التاريخ والتأسيس
يعود تاريخ الجيش الأرميني إلى تأسيس جمهورية أرمينيا الأولى في عام 1918، عقب انهيار الإمبراطورية الروسية. شاركت القوات الأرمينية في معارك ضد الدولة العثمانية والقوات الأذربيجانية. بعد سقوط الجمهورية الأولى وضم أرمينيا إلى الاتحاد السوفيتي، تم دمج الجيش الأرميني في الجيش السوفيتي.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، استعادت أرمينيا استقلالها، وتم إنشاء القوات المسلحة الأرمينية الحديثة. واجهت أرمينيا تحديات كبيرة في بناء جيشها، بما في ذلك نقص الموارد والتحديات الأمنية الإقليمية.
الهيكل التنظيمي
تتكون القوات المسلحة الأرمينية من عدة فروع رئيسية:
- هيئة الأركان العامة: هي القيادة العليا للقوات المسلحة، وتتولى مسؤولية التخطيط والتنسيق والإشراف على جميع العمليات العسكرية.
- القوات البرية: هي أكبر فروع القوات المسلحة، وتتولى مسؤولية الدفاع عن الأراضي الأرمينية. تتكون القوات البرية من وحدات مشاة ميكانيكية ومدفعية ووحدات دعم قتالي أخرى.
- القوات الجوية: تتولى مسؤولية الدفاع عن المجال الجوي الأرميني وتقديم الدعم الجوي للقوات البرية. تتكون القوات الجوية من طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وطائرات نقل.
- قوات الدفاع الجوي: تتولى مسؤولية حماية الأجواء الأرمينية من الهجمات الجوية. تتكون قوات الدفاع الجوي من أنظمة صواريخ مضادة للطائرات ورادارات.
- الحرس الرئاسي: هي وحدة عسكرية خاصة تتولى مسؤولية حماية رئيس أرمينيا والمباني الحكومية الهامة.
المهام والواجبات
تتمثل المهام والواجبات الرئيسية للقوات المسلحة الأرمينية في:
- الدفاع عن سيادة أرمينيا ووحدة أراضيها.
- حماية السكان والممتلكات من التهديدات الخارجية.
- المساهمة في الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
- تقديم المساعدة للمدنيين في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية.
التدريب والتجهيز
تولي القوات المسلحة الأرمينية اهتمامًا كبيرًا للتدريب والتجهيز. يتم تدريب الجنود الأرمن على مجموعة واسعة من المهارات العسكرية، بما في ذلك استخدام الأسلحة والمعدات، والتكتيكات القتالية، والتعامل مع حالات الطوارئ. كما تشارك القوات الأرمينية في تدريبات عسكرية مشتركة مع دول أخرى، مثل روسيا والولايات المتحدة واليونان.
تعتمد القوات المسلحة الأرمينية على مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات، بما في ذلك الأسلحة الروسية والأوروبية والأمريكية. تسعى أرمينيا إلى تحديث ترسانتها العسكرية باستمرار، من خلال شراء أسلحة ومعدات جديدة وتطوير قدراتها الدفاعية المحلية.
المشاركة في العمليات الدولية
شاركت القوات المسلحة الأرمينية في عدد من العمليات الدولية لحفظ السلام والإغاثة الإنسانية. أرسلت أرمينيا قوات إلى أفغانستان ضمن القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف)، وشاركت في عمليات حفظ السلام في كوسوفو ولبنان. كما قدمت أرمينيا مساعدات إنسانية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية.
التحديات الأمنية
تواجه أرمينيا عددًا من التحديات الأمنية، بما في ذلك:
- نزاع ناغورنو كاراباخ: يظل نزاع ناغورنو كاراباخ مع أذربيجان التحدي الأمني الأكبر لأرمينيا. اندلعت حرب واسعة النطاق بين البلدين في عام 2020، وأدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
- العلاقات مع تركيا: تتسم العلاقات بين أرمينيا وتركيا بالتوتر، بسبب اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915.
- التهديدات الإرهابية: تواجه أرمينيا تهديدات إرهابية من الجماعات المتطرفة.
- التحديات الاقتصادية: تحد التحديات الاقتصادية من قدرة أرمينيا على تمويل قواتها المسلحة وتحديثها.
العلاقات العسكرية مع روسيا
تتمتع أرمينيا بعلاقات عسكرية وثيقة مع روسيا. روسيا هي الحليف الأمني الرئيسي لأرمينيا، ولديها قاعدة عسكرية في أرمينيا. كما أن روسيا هي المورد الرئيسي للأسلحة والمعدات العسكرية لأرمينيا. وقعت أرمينيا وروسيا عددًا من الاتفاقيات العسكرية، بما في ذلك اتفاقية الدفاع المشترك.
الجيش الأرميني في أرقام
فيما يلي بعض الأرقام المتعلقة بالجيش الأرميني (تقديرات عام 2023):
- عدد الأفراد العسكريين: حوالي 45,000
- الإنفاق العسكري: حوالي 650 مليون دولار أمريكي سنوياً
- الرتبة في مؤشر القوة النارية العالمي: حوالي 94 من بين 145 دولة
التطورات الحديثة
تسعى أرمينيا إلى تطوير قدراتها الدفاعية باستمرار، من خلال شراء أسلحة ومعدات جديدة وتطوير قدراتها الدفاعية المحلية. تركز أرمينيا أيضًا على تحسين تدريب قواتها المسلحة وزيادة مشاركتها في العمليات الدولية لحفظ السلام.
بعد حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020، بدأت أرمينيا في إصلاح شامل لقواتها المسلحة، بهدف تحسين فعاليتها وقدرتها على مواجهة التحديات الأمنية الحديثة.
خاتمة
تعد القوات المسلحة الأرمينية قوة عسكرية مهمة في منطقة جنوب القوقاز. تواجه أرمينيا تحديات أمنية كبيرة، ولكنها ملتزمة بالدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها. تلعب القوات المسلحة الأرمينية دورًا مهمًا في الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين والدوليين.