<![CDATA[
خلفية تاريخية
قبل عام 1967، هيمن “الستة الأصلية” على دوري الهوكي الوطني. كانت هذه الفرق تتمتع بميزة كبيرة، حيث كانت تسيطر على المواهب وتتحكم في التنافسية في الدوري. أدت هذه الهيمنة إلى نقص في الفرص للاعبين الآخرين وإلى ملل الجمهور. مع مرور الوقت، أدرك مسؤولو دوري الهوكي الوطني الحاجة إلى التوسع لزيادة الاهتمام باللعبة وتعزيز نموها في جميع أنحاء أمريكا الشمالية. كما أدركوا أن التوسع سيؤدي إلى زيادة الإيرادات وجذب المزيد من المشجعين. بدأت مناقشات حول توسيع الدوري في أوائل الستينيات، وأخيرًا تقرر إجراء مسودة توسعة في عام 1967.
الفرق المشاركة في المسودة
في عام 1967، وافق دوري الهوكي الوطني على إضافة ستة فرق جديدة، مما ضاعف عدد الفرق في الدوري. الفرق الستة الجديدة كانت:
- لوس أنجلوس كينغز (Los Angeles Kings)
- مينيسوتا نورث ستارز (Minnesota North Stars)
- فيلادلفيا فلايرز (Philadelphia Flyers)
- بيتسبرغ بينجوينز (Pittsburgh Penguins)
- أوكلاهوما سيتي بلوز (Oklahoma City Blazers) – (تم تغيير الاسم لاحقًا إلى كاليفورنيا سيلز ثم إلى أوكلاند سيلز)
- سانت لويس بلوز (St. Louis Blues)
تم اختيار هذه الفرق من بين العديد من طلبات الحصول على امتياز في الدوري. أخذ مسؤولو دوري الهوكي الوطني في الاعتبار عوامل مختلفة مثل إمكانات السوق، والبنية التحتية (مثل الحلبات)، والاستقرار المالي عند اتخاذ هذه القرارات. كان اختيار هذه المدن يهدف إلى توسيع نطاق الدوري إلى أسواق جديدة وجذب جماهير جديدة. بعض هذه المدن كانت لديها بالفعل فرق هوكي احترافية في دوريات أخرى، في حين أن البعض الآخر كان جديدًا على اللعبة.
قواعد مسودة التوسعة
تم وضع قواعد صارمة لمسودة التوسعة لضمان التوازن والعدالة. كان على كل فريق من “الستة الأصلية” أن يحمي عددًا معينًا من اللاعبين. كان يُسمح لهم بحماية 11 لاعبًا محترفًا أو 1 حارس مرمى و7 لاعبين آخرين. لم يكن اللاعبون المحميون متاحين للاختيار من قبل الفرق الجديدة. تم السماح لكل فريق جديد باختيار لاعبين من الفرق الستة الأصلية غير المحميين. كان على الفرق الجديدة أن تختار عددًا معينًا من اللاعبين من كل فريق أصلي، مما يضمن توزيع المواهب بشكل عادل قدر الإمكان. كان هناك أيضًا متطلبات تتعلق برواتب اللاعبين وضمان أن الفرق الجديدة يمكنها الوفاء بالتزاماتها المالية.
عملية المسودة
بدأت عملية المسودة باختيار الفرق الجديدة للاعبين من الفرق الستة الأصلية. كان لكل فريق جديد عدد معين من الجولات للاختيار، وفي كل جولة، كان بإمكانه اختيار لاعب واحد من فريق أصلي غير محمي. تم اختيار اللاعبين بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك المهارة والخبرة والإمكانات. كان على الفرق الجديدة أيضًا أن تختار حراس مرمى، وكثيرًا ما كان اختيار حارس مرمى جيد يمثل تحديًا، حيث كان عدد الحراس الموهوبين محدودًا. أدت عملية الاختيار إلى تغييرات كبيرة في تشكيلات الفرق الأصلية، حيث فقدت بعض الفرق لاعبين أساسيين. أدى هذا إلى تحول كبير في توازن القوى في الدوري.
اللاعبون البارزون الذين تم اختيارهم
اختارت الفرق الجديدة عددًا من اللاعبين البارزين خلال المسودة. من بين هؤلاء اللاعبين:
- برينت سوتو (Brent Sutter) – اختاره فيلادلفيا فلايرز.
- دوج كولينز (Doug Collins) – اختاره فيلادلفيا فلايرز.
- جوني بوش (Johnny Bucyk) – اختاره لوس أنجلوس كينغز.
- جان كراودر (Jean Pronovost) – اختاره بيتسبرغ بينجوينز.
- غлен هانلون (Glen Hanlon) – اختاره فانكوفر كاناكس.
كان لهؤلاء اللاعبين تأثير كبير على فرقهم الجديدة، وساعدوا في بناء فرق تنافسية. أصبح بعضهم نجومًا في دوري الهوكي الوطني، ولعبوا دورًا مهمًا في نجاح فرقهم. قدمت المسودة فرصة للاعبين الذين لم يحصلوا على فرص كبيرة في الفرق الأصلية لإثبات أنفسهم.
