التأسيس والتشكيل
بعد تفكك فرقة ذا فيلد مايس في عام 1991، قرر بوبي راتن وآن ماري ديفيز المضي قدمًا في استكشاف أساليب موسيقية جديدة. بدأ المشروع في البداية كثنائي، حيث قام راتن بتأليف الأغاني وكتابة الكلمات، بينما ساهمت ديفيز بالغناء والعزف على الآلات الموسيقية. في وقت لاحق، انضم إليهم أعضاء آخرون، مما أدى إلى تشكيل فرقة كاملة.
كان اسم الفرقة “مكتبة الصور الشمالية” بمثابة انعكاس لطموحهم لإنشاء موسيقى تصويرية، evoking صورًا عاطفية ومناظر طبيعية صوتية. تم اختيار الاسم لأنه يعكس إحساسًا بالحنين والجمال الهادئ، وهما سمتان مميزتان لموسيقاهم.
الأسلوب الموسيقي
تميزت موسيقى مكتبة الصور الشمالية بدمج عناصر البوب الحالم والإيندي بوب، مع التركيز على الألحان الجذابة والتوزيعات الصوتية الغنية. غالبًا ما كانت أغانيهم تتناول موضوعات الحب والفقدان والحنين، مع كلمات شاعرية وصور حية. استخدموا بشكل كبير المؤثرات الصوتية مثل الصدى والتأخير لخلق جو حالم وآسر.
تأثرت الفرقة بمجموعة متنوعة من الفنانين، بما في ذلك فرقة كوكتو توينز (Cocteau Twins) وفرقة ذا سميثس (The Smiths) وفرقة جيسوس آند ماري تشين (The Jesus and Mary Chain). ومع ذلك، تمكنوا من تطوير صوت فريد خاص بهم، مما جعلهم متميزين في مشهد الإيندي في التسعينيات.
الألبومات والأغاني
أصدرت مكتبة الصور الشمالية ثلاثة ألبومات كاملة خلال مسيرتها المهنية:
- Paris (1994): يعتبر هذا الألبوم هو الأكثر شهرة للفرقة. يضم مزيجًا من الأغاني الهادئة والحالمة والأغاني الأكثر حيوية. من بين الأغاني البارزة في هذا الألبوم “Firefly” و “My Favourite Film”.
- Atlantic (1996): يستكشف هذا الألبوم موضوعات أعمق وأكثر تعقيدًا. يتميز بتوزيعات موسيقية أكثر تفصيلاً وتجريبية. تعتبر أغنية “Everything Moves” من أبرز أغاني هذا الألبوم.
- Visionary (1998): يمثل هذا الألبوم تحولًا طفيفًا في صوت الفرقة، حيث يتضمن عناصر من موسيقى الإلكترونيكا. ومع ذلك، فإنه لا يزال يحافظ على جوهر البوب الحالم الذي يميز الفرقة.
بالإضافة إلى الألبومات، أصدرت الفرقة عددًا من الأغاني الفردية (Singles) وEPs التي لاقت استحسان النقاد.
التأثير والإرث
على الرغم من أن مكتبة الصور الشمالية لم تحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أنها اكتسبت قاعدة جماهيرية مخلصة وأثرت على العديد من الفنانين الآخرين في مشهد الإيندي بوب. تعتبر موسيقاهم خالدة ولا تزال تحظى بالتقدير من قبل محبي هذا النوع من الموسيقى حتى اليوم.
يعتبر أسلوبهم الفريد في المزج بين البوب الحالم والكلمات الشاعرية والتوزيعات الموسيقية المعقدة بمثابة مصدر إلهام للعديد من الفرق الموسيقية الصاعدة. تستمر أغانيهم في الظهور في قوائم التشغيل (Playlists) والمواقع الإلكترونية المخصصة لموسيقى الإيندي.
أعضاء الفرقة
تألف التشكيل الأساسي للفرقة من:
- بوبي راتن: غناء، جيتار، كتابة الأغاني
- آن ماري ديفيز: غناء، آلات موسيقية
على مر السنين، انضم العديد من الموسيقيين الآخرين إلى الفرقة، مما ساهم في تطور صوتها وتنوعه.
تفكك الفرقة
تفككت مكتبة الصور الشمالية في عام 1998. بعد التفكك، واصل بوبي راتن وآن ماري ديفيز العمل في مشاريع موسيقية أخرى. شكل راتن فرقة أخرى تسمى شيمبل (Shambelles)، بينما ركزت ديفيز على مشاريع فردية وتعاونات مع فنانين آخرين.
على الرغم من قصر مدة مسيرتهم المهنية، تركت مكتبة الصور الشمالية بصمة لا تُمحى في عالم موسيقى الإيندي. تظل موسيقاهم شهادة على قدرتهم على إنشاء أغاني جميلة وحالمة تلامس الروح.
عودة محتملة
في السنوات الأخيرة، كانت هناك بعض التكهنات حول احتمال عودة مكتبة الصور الشمالية. لم يتم الإعلان عن أي شيء رسمي حتى الآن، لكن المعجبين لا يزالون يأملون في أن يجتمعوا مرة أخرى لإنشاء المزيد من الموسيقى الرائعة.
خاتمة
مكتبة الصور الشمالية هي فرقة بريطانية لموسيقى البوب الحالم تأسست في عام 1993. اشتهرت الفرقة بموسيقاها الحالمة والشعرية التي تمزج بين عناصر البوب والإيندي. على الرغم من تفككها في عام 1998، إلا أن موسيقاها لا تزال محبوبة ومؤثرة حتى اليوم. تعتبر الفرقة جزءًا هامًا من تاريخ موسيقى الإيندي البريطانية.