<![CDATA[
نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت حنان قهوجي في بلدة جبيل في لبنان، ونشأت خلال الحرب الأهلية اللبنانية. شهدت طفولتها العنف والقصف، وأثرت هذه التجارب بشكل كبير على وجهات نظرها. في عام 1975، عندما كانت تبلغ من العمر 10 سنوات، أصيبت بشظايا قنبلة خلال هجوم على منزلها. تقول غابرييل إن هذه الحادثة تركتها مع تجربة شخصية للعنف والتشرد الذي عانت منه خلال الحرب الأهلية.
هاجرت غابرييل إلى الولايات المتحدة في عام 1989، وحصلت على الجنسية الأمريكية. عملت في مجال الإعلام في البداية، حيث أنتجت تقارير إخبارية عن الشرق الأوسط. من خلال عملها كصحفية، بدأت في تطوير آرائها حول الإسلام والمسلمين، والتي أصبحت فيما بعد محور تركيزها الرئيسي.
مسيرتها المهنية ونشاطها السياسي
بدأت غابرييل مسيرتها المهنية في مجال الإعلام، وعملت كمراسلة وصحفية. في وقت لاحق، تحولت إلى الكتابة والنشاط السياسي. أصدرت العديد من الكتب التي تروج لوجهات نظرها حول الإسلام، بما في ذلك كتابها الأكثر مبيعًا “المعركة من أجل أمريكا: كيف يهدد الإسلام المتطرف الغرب وداخل الولايات المتحدة” (Because They Hate: A Survivor of Islamic Terror Warns America). في هذا الكتاب، تعرض غابرييل وجهات نظرها حول الإسلام، وتزعم أن الإسلام المتطرف يشكل تهديدًا للولايات المتحدة والعالم الغربي.
في عام 2007، أسست غابرييل منظمة “أوقفوا أسلمة أمريكا” (ACT for America)، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى “وقف أسلمة أمريكا”. تدعي المنظمة أنها تعمل على تثقيف الجمهور حول التهديدات التي تراها من الإسلام. ومع ذلك، فقد صنفتها العديد من المنظمات، بما في ذلك مركز قانون الفقر الجنوبي، كجماعة كراهية بسبب تصريحاتها وخطابها المعادي للإسلام.
تقوم غابرييل بإلقاء الخطب والمحاضرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تشارك وجهات نظرها حول الإسلام. كما تظهر بشكل متكرر في وسائل الإعلام، بما في ذلك شبكات الأخبار التلفزيونية، لمناقشة قضايا تتعلق بالإسلام والمسلمين.
آراؤها المثيرة للجدل
تُعرف غابرييل بآرائها المثيرة للجدل حول الإسلام. وهي تعتقد أن الإسلام يشكل تهديدًا للقيم الغربية والأمن القومي. غالبًا ما تنتقد ما تعتبره “أسلمة” للمجتمع الأمريكي، وتعبر عن قلقها بشأن تأثير المسلمين على الثقافة والسياسة الأمريكية. تُتهم غابرييل غالبًا بنشر معلومات مضللة وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
من بين آرائها المثيرة للجدل:
- الإسلام كأيديولوجية سياسية: تعتقد غابرييل أن الإسلام هو في المقام الأول أيديولوجية سياسية تسعى إلى الهيمنة العالمية، وليس مجرد دين.
- الخوف من الشريعة: تعبر عن قلقها بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة، وتعتقد أنها تتعارض مع الدستور الأمريكي.
- العلاقة بين الإسلام والإرهاب: تربط غابرييل بشكل مباشر بين الإسلام والإرهاب، وتزعم أن غالبية المسلمين يدعمون العنف والتطرف.
- “الأسلمة” في أمريكا: تعتقد أن هناك جهودًا منظمة لأسلمة الولايات المتحدة، وأن هذا يشكل تهديدًا للثقافة والقيم الأمريكية.
التقييمات والانتقادات
تتعرض غابرييل لانتقادات واسعة النطاق بسبب آرائها وخطابها. يصفها منتقدوها بأنها معادية للإسلام، وأنها تنشر معلومات مضللة وتعمل على تشويه صورة الإسلام والمسلمين. يتهمونها أيضًا بتأجيج الخوف والكراهية ضد المسلمين.
