<![CDATA[
تاريخ ميدالية الدفاع
أعلنت المملكة المتحدة عن إنشاء ميدالية الدفاع في 16 أغسطس 1945. وقد تم تصميمها للاعتراف بالخدمة المدنية والعسكرية خلال الفترة من 3 سبتمبر 1939 إلى 2 سبتمبر 1945. كانت الحرب العالمية الثانية صراعًا عالميًا ضخمًا أثر على حياة الملايين في جميع أنحاء العالم، وكانت بريطانيا في قلب هذا الصراع منذ بدايته. من خلال منح ميدالية الدفاع، سعت الحكومة البريطانية إلى تقدير المساهمات المتنوعة التي قدمها الأفراد خلال هذه الفترة العصيبة.
معايير الحصول على الميدالية
كانت معايير الحصول على ميدالية الدفاع واسعة النطاق، مما يعكس نطاق الحرب العالمية الثانية. بشكل عام، كان المؤهلون للحصول على الميدالية يشملون:
- أفراد القوات المسلحة الذين خدموا لمدة 28 يومًا أو أكثر في الخدمة الفعالة بين 3 سبتمبر 1939 و 2 سبتمبر 1945.
- أفراد الخدمة المدنية، بمن فيهم رجال الإطفاء ورجال الشرطة وموظفو الدفاع المدني، الذين خدموا لمدة 28 يومًا أو أكثر في واجبات الحرب داخل المملكة المتحدة أو في الخارج.
- بحارة التجارة الذين عملوا على السفن التجارية لمدة 6 أشهر أو أكثر.
- الأجانب من دول الكومنولث البريطاني وحلفاء المملكة المتحدة الذين خدموا في القوات المسلحة أو في الخدمة المدنية.
أتاحت هذه المعايير الواسعة النطاق الاعتراف بمساهمات عدد كبير من الأفراد، بغض النظر عن أدوارهم المحددة في الحرب. يعكس هذا النهج الإقرار بأن الجهد الحربي كان جهدًا جماعيًا، وأن كل فرد لعب دورًا مهمًا في تحقيق النصر.
تصميم الميدالية
صمم ميدالية الدفاع توماس هامبشاير. وهي مستديرة الشكل، مصنوعة من النحاس الأصفر، ويبلغ قطرها 36 ملم. على الوجه الأمامي للميدالية، يظهر الملك جورج السادس وهو يرتدي التاج، وتحيط به كتابة “GEORGIVS VI D: G: BR: OMN: REX ET INDIAE IMP:”. على الوجه الخلفي، تظهر صورة أسد يقف فوق جثة تنين، ويحمل رمحًا، مع وجود الشمس المشرقة في الخلفية. تحيط بهذه الصورة عبارة “THE DEFENCE MEDAL”.
يختلف الشريط الذي تعلق به الميدالية حسب الدور الذي لعبه المستلم في الحرب. على سبيل المثال، كان الشريط الخاص بأفراد القوات المسلحة يتكون من خطوط خضراء داكنة وألوان أرجوانية، بينما كان الشريط الخاص بأفراد الخدمة المدنية يتكون من خطوط برتقالية وألوان زرقاء. وقد صُممت هذه الأشرطة لتمثيل الخدمات المختلفة التي قدمها الأفراد خلال الحرب.
أهمية ميدالية الدفاع
تعتبر ميدالية الدفاع ذات أهمية كبيرة لعدة أسباب. أولاً، فهي تمثل اعترافًا رسميًا بالجهود الجماعية التي بذلها الأفراد خلال الحرب العالمية الثانية. ثانيًا، إنها تذكير دائم بالتضحيات التي قدمها هؤلاء الأفراد، بما في ذلك أولئك الذين فقدوا أرواحهم في الحرب. ثالثًا، إنها بمثابة رمز للوحدة والتضامن اللذين تميزا بها المجتمع البريطاني خلال فترة الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، تعد ميدالية الدفاع بمثابة شهادة على مرونة وقوة الشعب البريطاني في مواجهة الشدائد. لقد أظهرت الحرب العالمية الثانية للعالم أجمع قدرة البريطانيين على التغلب على التحديات الهائلة والقتال من أجل الحرية والديمقراطية.
توزيع الميدالية
بدأ توزيع ميدالية الدفاع في عام 1946. وقد مُنحت الميدالية لعدد كبير من الأفراد، سواء في المملكة المتحدة أو في جميع أنحاء العالم. وقد تم تسليم الميدالية في حفل رسمي، وعادة ما كان يتم ذلك من قبل ممثل عن الحكومة البريطانية أو عن القوات المسلحة.
