<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد أنشيل بروسيلو في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. بدأ دراسة الكمان في سن مبكرة، وتحديدًا في سن الخامسة، تحت إشراف ياشا برودسكي. بعد ذلك، واصل تعليمه الموسيقي في معهد كيرتس للموسيقى المرموق، حيث درس مع إيفان جلاميان، أحد أبرز معلمي الكمان في القرن العشرين. كان من بين زملائه في معهد كيرتس ليونارد روز، ومايكل رابين، وريتشارد ياردوميان، ونينا سيمون.
خدم بروسيلو في البحرية الأمريكية في عام 1946. وبعد تسريحه، عاد إلى معهد كيرتس، حيث حصل على دبلوم في الموسيقى في عام 1948.
مسيرته المهنية
بدأ بروسيلو مسيرته المهنية كعازف كمان في أوركسترا كليفلاند تحت قيادة جورج سيل في عام 1954، حيث شغل منصب العازف الأول المساعد. في عام 1955، أصبح عازف الكمان الأول لأوركسترا نيو أورليانز السمفونية، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1959. خلال فترة وجوده في نيو أورليانز، ظهر أيضًا كعازف منفرد مع الأوركسترا.
في عام 1959، عُين بروسيلو عازف الكمان الأول لأوركسترا فيلادلفيا، ليحل محل جاكوب كرينشيندلر. وبذلك، أصبح أصغر عازف كمان أول في تاريخ الأوركسترا. خلال فترة وجوده في فيلادلفيا، ظهر بروسيلو كعازف منفرد مع الأوركسترا في عدة مناسبات، بما في ذلك عزف كونشيرتو الكمان لجان سيبيليوس في عام 1963.
في عام 1966، استقال بروسيلو من منصبه كعازف كمان أول في أوركسترا فيلادلفيا ليصبح قائدًا للأوركسترا المؤسسة لأوركسترا دالاس السمفونية. خلال فترة ولايته التي استمرت سبع سنوات، رفع بروسيلو من مستوى الأوركسترا الفني بشكل كبير وجذب جمهورًا جديدًا. كما أسس أوركسترا كامبراتا في جامعة ساوثرن ميثوديست، والتي قدمت فرصًا للطلاب لأداء الموسيقى في بيئة احترافية.
بعد مغادرته أوركسترا دالاس السمفونية في عام 1973، أصبح بروسيلو أستاذًا مقيمًا في جامعة شمال تكساس. في عام 1980، عُين أستاذًا للكمان في جامعة ساوثرن ميثوديست. تقاعد من التدريس في عام 2008.
بالإضافة إلى التدريس والأداء، كان بروسيلو أيضًا مؤلفًا غزير الإنتاج. كتب العديد من المقالات حول الكمان والأداء الموسيقي، وقام بتحرير العديد من المقطوعات الموسيقية للكمان. كما قام بتأليف كتابين، “التقنيات الأساسية لعزف الكمان” و “فن الأداء”.
في عام 2005، أسس بروسيلو أوركسترا شاطئ ساراسوتا، وهي أوركسترا صيفية تتكون من موسيقيين من جميع أنحاء العالم. عمل كمدير موسيقي وقائد أوركسترا حتى عام 2014.
إسهاماته وإرثه
كان أنشيل بروسيلو شخصية مؤثرة في عالم الموسيقى الكلاسيكية. كعازف كمان، كان معروفًا بتقنيته الرائعة وأسلوبه التعبيري. كقائد أوركسترا، كان معروفًا بقدرته على إلهام الموسيقيين وإخراج أفضل ما لديهم. كمعلم، ألهم أجيالًا من عازفي الكمان وقادة الأوركسترا.
ترك بروسيلو إرثًا دائمًا في عالم الموسيقى. لا يزال طلابه يعزفون ويقومون بالتدريس في جميع أنحاء العالم. لا تزال تسجيلاته الموسيقية تحظى بالتقدير من قبل عشاق الموسيقى. ستبقى مساهماته في الموسيقى الكلاسيكية حية للأجيال القادمة.
أعمال بارزة
- أوركسترا دالاس السمفونية: قاد بروسيلو هذه الأوركسترا لمدة سبع سنوات، وخلال هذه الفترة رفع من مستواها الفني بشكل كبير.
- أوركسترا كامبراتا في جامعة ساوثرن ميثوديست: أسس بروسيلو هذه الأوركسترا لتوفير فرص الأداء للطلاب.
- أوركسترا شاطئ ساراسوتا: أسس بروسيلو هذه الأوركسترا الصيفية وعمل كمدير موسيقي وقائد أوركسترا حتى عام 2014.
- التدريس: قام بروسيلو بتدريس الكمان والقيادة الأوركسترالية في جامعة شمال تكساس وجامعة ساوثرن ميثوديست لسنوات عديدة.
- الكتابة: كتب بروسيلو العديد من المقالات والكتب حول الكمان والأداء الموسيقي.
أسلوبه الموسيقي
تميز أسلوب أنشيل بروسيلو الموسيقي بالدقة التقنية والعاطفة العميقة. كان لديه قدرة فريدة على التواصل مع الموسيقيين والجمهور على حد سواء، مما جعله قائدًا ومعلمًا متميزًا. كان معروفًا بتفسيراته القوية للموسيقى الرومانسية والمتأخرة، فضلاً عن دعمه للموسيقى المعاصرة.
كان يؤمن بأهمية الفهم العميق للنص الموسيقي، وكذلك الحرية في التعبير الشخصي. شجع طلابه على تطوير أسلوبهم الخاص، مع الحفاظ على الاحترام للتقاليد الموسيقية.
الجوائز والتكريمات
حصل أنشيل بروسيلو على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة أفضل قائد أوركسترا من جمعية قادة الأوركسترا الأمريكية.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من جامعة ساوثرن ميثوديست.
- دكتوراه فخرية في الموسيقى من معهد كيرتس للموسيقى.
الحياة الشخصية
تزوج أنشيل بروسيلو من جاين بروسيلو، ولهما ثلاثة أطفال: لوري بروسيلو، وديفيد بروسيلو، وسوزان بروسيلو. توفي في 15 يناير 2018، عن عمر يناهز 89 عامًا.
خاتمة
كان أنشيل بروسيلو شخصية بارزة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، حيث ترك بصمة واضحة كعازف كمان وقائد أوركسترا ومعلم. من خلال مسيرته المهنية المتميزة وإسهاماته القيمة، ألهم أجيالًا من الموسيقيين وعشاق الموسيقى، وسيظل إرثه حيًا للأجيال القادمة.