<![CDATA[
تاريخ جمعية القديس يوحنا الإنجيلي
تأسست جمعية القديس يوحنا الإنجيلي في خضم حركة أكسفورد، وهي حركة داخل الكنيسة الأنجليكانية في القرن التاسع عشر. كان هدف هذه الحركة هو إعادة إحياء العقيدة والطقوس الكاثوليكية في الكنيسة الأنجليكانية. كان الأب ريتشارد ميتشل، مؤسس الجمعية، من أتباع هذه الحركة. رأى ميتشل الحاجة إلى جماعة دينية تعيش وفقًا لمبادئ الحياة الرهبانية، وتقدم الخدمة للكنيسة والمجتمع. انضم إلى الأب ميتشل عدد من الرجال الآخرين، وبدأوا في العيش معًا في منزل في أكسفورد. في البداية، كانوا يمارسون حياة صلاة عميقة ودراسة مكثفة، بالإضافة إلى مشاركتهم في أعمال الرعاية الرعوية والاجتماعية.
في السنوات الأولى، واجهت الجمعية صعوبات، بما في ذلك معارضة بعض أعضاء الكنيسة الأنجليكانية. ومع ذلك، استمرت الجمعية في النمو، وبدأت في جذب أعضاء من جميع أنحاء العالم. في عام 1870، افتتحت الجمعية منزلًا في بوسطن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أصبح فيما بعد المقر الرئيسي للجمعية في أمريكا الشمالية. على مر السنين، توسعت الجمعية في جميع أنحاء العالم، وفتحت منازل في أستراليا وكندا وأوروبا وأفريقيا وآسيا.
هيكل ونظام جمعية القديس يوحنا الإنجيلي
يعيش أعضاء جمعية القديس يوحنا الإنجيلي وفقًا لنظام حياة صارم، يركز على الصلاة والعمل والحياة المشتركة. يتكون النظام من ثلاثة أجزاء رئيسية: العهد العام، والعهد الخاص، ونظام الحياة. يلتزم الأعضاء بالعهد العام، الذي يتضمن التعهدات العامة بالفقر والعفة والطاعة. بالإضافة إلى ذلك، يتعهد الأعضاء بالعهد الخاص الذي يعبر عن التزامهم الخاص بالجمعية. أما نظام الحياة، فهو مجموعة من القواعد والتوجيهات التي تحكم حياة الأعضاء اليومية.
الصلاة هي جزء أساسي من حياة جمعية القديس يوحنا الإنجيلي. يشارك الأعضاء في صلاة يومية عامة، بالإضافة إلى صلاة خاصة. كما يخصصون وقتًا للدراسة والتأمل الروحي. العمل هو جزء مهم آخر من حياة الجمعية. يشارك الأعضاء في مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك العمل الرعوي، والتعليم، والخدمة الاجتماعية. الحياة المشتركة هي جوهر الحياة الرهبانية. يعيش الأعضاء معًا في مجتمعات، ويشاركون في جميع جوانب الحياة اليومية. هذا يتضمن تناول الطعام معًا، والعمل معًا، والعيش معًا في جو من الحب والاحترام المتبادلين.
أهداف ومهام جمعية القديس يوحنا الإنجيلي
تهدف جمعية القديس يوحنا الإنجيلي إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية. أولاً، تهدف إلى العيش وفقًا لإنجيل يسوع المسيح، من خلال الصلاة والعمل والعيش المشترك. ثانيًا، تهدف إلى خدمة الكنيسة والمجتمع، من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة. ثالثًا، تهدف إلى نشر رسالة الإنجيل في جميع أنحاء العالم. تعمل الجمعية من خلال عدة مهام رئيسية لتحقيق هذه الأهداف. يتضمن ذلك:
- الصلاة والعبادة: يشارك الأعضاء في صلاة يومية عامة، بالإضافة إلى صلاة خاصة. كما يخصصون وقتًا للدراسة والتأمل الروحي.