تلقى “أوقفوا أسلمة أمريكا” (ACT for America) انتقادات مماثلة. يتهمها منتقدوها بنشر معلومات غير دقيقة وتضخيم التهديدات من الإسلام. يعتبرونها أداة لنشر الخوف والكراهية ضد المسلمين.
يدافع مؤيدو غابرييل عن آرائها، ويقولون إنها تسلط الضوء على التهديدات الحقيقية من الإسلام المتطرف. يصفونها بأنها شجاعة وصادقة في تحليلها للقضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين. يؤكدون على أهمية حرية التعبير وحقها في التعبير عن آرائها، حتى لو كانت مثيرة للجدل.
الجدل المحيط بها
أثارت غابرييل العديد من الجدالات على مر السنين. تعرضت لانتقادات بسبب خطابها الذي وصفته بعض الجماعات بأنه كراهية، وتعرضت منظمتها لانتقادات مماثلة. أثارت تصريحاتها حول الإسلام والمسلمين جدلاً كبيرًا، وأدت إلى اتهامها بالإسلاموفوبيا.
في عام 2010، تعرضت غابرييل لانتقادات بسبب تصريحاتها حول المسلمين في أوروبا، حيث قالت إنهم يشكلون تهديدًا أمنيًا. أثارت هذه التصريحات غضبًا كبيرًا في أوروبا، واتُهمت غابرييل بنشر الخوف والكراهية.
في عام 2016، تعرضت غابرييل لانتقادات بسبب دعمها لدونالد ترامب خلال حملته الرئاسية. اتُهمت بدعم مرشح يتبنى آراءً معادية للإسلام. دافعت غابرييل عن دعمها لترامب، وقالت إنه سيتخذ مواقف قوية ضد الإرهاب الإسلامي.
تأثيرها
تركت غابرييل تأثيرًا كبيرًا على النقاش حول الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة. لقد ساهمت في تشكيل وجهات نظر العديد من الأمريكيين حول هذه القضايا. ومع ذلك، فقد أثارت أيضًا الكثير من الجدل والانقسام.
يؤثر عمل غابرييل ومنظمتها على السياسات والقرارات المتعلقة بالإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة. من خلال التأثير على الرأي العام وصناع القرار، ساهمت في زيادة التدقيق في الأنشطة الإسلامية والمسلمة.
دورها في السياسة
شاركت غابرييل بنشاط في السياسة الأمريكية. أيدت مرشحين سياسيين، وأثرت في المناقشات حول السياسة الخارجية والأمن القومي. لقد استخدمت منبرها لتشجيع القادة على اتخاذ مواقف صارمة ضد ما تعتبره تهديدًا من الإسلام المتطرف.
قامت غابرييل بتشكيل ائتلافات مع مجموعات محافظة أخرى، وعملت معهم للتأثير على التشريعات والسياسات. كما شاركت في فعاليات سياسية، وألقت خطبًا في تجمعات عامة.
أعمالها
نشرت غابرييل العديد من الكتب التي تدعم وجهات نظرها حول الإسلام. من بين هذه الكتب:
- المعركة من أجل أمريكا: كتابها الأكثر مبيعًا، يناقش فيه التهديدات التي تراها من الإسلام المتطرف في الولايات المتحدة.
- الوطن: يعرض الكتاب رؤيتها للقضايا الأمنية في الولايات المتحدة.
- أوقفوا أسلمة أمريكا: كتاب يهدف إلى زيادة الوعي حول ما تعتبره تهديدات من الإسلام.
خاتمة
بريجيت غابرييل شخصية مثيرة للجدل، تركت بصمة واضحة في النقاش حول الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة. على الرغم من كونها شخصية محافظة، إلا أن آراءها وتصريحاتها أثارت الكثير من الجدل والانتقادات. سواء اتفق المرء معها أم اختلف، فإن تأثيرها على النقاش العام لا يمكن إنكاره. يجب على القارئ دائمًا أن يتعامل مع هذه الآراء بحذر، وأن يبحث عن مصادر متعددة لفهم شامل للقضايا المعقدة المتعلقة بالإسلام والمسلمين.