جغرافيا الجزيرة
تتميز جزيرة كيب بريتون بتنوع تضاريسها، حيث تتألف من أراضٍ منخفضة خصبة، وهضاب صخرية، ووديان نهرية عميقة، وساحل وعر. يمثل منتزه كيب بريتون هايلاندز الوطني جزءًا كبيرًا من الجزء الشمالي من الجزيرة، ويضم هضبة مرتفعة تهيمن عليها التلال المستديرة والوديان العميقة. أعلى نقطة في الجزيرة هي قمة وايت هيل، التي ترتفع إلى 532 مترًا (1,745 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر.
تتميز السواحل بتنوعها الكبير، حيث تتراوح بين الشواطئ الرملية الطويلة والمنحدرات الصخرية الشاهقة. توجد العديد من الخلجان والمداخل على طول الساحل، مما يوفر ملاذًا آمنًا للسفن والقوارب.
تاريخ الجزيرة
كانت جزيرة كيب بريتون مأهولة بالسكان الأصليين من شعب الميكماك لآلاف السنين. أطلق شعب الميكماك على الجزيرة اسم “Unama’ki”، والتي تعني “أرض الضباب”.
وصل الأوروبيون إلى الجزيرة في القرن الخامس عشر، حيث يُعتقد أن جون كابوت قد زارها في عام 1497. في عام 1521، أطلق المستكشف البرتغالي جواو ألفاريس فاجونديس على الجزيرة اسم “كابو بريتون”.
في عام 1629، أسس الفرنسيون مستعمرة في الجزيرة وأطلقوا عليها اسم “Île Royale”. كانت الجزيرة مركزًا مهمًا للتجارة وصيد الأسماك، وشهدت صراعات متكررة بين الفرنسيين والبريطانيين.
في عام 1713، بموجب معاهدة أوتريخت، تنازلت فرنسا عن الجزيرة لبريطانيا. ومع ذلك، استمر الفرنسيون في محاولة استعادة السيطرة عليها، وقاموا ببناء حصن لويسبورغ، الذي أصبح قاعدة عسكرية مهمة.
استولى البريطانيون على حصن لويسبورغ في عام 1758، وفي عام 1763، بموجب معاهدة باريس، تنازلت فرنسا رسميًا عن جزيرة كيب بريتون لبريطانيا.
في عام 1784، أصبحت جزيرة كيب بريتون مستعمرة بريطانية منفصلة. في عام 1820، تم دمجها مع نوفا سكوشا.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد جزيرة كيب بريتون تقليديًا على صيد الأسماك والتعدين والزراعة. في السنوات الأخيرة، أصبح السياحة قطاعًا اقتصاديًا مهمًا بشكل متزايد. يزور الجزيرة العديد من السياح للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة، ومسارات المشي لمسافات طويلة، والشواطئ، والأنشطة الثقافية.
تعتبر طريق كابوت تريل من أشهر مناطق الجذب السياحي في الجزيرة، وهو طريق ذو مناظر خلابة يمتد على طول الساحل الشمالي للجزيرة.
تشمل الصناعات الأخرى في جزيرة كيب بريتون بناء السفن، وتصنيع الأغذية، والغابات.
السكان
يبلغ عدد سكان جزيرة كيب بريتون حوالي 132,000 نسمة. أكبر مدينة في الجزيرة هي سيدني. يتكون سكان الجزيرة من مجموعة متنوعة من الخلفيات الثقافية، بما في ذلك الأصول الإنجليزية والفرنسية والغيلية والميكماك.
تعتبر الثقافة الغيلية قوية بشكل خاص في جزيرة كيب بريتون، حيث لا يزال العديد من السكان يتحدثون اللغة الغيلية الاسكتلندية. تقام العديد من المهرجانات والفعاليات الغيلية على مدار العام.
المعالم السياحية الرئيسية
- منتزه كيب بريتون هايلاندز الوطني: يضم مناظر طبيعية خلابة ومسارات للمشي لمسافات طويلة.
- طريق كابوت تريل: طريق ذو مناظر خلابة يمتد على طول الساحل الشمالي.
- حصن لويسبورغ الوطني التاريخي: موقع تاريخي يعرض الحياة في المستعمرة الفرنسية في القرن الثامن عشر.
- متحف مينز وورف للمناجم: متحف يعرض تاريخ تعدين الفحم في الجزيرة.
- متحف الكسندر غراهام بيل الوطني التاريخي: متحف مخصص لحياة وعمل المخترع ألكسندر غراهام بيل، الذي قضى سنوات عديدة في بادديك في جزيرة كيب بريتون.
النقل
يمكن الوصول إلى جزيرة كيب بريتون عن طريق البر والجو والبحر. تربط قناة كنسو الجزيرة بالبر الرئيسي لنوفا سكوشا. يوجد مطار إقليمي في سيدني يوفر رحلات جوية إلى مدن كندية أخرى. هناك أيضًا خدمة عبّارات تربط جزيرة كيب بريتون بجزيرة نيوفاوندلاند.
الحكومة
تُدار جزيرة كيب بريتون كجزء من مقاطعة نوفا سكوشا. توجد العديد من البلديات المحلية في الجزيرة، بما في ذلك إقليم بلدية كيب بريتون الإقليمي. يمثل أعضاء الجمعية التشريعية لنوفا سكوشا جزيرة كيب بريتون في المجلس التشريعي للمقاطعة.
التعليم
يوجد في جزيرة كيب بريتون عدد من المدارس الابتدائية والثانوية. يوجد أيضًا جامعة واحدة، وهي جامعة كيب بريتون، التي تقع في سيدني.
خاتمة
جزيرة كيب بريتون هي جوهرة حقيقية تقع على الساحل الأطلسي لكندا. بمناظرها الطبيعية الخلابة، وتاريخها الغني، وثقافتها النابضة بالحياة، تقدم الجزيرة شيئًا للجميع. سواء كنت تبحث عن مغامرة في الهواء الطلق، أو استراحة ثقافية، أو ببساطة مكان للاسترخاء والاستمتاع بالجمال الطبيعي، فمن المؤكد أن جزيرة كيب بريتون ستأسر قلبك.