- العمل الرعوي: يقدم الأعضاء الرعاية الرعوية للأفراد والمجتمعات. يتضمن ذلك الوعظ والتدريس، وتقديم الدعم الروحي.
- التعليم: يشارك الأعضاء في التعليم في مجموعة متنوعة من المستويات. يتضمن ذلك التدريس في المدارس والجامعات، وتقديم الدورات التدريبية والندوات.
- الخدمة الاجتماعية: يقدم الأعضاء الدعم للمحتاجين. يتضمن ذلك العمل مع المشردين والفقراء والمرضى، وتقديم المساعدة في حالات الكوارث.
- التبشير: يشارك الأعضاء في نشر رسالة الإنجيل في جميع أنحاء العالم. يتضمن ذلك العمل في البعثات، وتقديم الدعم للكنائس المحلية.
أعمال وخدمات جمعية القديس يوحنا الإنجيلي
تشارك جمعية القديس يوحنا الإنجيلي في مجموعة واسعة من الأعمال والخدمات. بعض من أبرز هذه الأعمال والخدمات تشمل:
- العمل الرعوي: يقدم أعضاء الجمعية الدعم الروحي والرعاية الرعوية في الكنائس والمجتمعات المحلية.
- التعليم: يشارك أعضاء الجمعية في التدريس والتعليم في مجموعة متنوعة من المؤسسات التعليمية، من المدارس إلى الجامعات.
- الخدمة الاجتماعية: تعمل الجمعية على مساعدة المحتاجين من خلال توفير المأوى، وتقديم الدعم للمشردين والفقراء، والمساهمة في جهود الإغاثة في حالات الكوارث.
- الإصلاح الروحي: تقدم الجمعية برامج ومراكز للإصلاح الروحي والتأمل.
- النشر: تنشر الجمعية كتبًا ومقالات ومواد أخرى لتعزيز الفكر المسيحي والروحانية.
انتشار جمعية القديس يوحنا الإنجيلي حول العالم
تتمتع جمعية القديس يوحنا الإنجيلي بحضور عالمي، ولديها أعضاء في العديد من البلدان. تشمل المناطق الرئيسية التي تعمل فيها الجمعية:
- الولايات المتحدة الأمريكية: تأسست الجمعية في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر ولديها العديد من الأديرة والمراكز في جميع أنحاء البلاد.
- المملكة المتحدة: يقع المقر الأصلي للجمعية في المملكة المتحدة، ولديها حضور قوي في الكنيسة الأنجليكانية.
- كندا: لدى الجمعية أديرة ومراكز في كندا، وتشارك في مختلف الخدمات الرعوية والاجتماعية.
- أستراليا: تعمل الجمعية في أستراليا، وتقدم الدعم الروحي والخدمة للكنيسة والمجتمع.
- أفريقيا: لدى الجمعية وجود متزايد في أفريقيا، وتشارك في التعليم والرعاية الصحية والخدمة الاجتماعية.
- آسيا: تخدم الجمعية في آسيا، وتشارك في التبشير والعمل الإنساني.
يمثل الانتشار العالمي للجمعية التزامها بتقديم الخدمة لجميع الناس، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو خلفيتهم الثقافية.
تحديات تواجه جمعية القديس يوحنا الإنجيلي
مثل العديد من المنظمات الدينية، تواجه جمعية القديس يوحنا الإنجيلي عددًا من التحديات. وتشمل هذه التحديات:
- تراجع عدد الأعضاء: تواجه العديد من الجماعات الدينية انخفاضًا في عدد الأعضاء، وهذا ينطبق أيضًا على جمعية القديس يوحنا الإنجيلي.
- الشيخوخة: يتقدم عمر العديد من أعضاء الجمعية، مما يجعل من الصعب عليهم الحفاظ على الأنشطة والخدمات.
- المسائل المالية: تتطلب الأنشطة والخدمات التي تقدمها الجمعية تمويلًا، وقد يكون من الصعب الحصول على هذا التمويل في بعض الأحيان.
