<![CDATA[
تاريخ وتطور شريط التسجيل ذو 9 مسارات
تم تطوير شريط التسجيل ذو 9 مسارات استجابة للحاجة المتزايدة إلى تخزين البيانات بكفاءة وفعالية من حيث التكلفة. قبل ظهوره، كانت أجهزة الكمبيوتر تعتمد بشكل كبير على البطاقات المثقبة لتخزين البيانات. كانت هذه البطاقات بطيئة ومكلفة وصعبة الإدارة. قدم شريط التسجيل ذو 9 مسارات حلاً أفضل بكثير.
في عام 1964، قدمت شركة IBM نظامها System/360، والذي تضمن أجهزة قراءة وكتابة لشريط التسجيل ذو 9 مسارات. أدى هذا الإطلاق إلى تسريع اعتماد التنسيق، وسرعان ما أصبح الخيار المفضل لتخزين البيانات في العديد من الصناعات، بما في ذلك المؤسسات المالية والحكومية والتعليمية. تميزت هذه الأشرطة بعرضها الذي يبلغ حوالي نصف بوصة (12.7 مم) وكانت قادرة على تخزين البيانات بتنسيق متسلسل. كان الشريط يقسم إلى تسعة مسارات متوازية، يمثل كل منها بت بيانات. تم استخدام بت إضافي كبت فحص للتحقق من سلامة البيانات.
بنية شريط التسجيل ذو 9 مسارات
يتكون شريط التسجيل ذو 9 مسارات من شريط مغناطيسي مرن يتم تغطيته بطبقة من أكسيد الحديد أو مادة مشابهة. كان عرض الشريط القياسي حوالي نصف بوصة (12.7 مم)، وكان ملفوفًا على بكرات. تحتوي هذه البكرات على البيانات المسجلة بتنسيق متسلسل على طول تسعة مسارات متوازية على الشريط.
كانت هناك عدة أنواع من هذه الأشرطة، تختلف في كثافة التسجيل، والتي تحدد كمية البيانات التي يمكن تخزينها على طول وحدة طول من الشريط. كانت كثافات التسجيل الشائعة تشمل 200، 556، و800 حرف لكل بوصة (CPI)، في حين أن الإصدارات اللاحقة وصلت إلى 1600 حرف لكل بوصة (CPI) باستخدام تقنية تسمى تسجيل التدفق. سمح هذا بتحسين كبير في سعة التخزين. كان الشريط يتحرك بسرعة عالية أثناء القراءة والكتابة، مما أدى إلى معدلات نقل بيانات كبيرة بالنسبة للوقت.
كانت عملية الكتابة والقراءة على شريط التسجيل ذو 9 مسارات تتطلب أجهزة خاصة. تضمنت هذه الأجهزة رؤوس قراءة وكتابة تقوم بتحويل الإشارات الكهربائية إلى إشارات مغناطيسية لتسجيل البيانات، والعكس صحيح. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أجهزة تحكم متخصصة للتعامل مع تحريك الشريط، وتحديد مواقعه، والتعامل مع الأخطاء.
استخدامات شريط التسجيل ذو 9 مسارات
كان لشريط التسجيل ذو 9 مسارات تطبيقات واسعة النطاق في مختلف الصناعات. بعض الاستخدامات الرئيسية تشمل:
- تخزين البيانات: كان يستخدم لتخزين كميات كبيرة من البيانات مثل سجلات المعاملات المالية، وسجلات الموظفين، ونتائج البحوث العلمية.
- النسخ الاحتياطي للبيانات: كان يستخدم كآلية للنسخ الاحتياطي للبيانات الهامة، مما يضمن إمكانية استعادتها في حالة حدوث فقدان للبيانات بسبب فشل الأجهزة أو الكوارث.
- تبادل البيانات: كان يستخدم لتبادل البيانات بين أجهزة الكمبيوتر المختلفة، خاصة قبل ظهور الشبكات الواسعة الانتشار.
- توزيع البرامج: في الأيام الأولى للحوسبة، كان يستخدم لتوزيع البرامج والبيانات إلى المستخدمين النهائيين.
ساعدت هذه التطبيقات في جعل شريط التسجيل ذو 9 مسارات أداة أساسية في عالم الحوسبة لعقود.