التأثير على دوري الهوكي الوطني
كان لمسودة التوسعة لعام 1967 تأثير كبير على دوري الهوكي الوطني. أدت إلى:
- زيادة المنافسة: أدت إضافة ستة فرق جديدة إلى زيادة المنافسة في الدوري. أصبح لدى الجماهير المزيد من الفرق لتشجيعها، وزاد الاهتمام باللعبة.
- توسيع السوق: ساعدت المسودة في توسيع نطاق دوري الهوكي الوطني إلى أسواق جديدة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية. جذبت الفرق الجديدة جماهير جديدة وعززت شعبية اللعبة.
- تغيير التوازن في القوة: أدت المسودة إلى تغيير توازن القوة في الدوري. لم تعد “الستة الأصلية” تتمتع بالهيمنة نفسها، وظهرت فرق جديدة قادرة على المنافسة على البطولة.
- توفير فرص جديدة للاعبين: منحت المسودة اللاعبين الذين لم يحصلوا على فرص في “الستة الأصلية” فرصة لإثبات أنفسهم. أصبح العديد من هؤلاء اللاعبين نجومًا في دوري الهوكي الوطني.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت المسودة في وضع الأساس لنمو وتوسع دوري الهوكي الوطني في العقود التالية. استمر الدوري في التوسع، مع إضافة المزيد من الفرق في الولايات المتحدة وكندا. أصبح دوري الهوكي الوطني واحدًا من أكبر الدوريات الرياضية الاحترافية في العالم، وذلك بفضل المسودة التاريخية لعام 1967.
تحديات الفرق الجديدة
واجهت الفرق الجديدة تحديات كبيرة في سنواتها الأولى. كان عليها بناء فرق تنافسية من الصفر، والتنافس مع فرق راسخة تتمتع بخبرة كبيرة. واجهت بعض الفرق صعوبة في جذب المشجعين، حيث كان الاهتمام بالهوكي في بعض المدن أقل من غيرها. كما واجهت بعض الفرق صعوبة في الحفاظ على الاستقرار المالي. على الرغم من هذه التحديات، تمكنت بعض الفرق الجديدة من تحقيق النجاح، والفوز بالبطولات، وبناء قاعدة جماهيرية مخلصة. قدمت هذه الفرق مساهمات قيمة في دوري الهوكي الوطني.
تأثير المسودة على اللعبة بشكل عام
لم تقتصر آثار مسودة توسعة عام 1967 على الفرق المشاركة واللاعبين فحسب، بل امتدت تأثيراتها إلى اللعبة نفسها. أدت المسودة إلى زيادة الاهتمام بالهوكي في أمريكا الشمالية، مما ساهم في زيادة عدد الأطفال الذين يلعبون اللعبة. أدت المسودة أيضًا إلى تطوير المزيد من المرافق والمنشآت الخاصة بالهوكي، مما أدى إلى تحسين مستوى اللعبة. لعبت المسودة دورًا في جعل الهوكي رياضة أكثر شعبية ومتعة للمشاهدين واللاعبين على حد سواء. أثرت المسودة على طريقة إدارة دوري الهوكي الوطني، حيث تعلمت الإدارة من تجاربها في إدارة الدوري الموسع.
النتائج طويلة الأجل
كانت نتائج مسودة التوسعة لعام 1967 طويلة الأجل ومهمة. لم يقتصر الأمر على تغيير وجه دوري الهوكي الوطني فحسب، بل ساعد أيضًا في إرساء أسس نموه المستقبلي. أصبحت العديد من الفرق الجديدة فرقًا ناجحة، وفازت بالبطولات، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من مشهد الهوكي في أمريكا الشمالية. استمر دوري الهوكي الوطني في النمو والتوسع، وأصبح واحدًا من أكبر الدوريات الرياضية الاحترافية في العالم. أثرت المسودة على الطريقة التي يُنظر بها إلى الهوكي، وجعلتها رياضة أكثر شعبية وجاذبية.
خاتمة
كانت مسودة توسعة دوري الهوكي الوطني لعام 1967 حدثًا محوريًا في تاريخ اللعبة. أدت إلى تغييرات كبيرة في هيكل الدوري، وزيادة المنافسة، وتوسيع نطاق اللعبة إلى أسواق جديدة. على الرغم من التحديات التي واجهتها الفرق الجديدة، فقد أحدثت تغييرًا كبيرًا في دوري الهوكي الوطني. ساهمت المسودة في نمو وشعبية الهوكي، وأرست الأساس لدوري الهوكي الوطني ليصبح واحدًا من أكبر الدوريات الرياضية الاحترافية في العالم. كان لها تأثير دائم على اللعبة، ولا تزال تذكر باعتبارها نقطة تحول في تاريخ الهوكي.