- التغيرات المجتمعية: تواجه الجمعية تحديات من التغيرات المجتمعية، مثل تزايد العلمانية وتغير القيم الأخلاقية.
- المسؤولية القانونية والأخلاقية: كما هو الحال مع أي منظمة دينية، يجب على الجمعية التعامل مع القضايا القانونية والأخلاقية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالعلاقات داخل المجتمع والتعامل مع الأطفال.
للتغلب على هذه التحديات، تعمل الجمعية على:
- جذب أعضاء جدد: تقوم الجمعية بتطوير برامج لجذب الشباب والأفراد الجدد.
- التكيف مع التغيرات: تقوم الجمعية بتحديث أساليب عملها لتلبية احتياجات المجتمع المتغيرة.
- تعزيز الشراكات: تعمل الجمعية مع منظمات أخرى لتعزيز عملها وخدماتها.
- الحفاظ على قيمها: تواصل الجمعية الالتزام بقيمها الأساسية المتمثلة في الصلاة والعمل والعيش المشترك.
التأثير والمساهمة في المجتمع
تساهم جمعية القديس يوحنا الإنجيلي بشكل كبير في المجتمع من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة والخدمات. يشمل تأثيرهم ما يلي:
- الدعم الروحي: توفر الجمعية الدعم الروحي والإرشاد للأفراد والمجتمعات، مما يساعدهم على مواجهة تحديات الحياة.
- الخدمة الاجتماعية: تقدم الجمعية الدعم للمحتاجين، بما في ذلك المشردين والفقراء والمرضى، مما يساعد على تحسين نوعية حياتهم.
- التعليم: تساهم الجمعية في التعليم من خلال توفير المدارس والبرامج التعليمية، مما يساعد على تعزيز المعرفة والمهارات.
- الإصلاح الروحي: تقدم الجمعية برامج ومراكز للإصلاح الروحي، مما يساعد الأفراد على النمو في إيمانهم وعلاقتهم بالله.
- نشر السلام والعدالة: تعمل الجمعية على نشر السلام والعدالة في العالم من خلال التوعية والدعوة إلى التغيير.
من خلال هذه المساهمات، تلعب جمعية القديس يوحنا الإنجيلي دورًا حيويًا في بناء مجتمع أفضل وأكثر عدلاً وسلامًا.
التوجهات المستقبلية لجمعية القديس يوحنا الإنجيلي
تسعى جمعية القديس يوحنا الإنجيلي إلى التكيف مع التغيرات المجتمعية والتطورات التكنولوجية، مع الحفاظ على قيمها الأساسية. تشمل التوجهات المستقبلية:
- التوسع والنمو: تهدف الجمعية إلى توسيع نطاق عملها وزيادة عدد أعضائها في جميع أنحاء العالم.
- الابتكار: تسعى الجمعية إلى تطوير برامج وخدمات جديدة لتلبية احتياجات المجتمع المتغيرة.
- التعاون: تركز الجمعية على تعزيز التعاون مع المنظمات الأخرى لتحقيق أهداف مشتركة.
- الاستدامة: تهدف الجمعية إلى ضمان استدامة عملها وخدماتها على المدى الطويل.
- التركيز على الشباب: تركز الجمعية على جذب الشباب وإشراكهم في أنشطتها وخدماتها.
من خلال هذه التوجهات، تسعى جمعية القديس يوحنا الإنجيلي إلى الاستمرار في خدمة الكنيسة والمجتمع، ونشر رسالة الإنجيل في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
جمعية القديس يوحنا الإنجيلي هي جماعة دينية أنجليكانية مهمة، تأسست في القرن التاسع عشر، وتعمل في جميع أنحاء العالم. تكرس الجمعية أعضائها للحياة الرهبانية، مع التركيز على الصلاة والعمل والعيش المشترك. تقدم الجمعية خدمات روحية واجتماعية متنوعة، وتساهم بشكل كبير في المجتمع. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن الجمعية ملتزمة بالنمو والتكيف مع التغيرات المجتمعية، والاستمرار في نشر رسالة الإنجيل في جميع أنحاء العالم.