<![CDATA[
نشأته وتعليمه
وُلد ديفيد إيغلمان في فورت وورث، تكساس. حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة رايس، ثم حصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء العصبية من جامعة رايس أيضًا. خلال دراسته، أجرى بحثًا في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الإدراك الحسي، والإدراك الزمني، وآليات الدماغ. بعد حصوله على درجة الدكتوراه، أجرى زمالة ما بعد الدكتوراه في معهد سالك للدراسات البيولوجية قبل أن يبدأ مسيرته الأكاديمية.
مسيرته المهنية
بدأ إيغلمان مسيرته الأكاديمية كأستاذ مساعد في جامعة بايلور، قبل أن ينتقل إلى جامعة كاليفورنيا، سان دييغو. في عام 2011، انضم إلى هيئة التدريس في جامعة ستانفورد، حيث يشغل حاليًا منصب أستاذ علم الأعصاب والطب النفسي والسلوك. أسس إيغلمان مختبر إيغلمان في جامعة ستانفورد، الذي يركز على أبحاث علم الأعصاب المتعلقة بالإدراك، والإدراك الزمني، والحواس المتعددة، والمرونة العصبية.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، يُعرف إيغلمان بأعماله في مجال التواصل العلمي. قام بتأليف العديد من الكتب الأكثر مبيعًا التي تبسط المفاهيم العلمية المعقدة لجمهور واسع. كما أنه مُنتِج ومُقَدِّم لمسلسل وثائقي تلفزيوني بعنوان “الدماغ مع ديفيد إيغلمان”، والذي تم بثه على قناة PBS. يهدف هذا المسلسل إلى استكشاف تعقيدات الدماغ البشري بطريقة جذابة ومناسبة للجمهور العام. عمل إيغلمان أيضًا كمتحدث عام، حيث ألقى محاضرات في جميع أنحاء العالم حول مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بعلم الأعصاب.
أبحاثه وإسهاماته
تركز أبحاث إيغلمان على العديد من المجالات في علم الأعصاب. يعتبر عمله حول الإدراك الزمني من أبرز إسهاماته، حيث درس كيف يعالج الدماغ الوقت، وكيف يمكن أن يتأثر الإدراك الزمني بالعوامل المختلفة مثل المشاعر والأدوية. قدم إيغلمان مساهمات كبيرة في فهمنا لكيفية عمل الحواس المتعددة، وكيف يدمج الدماغ المعلومات من مصادر حسية مختلفة لإنشاء تجربة واعية متماسكة. بالإضافة إلى ذلك، يدرس إيغلمان المرونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التكيف وإعادة تنظيم نفسه استجابةً للتجارب. وقد بحث في كيفية استخدام هذه القدرة لتطوير علاجات لاضطرابات الدماغ.
من بين إنجازات إيغلمان البارزة، تطويره لأجهزة استشعارية جديدة، مثل “نظام إحساس الجسم”، الذي يستخدم الهزازات لترجمة البيانات الحسية إلى إحساس جسدي، مما يوفر للأشخاص الذين يعانون من فقدان الإحساس وسيلة لإدراك العالم من حولهم. كما عمل إيغلمان على تطوير التقنيات العصبية، بما في ذلك الواجهات العصبية، التي تهدف إلى ربط الدماغ بالأجهزة الخارجية لتحسين الإدراك والتحكم في البيئة. يشارك إيغلمان أيضًا في دراسة القانون وعلم الأعصاب، حيث يبحث في كيفية استخدام علم الأعصاب لفهم السلوك البشري في السياقات القانونية، مثل تحديد المسؤولية الجنائية.
أعماله الأدبية
نشر إيغلمان العديد من الكتب التي لاقت استحسانًا كبيرًا، والتي تُرجمت إلى العديد من اللغات. من بين هذه الكتب:
- الدماغ: قصتك (Incognito: The Secret Lives of the Brain): يستكشف هذا الكتاب الآليات اللاواعية التي تحرك سلوكنا وأفكارنا.
- الرمز: عالمك المخفي (Sum: Forty Tales from the Afterlives): مجموعة من القصص القصيرة التي تتأمل في طبيعة الحياة والموت والوعي.
- الإنسان: دليل المستخدم (The Brain: The Story of You): يقدم هذا الكتاب نظرة عامة شاملة على الدماغ البشري، بدءًا من الأساسيات إلى أحدث الاكتشافات.
- وقت الساعات (Livewired: The Inside Story of the Ever-Changing Brain): يستكشف هذا الكتاب المرونة العصبية وكيف يتغير الدماغ باستمرار استجابةً للتجارب.
تتميز كتابات إيغلمان بأسلوبها الواضح والمقنع، مما يجعل المفاهيم العلمية المعقدة في متناول القراء من جميع الخلفيات. وقد حازت كتبه على جوائز عديدة، وساهمت في زيادة الوعي العام بأهمية علم الأعصاب.
إسهاماته في مجال التواصل العلمي
يُعتبر إيغلمان من أبرز الشخصيات في مجال التواصل العلمي. يستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل لنشر المعرفة العلمية، بما في ذلك:
- الكتب: ساهمت كتبه في تبسيط العلوم للجمهور.
- المحاضرات العامة: يلقي محاضرات في جميع أنحاء العالم.
- المسلسلات الوثائقية: أنتج وقدم المسلسل الوثائقي “الدماغ مع ديفيد إيغلمان” الذي يعرض على قناة PBS.
- مشاريع الوسائط المتعددة: يشارك في مشاريع متعددة الوسائط لتعزيز فهم العلوم.
يهدف إيغلمان إلى جعل العلوم في متناول الجميع، وتشجيع الجمهور على التفكير بشكل نقدي حول العالم من حولهم. وقد أثرت جهوده في مجال التواصل العلمي بشكل كبير على زيادة الوعي العام بأهمية علم الأعصاب، وكيف يؤثر الدماغ على حياتنا اليومية.
المشاريع الحالية
لا يزال إيغلمان نشطًا في البحث والتأليف والتواصل العلمي. يعمل حاليًا على العديد من المشاريع، بما في ذلك:
- البحث في الواجهات العصبية: يواصل تطوير التقنيات التي تهدف إلى ربط الدماغ بالأجهزة الخارجية.
- الكتابة: يعمل على كتابة كتب جديدة حول مواضيع علمية متنوعة.
- المشاركة في الفعاليات العامة: يشارك في العديد من الفعاليات العامة لتبادل المعرفة العلمية مع الجمهور.
خاتمة
ديفيد إيغلمان شخصية بارزة في عالم علم الأعصاب والتواصل العلمي. من خلال أبحاثه المبتكرة، وكتاباته الجذابة، وجهوده في مجال التواصل العلمي، ساهم إيغلمان في فهمنا للدماغ البشري بشكل كبير، كما تمكن من تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة لجمهور واسع. يعتبر إرثه المستمر في مجال علم الأعصاب والتواصل العلمي مصدر إلهام للعلماء والمثقفين على حد سواء.