمع البرازيلي، وساهمت في تطوير السياسات الثقافية التي تدعم الفنون.
مسيرتها السينمائية والتلفزيونية
بالإضافة إلى المسرح، شاركت ماريا ديلا كوستا في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. على الرغم من أن مسيرتها السينمائية والتلفزيونية لم تكن بنفس القدر من الأهمية والتأثير الذي حققته في المسرح، إلا أنها قدمت أدوارًا مميزة وتركت بصمة واضحة في هذه المجالات أيضًا.
من أبرز أفلامها:
- “O Cangaceiro” (الكانجاسيرو): فيلم كلاسيكي من السينما البرازيلية، شاركت فيه ديلا كوستا بدور ثانوي.
- “Rua sem Sol” (شارع بلا شمس): فيلم درامي اجتماعي، قدمت فيه ديلا كوستا أداءً مؤثرًا.
- “Moral em Concordata” (الأخلاق في الاتفاق): فيلم كوميدي، أظهرت فيه ديلا كوستا جانبًا آخر من موهبتها التمثيلية.
كما شاركت في عدة مسلسلات تلفزيونية، منها:
- “Anjo de Mim” (ملاك مني): مسلسل درامي، لعبت فيه ديلا كوستا دورًا رئيسيًا.
- “Mandala” (ماندالا): مسلسل ناجح، ظهرت فيه ديلا كوستا كضيفة شرف.
إرثها وتأثيرها
تركت ماريا ديلا كوستا إرثًا فنيًا وثقافيًا غنيًا للأجيال القادمة. كانت رائدة في مجال المسرح البرازيلي، وساهمت في تطويره وتقديمه للجمهور بشكل جديد ومبتكر. كما كانت مثالًا للممثلة الموهوبة والملتزمة، التي تسعى دائمًا لتقديم أفضل ما لديها.
تُعتبر ديلا كوستا رمزًا من رموز المسرح والسينما والتلفزيون في البرازيل. وقد ألهمت العديد من الفنانين والمثقفين، ولا تزال أعمالها تُعرض وتُدرس حتى اليوم.
كانت ماريا ديلا كوستا أيضًا شخصية اجتماعية بارزة. عرفت بدفاعها عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. شاركت في العديد من الحملات والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة.
حياتها الشخصية
تزوجت ماريا ديلا كوستا من الممثل والمخرج ساندرو بولوني، وشكلا معًا ثنائيًا فنيًا ناجحًا. أنجبا ابنة واحدة، واسمها ساندرا بولوني، التي سارت على خطا والديها وأصبحت ممثلة أيضًا.
عاشت ديلا كوستا حياة مليئة بالإنجازات والتحديات. واجهت العديد من الصعوبات في مسيرتها الفنية، لكنها تمكنت من التغلب عليها بفضل موهبتها وإصرارها وعزيمتها القوية.
الجوائز والتكريمات
حصلت ماريا ديلا كوستا على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها الفنية، تقديرًا لمساهماتها القيمة في المسرح والسينما والتلفزيون. من بين هذه الجوائز:
- جائزة أفضل ممثلة في مهرجان ريو دي جانيرو السينمائي.
- جائزة “مينيرفا دي أورو” للمسرح.
- جائزة “أبريل” للصحافة والإعلان.
كما تم تكريمها من قبل العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، تقديرًا لإسهاماتها في تطوير الثقافة والفنون في البرازيل.
خاتمة
ماريا ديلا كوستا كانت فنانة شاملة، وممثلة قديرة، ومنتجة مسرحية مبتكرة، وشخصية اجتماعية بارزة. تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن البرازيلي، وستظل أعمالها مصدر إلهام للأجيال القادمة. رحلت ديلا كوستا في 24 يناير 2015، لكن إرثها الفني والثقافي سيبقى حيًا إلى الأبد.