الموقع والتاريخ
يقع حي متيخي على الضفة اليسرى لنهر متكفاري، مقابل قلعة ناريكالا التاريخية. يتميز موقعه الاستراتيجي بأهمية عسكرية وتجارية على مر العصور. وفقًا للمصادر التاريخية، تأسس متيخي في عهد الملك فاختانغ الأول غورغاسالي في القرن الخامس الميلادي، حيث بنى فيه كنيسة وقصرًا ملكيًا. أصبحت المنطقة لاحقًا مقرًا لإقامة الملوك الجورجيين، وكانت بمثابة حصن دفاعي رئيسي للمدينة.
على مر القرون، تعرض متيخي للعديد من الغزوات والتدميرات. في القرن الثالث عشر، دمر المغول الحصن والكنيسة، لكن تم إعادة بنائهما في وقت لاحق. في القرن السابع عشر، استولى الفرس على المنطقة، وقاموا بتحويل الكنيسة إلى مخزن للأسلحة. في القرن الثامن عشر، استعادت جورجيا السيطرة على متيخي، وتم ترميم الكنيسة وإعادتها إلى وظيفتها الدينية.
كنيسة متيخي
تعتبر كنيسة متيخي من أبرز المعالم المعمارية والتاريخية في الحي. يعود تاريخ الكنيسة الحالية إلى القرن الثالث عشر، وقد تم بناؤها على أنقاض كنيسة أقدم تعود إلى القرن الخامس الميلادي. تتميز الكنيسة بتصميمها البسيط والأنيق، وتضم العديد من اللوحات الجدارية والزخارف الدينية التي تعود إلى عصور مختلفة.
لعبت كنيسة متيخي دورًا مهمًا في تاريخ جورجيا. كانت الكنيسة مقرًا للعديد من الأحداث الدينية والسياسية الهامة، كما كانت بمثابة ملجأ للعديد من اللاجئين والنازحين خلال الحروب والغزوات. في العصر السوفيتي، تم تحويل الكنيسة إلى مسرح، ولكن تم إعادتها إلى وظيفتها الدينية في عام 1988.
تمثال الملك فاختانغ الأول غورغاسالي
يقع تمثال الملك فاختانغ الأول غورغاسالي، مؤسس تبليسي، أمام كنيسة متيخي. تمثال نصفي ضخم يصور الملك على حصانه، ويرمز إلى قوة جورجيا واستقلالها. تمثال نصفي هو عمل للنحات الجورجي الشهير Elguja Amashukeli وتم تركيبه في عام 1967. أصبح التمثال علامة بارزة في تبليسي، ويحظى بشعبية كبيرة بين السياح والزوار.
المعالم السياحية الأخرى في متيخي
بالإضافة إلى كنيسة متيخي وتمثال الملك فاختانغ الأول غورغاسالي، يضم حي متيخي العديد من المعالم السياحية الأخرى التي تستحق الزيارة، بما في ذلك:
- قلعة ناريكالا: تقع على الجانب الآخر من نهر متكفاري، وتوفر إطلالات خلابة على متيخي والمدينة القديمة.
- حمامات الكبريت: تقع في منطقة أبانوتوباني، وتشتهر بمياهها الكبريتية الدافئة التي يعتقد أنها مفيدة للصحة.
- جسر السلام: جسر حديث يربط بين ضفتي نهر متكفاري، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد.
- شارع شارديني: شارع حيوي يضم العديد من المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية.
- المتحف الوطني الجورجي: يضم مجموعة كبيرة من التحف والآثار التي تعكس تاريخ وثقافة جورجيا.
أهمية متيخي اليوم
لا يزال متيخي يلعب دورًا مهمًا في حياة تبليسي اليوم. يعتبر الحي وجهة سياحية شهيرة، حيث يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. كما أنه مركز ديني وثقافي هام، حيث تقام فيه العديد من الفعاليات والمناسبات الدينية والثقافية على مدار العام.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر متيخي حيًا سكنيًا مرغوبًا فيه، حيث يتميز بموقعه المتميز وإطلالاته الخلابة وتاريخه العريق. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار العقارات في المنطقة يجعلها غير متاحة للعديد من السكان المحليين.
تواجه متيخي اليوم العديد من التحديات، بما في ذلك الازدحام المروري والتلوث البيئي والتدهور العمراني. ومع ذلك، تبذل الحكومة والمنظمات غير الحكومية جهودًا للحفاظ على تراث الحي وتطويره بشكل مستدام.
نصائح لزيارة متيخي
إذا كنت تخطط لزيارة متيخي، فإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في الاستمتاع بتجربتك:
- ارتدِ حذاءً مريحًا: حيث أنك ستحتاج إلى المشي كثيرًا لاستكشاف الحي.
- احضر معك كاميرا: لالتقاط الصور التذكارية للإطلالات الخلابة.
- جرب المأكولات المحلية: حيث يوجد العديد من المطاعم التي تقدم الأطباق الجورجية التقليدية.
- تعلم بعض الكلمات الجورجية الأساسية: للتواصل مع السكان المحليين.
- كن محترمًا للثقافة المحلية: وارتدِ ملابس محتشمة عند زيارة الكنائس والأماكن الدينية.
خاتمة
متيخي هو حي تاريخي ساحر يقع في قلب تبليسي. يتميز بموقعه الاستراتيجي وإطلالاته الخلابة وتاريخه العريق. يضم الحي العديد من المعالم السياحية الهامة، بما في ذلك كنيسة متيخي وتمثال الملك فاختانغ الأول غورغاسالي. يعتبر متيخي وجهة سياحية شهيرة ومركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا في جورجيا.