لا يزال يتم الاحتفاظ بميدالية الدفاع في العديد من المنازل والمتاحف في جميع أنحاء العالم. وهي بمثابة تذكير دائم بتاريخ الحرب العالمية الثانية، وبأهمية السلام والعدالة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميدالية الدفاع هي رمز للإلهام والأمل، وتذكير لنا بأنه حتى في أحلك الأوقات، يمكن للبشرية أن تظهر الشجاعة والتصميم.
تأثير الميدالية
كان لميدالية الدفاع تأثير كبير على المجتمع البريطاني. فقد ساعدت على تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية، وعلى تعزيز روح الخدمة العامة. كما أنها ساعدت على تذكير الأجيال القادمة بأهمية السلام والعدالة.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت ميدالية الدفاع على تعزيز الوعي العام بالتضحيات التي قدمها الأفراد خلال الحرب العالمية الثانية. وقد أدى ذلك إلى زيادة الدعم للمحاربين القدامى، وإلى زيادة الوعي بأهمية الدفاع عن البلاد.
مقارنة مع ميداليات أخرى
ميدالية الدفاع ليست الوحيدة من نوعها. فقد منحت العديد من الدول ميداليات مماثلة للاعتراف بالخدمة خلال الحرب العالمية الثانية. على سبيل المثال، منحت الولايات المتحدة ميدالية الحملة الأوروبية الأفريقية الشرق أوسطية وميدالية الحملة الآسيوية المحيط الهادئ. منحت فرنسا وسام جوقة الشرف وغيرها من الأوسمة والجوائز.
ومع ذلك، فإن ميدالية الدفاع فريدة من نوعها في نطاقها وتصميمها. فقد مُنحت لعدد كبير من الأفراد، بمن فيهم أولئك الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في القتال. كما أن تصميم الميدالية بسيط وأنيق، مما يجعلها رمزًا دائمًا لتضحيات الحرب.
دور ميدالية الدفاع في الوقت الحاضر
على الرغم من مرور سنوات عديدة على انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن ميدالية الدفاع لا تزال ذات أهمية كبيرة في الوقت الحاضر. فهي بمثابة تذكير دائم بتاريخ الحرب، وبأهمية السلام والعدالة. كما أنها رمز للإلهام والأمل، وتذكير لنا بأنه حتى في أحلك الأوقات، يمكن للبشرية أن تظهر الشجاعة والتصميم.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال ميدالية الدفاع تحظى بتقدير كبير من قبل ورثتها. فهي بمثابة تذكير دائم بتضحيات أسلافهم، وبأهمية الخدمة العامة. غالبًا ما يتم عرض الميدالية في المنازل والمتاحف، كرمز للوحدة الوطنية والفخر.
الجدل حول الميدالية
على الرغم من أن ميدالية الدفاع تحظى بتقدير كبير، إلا أنها لم تكن خالية من الجدل. فقد انتقد بعض الأشخاص معايير الحصول على الميدالية، بحجة أنها كانت واسعة النطاق للغاية. وزعموا أن هذا أدى إلى تقليل قيمة الميدالية، وإلى عدم الاعتراف الكافي بتضحيات الجنود الذين شاركوا في القتال الفعلي.
ومع ذلك، يجادل آخرون بأن المعايير الواسعة النطاق كانت ضرورية للاعتراف بالجهود الجماعية التي بذلت خلال الحرب. وأشاروا إلى أن الحرب العالمية الثانية كانت صراعًا عالميًا أثر على حياة الملايين، وأن كل فرد لعب دورًا مهمًا في تحقيق النصر.
خاتمة
ميدالية الدفاع هي ميدالية حملة مهمة منحتها المملكة المتحدة للاعتراف بالخدمة في الحرب العالمية الثانية. تمثل الميدالية تقديرًا للجهود الجماعية التي بذلت خلال الحرب، وتذكيرًا بالتضحيات التي قدمها الأفراد الذين ساهموا في الدفاع عن البلاد والحلفاء. لقد كانت ميدالية الدفاع بمثابة رمز للوحدة الوطنية، ورمز للإلهام والأمل، وهي لا تزال ذات أهمية كبيرة في الوقت الحاضر، وتذكرنا بأهمية السلام والعدالة.