نشأة كاثرين كولمان وتعليمها
ولدت كاثرين كولمان في تشارلستون، ساوث كارولينا، ونشأت في ويليسلي، ماساتشوستس. أظهرت كولمان شغفًا بالعلوم منذ صغرها، وكانت مهتمة بشكل خاص بالفضاء. حصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في عام 1983، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في هندسة البوليمرات من جامعة ماساتشوستس في أمهيرست عام 1991.
خلال دراستها، شاركت كولمان في الأبحاث المتعلقة بالمواد البوليمرية المستخدمة في التطبيقات الفضائية. عملت أيضًا كضابطة في القوات الجوية الأمريكية، حيث تمركزت في قاعدة رايت باترسون الجوية في أوهايو، وتخصصت في هندسة المواد.
مسيرة كاثرين كولمان المهنية في ناسا
تم اختيار كولمان من قبل وكالة ناسا لتصبح رائدة فضاء في عام 1992. بعد إكمال برنامج التدريب المكثف، أصبحت مؤهلة للمشاركة في مهام مكوك الفضاء والمحطة الفضائية الدولية. شاركت كولمان في ثلاث بعثات فضائية:
- STS-73 (1995): كانت كولمان جزءًا من طاقم مهمة STS-73، وهي مهمة مكوك فضاء مخصصة لإجراء التجارب العلمية في مختبر USML-2 (United States Microgravity Laboratory). خلال هذه المهمة، أجرى الطاقم مجموعة متنوعة من التجارب في مجالات مثل علم المواد، والاحتراق، والفيزياء الحيوية.
- STS-93 (1999): شاركت كولمان في مهمة STS-93، التي تم خلالها نشر مرصد شاندرا للأشعة السينية. يعتبر مرصد شاندرا أحد المراصد الفضائية الأربعة الكبرى التابعة لناسا، وهو مخصص لدراسة الكون في طيف الأشعة السينية.
- Expedition 26/27 (2010-2011): عملت كولمان كمهندسة طيران في محطة الفضاء الدولية كجزء من البعثتين 26 و 27. خلال هذه الفترة، شاركت في مجموعة متنوعة من التجارب العلمية، وقامت بأعمال الصيانة والإصلاح، وشاركت في الأنشطة التعليمية والتوعوية.
خلال فترة وجودها في محطة الفضاء الدولية، لفتت كولمان الانتباه بقدرتها على العزف على آلات موسيقية مختلفة في الفضاء، بما في ذلك الفلوت والغيتار. كانت تعزف الموسيقى في الفضاء كوسيلة للتواصل مع الأرض، وشاركت في العديد من الفعاليات الموسيقية عبر الفيديو مع المدارس والمنظمات الأخرى.
إسهامات كاثرين كولمان العلمية والتكنولوجية
ساهمت كولمان بشكل كبير في مجال العلوم والتكنولوجيا من خلال عملها في ناسا. شاركت في العديد من التجارب العلمية الهامة التي أجريت في الفضاء، والتي ساهمت في فهمنا للكون وتطوير تقنيات جديدة. تشمل بعض إسهاماتها الرئيسية:
- أبحاث علم المواد: شاركت كولمان في أبحاث علم المواد التي تهدف إلى تطوير مواد جديدة يمكن استخدامها في التطبيقات الفضائية. هذه المواد يجب أن تكون قادرة على تحمل الظروف القاسية في الفضاء، مثل الإشعاع الشمسي الشديد والتغيرات الكبيرة في درجات الحرارة.
- أبحاث الفيزياء الحيوية: شاركت كولمان في أبحاث الفيزياء الحيوية التي تهدف إلى فهم تأثير الجاذبية الصغرى على العمليات البيولوجية. هذه الأبحاث مهمة لفهم كيفية تأثير السفر الفضائي على صحة رواد الفضاء، ولتطوير تدابير مضادة للتخفيف من الآثار السلبية.
- نشر مرصد شاندرا للأشعة السينية: شاركت كولمان في مهمة STS-93، التي تم خلالها نشر مرصد شاندرا للأشعة السينية. يعتبر مرصد شاندرا أحد المراصد الفضائية الأربعة الكبرى التابعة لناسا، وهو مخصص لدراسة الكون في طيف الأشعة السينية. ساهمت كولمان في ضمان نجاح هذه المهمة الحاسمة.
دور كاثرين كولمان في التعليم والتوعية
تعتبر كولمان شخصية ملهمة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وتعمل على تشجيع الشباب، وخاصة الفتيات، على متابعة مهن في هذه المجالات. شاركت في العديد من الفعاليات التعليمية والتوعوية، وقدمت محاضرات وورش عمل في المدارس والجامعات والمتاحف. تهدف كولمان من خلال هذه الأنشطة إلى إلهام الجيل القادم من العلماء والمهندسين ورواد الفضاء.
بالإضافة إلى ذلك، شاركت كولمان في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وكتبت مقالات للصحف والمجلات، بهدف نشر الوعي بأهمية العلوم والتكنولوجيا، وتشجيع الشباب على الاهتمام بهذه المجالات.
الجوائز والتكريمات
حصلت كولمان على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماتها في مجال استكشاف الفضاء والعلوم والتكنولوجيا. تشمل بعض هذه الجوائز:
- ميدالية خدمة ناسا المتميزة
- ميدالية ناسا للطيران في الفضاء
- وسام الاستحقاق من القوات الجوية الأمريكية
الحياة الشخصية
كولمان متزوجة من الرسام جوش سيمبسون ولديهما ابن واحد. بالإضافة إلى اهتمامها بالعلوم والتكنولوجيا، تهتم كولمان بالموسيقى، وتلعب على آلات موسيقية مختلفة. كما أنها مهتمة بالرياضة، وتمارس الجري والسباحة وركوب الدراجات.
خاتمة
كاثرين كولمان هي رائدة فضاء أمريكية متميزة، ومهندسة وكيميائية موهوبة. ساهمت بشكل كبير في مجال استكشاف الفضاء والعلوم والتكنولوجيا، وتعتبر شخصية ملهمة للشباب في جميع أنحاء العالم. من خلال عملها في ناسا ومشاركتها في الأنشطة التعليمية والتوعوية، ساهمت كولمان في دفع حدود المعرفة البشرية، وتشجيع الجيل القادم من العلماء والمهندسين.