مزايا وعيوب شريط التسجيل ذو 9 مسارات
مثل أي تقنية، كان لشريط التسجيل ذو 9 مسارات مزايا وعيوب.
المزايا:
- السعة: توفير سعة تخزين كبيرة مقارنة بالبدائل المبكرة مثل البطاقات المثقبة.
- التكلفة: كان فعالاً من حيث التكلفة مقارنة بوسائط التخزين الأخرى في ذلك الوقت.
- المتانة: الأشرطة كانت متينة نسبياً، مما يجعلها مناسبة لتخزين البيانات على المدى الطويل.
- السرعة: معدلات نقل بيانات سريعة بالنسبة لوسائط التخزين المتاحة في ذلك الوقت.
العيوب:
- الوصول العشوائي: كان الوصول إلى البيانات على الشريط متسلسلاً، مما يعني أنه يجب قراءة البيانات بالترتيب من البداية. هذا جعل الوصول إلى بيانات معينة بطيئًا.
- الحساسية: كانت الأشرطة حساسة للغبار والرطوبة ودرجات الحرارة القصوى.
- الموثوقية: يمكن أن تتأثر الأشرطة بالتشوه أو التآكل بمرور الوقت، مما يؤدي إلى فقدان البيانات.
- التعامل: كانت الأشرطة ضخمة وصعبة في التعامل معها وتخزينها.
تراجع شريط التسجيل ذو 9 مسارات
على الرغم من نجاحه، بدأ شريط التسجيل ذو 9 مسارات في التراجع مع ظهور تقنيات تخزين جديدة في الثمانينيات والتسعينيات. ساهمت عدة عوامل في هذا التراجع:
- تطور الأقراص الصلبة: أصبحت الأقراص الصلبة أكثر سعة وأسرع وأكثر موثوقية وأقل تكلفة.
- ظهور الأقراص المرنة: قدمت الأقراص المرنة طريقة أكثر سهولة لتبادل البيانات.
- تطور الشبكات: أدت الشبكات إلى تبسيط عملية تبادل البيانات.
- تطور الأشرطة المغناطيسية الأخرى: ظهرت أشرطة مغناطيسية أخرى أكثر حداثة مثل أشرطة DAT (Digital Audio Tape) وأشرطة LTO (Linear Tape-Open) والتي قدمت تحسينات كبيرة في السعة والسرعة والموثوقية.
بحلول أواخر التسعينيات، كان شريط التسجيل ذو 9 مسارات قد أصبح عفا عليه الزمن إلى حد كبير، على الرغم من أنه استمر في استخدامه في بعض التطبيقات المتخصصة.
الميراث والتأثير
على الرغم من تقادمه، ترك شريط التسجيل ذو 9 مسارات إرثًا دائمًا في تاريخ الحوسبة. لعب دورًا حاسمًا في تطوير تكنولوجيا تخزين البيانات وساعد في تمهيد الطريق للتقنيات الأكثر تقدمًا التي نستخدمها اليوم. لقد أثر بشكل كبير على طريقة تخزين البيانات وإدارتها في المؤسسات الكبيرة، وكان له تأثير كبير على تطور الصناعة.
كان له أيضًا تأثير كبير على معايير الصناعة والتنسيقات القياسية المستخدمة في تخزين البيانات. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير تقنيات مثل معالجة الأخطاء والتشفير على الشريط ساعد في تحسين موثوقية وأمان البيانات.
خاتمة
شريط التسجيل ذو 9 مسارات كان أداة رائدة في عالم الحوسبة، لعب دورًا محوريًا في تخزين البيانات وتبادلها. على الرغم من أنه عفا عليه الزمن بسبب التقدم التكنولوجي، إلا أن إرثه يظهر في تطور تقنيات التخزين الحديثة. لقد ساعد في تشكيل صناعة الحوسبة ومهد الطريق لوسائط تخزين أكثر تقدمًا وفعالية. إن فهم تاريخ شريط التسجيل ذو 9 مسارات يقدم نظرة ثاقبة على تطور تكنولوجيا المعلومات وكيف تغيرت احتياجاتنا في تخزين البيانات بمرور الوقت.