<![CDATA[
مقدمة
كتاب “المنهزمون أيضًا: قصة الرجال الذين هُزموا في انتخابات الرئاسة” (They Also Ran: The Story of the Men Who Were Defeated for the Presidency) هو عمل غير روائي يستكشف مسيرة عدد من المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز. يسلط الكتاب الضوء على خلفياتهم وقصصهم، والأسباب التي أدت إلى خسارتهم، وتأثيرهم على المشهد السياسي الأمريكي. إنه تحليل ثاقب لكيفية تشكل السياسة ليس فقط من قبل الفائزين، بل أيضًا من قبل أولئك الذين لم يفوزوا.
نبذة عن الكتاب
نُشر كتاب “المنهزمون أيضًا” لأول مرة في عام 1943، وسرعان ما أصبح من الكلاسيكيات في الأدب السياسي الأمريكي. ألفه إروين سي. شابيرو، وهو كاتب ومؤرخ أمريكي. يقدم الكتاب مجموعة من السير الذاتية الموجزة والمرتبة زمنيًا للمرشحين الرئاسيين المهزومين، بدءًا من المرشحين الأوائل في القرن التاسع عشر وصولًا إلى منتصف القرن العشرين. يتميز الكتاب بأسلوبه السهل والمباشر، وقدرته على تقديم معلومات قيمة حول التاريخ السياسي الأمريكي بطريقة جذابة.
أهمية دراسة المرشحين المهزومين
غالبًا ما يتم التركيز في الدراسات السياسية على الفائزين في الانتخابات، في حين يتم تجاهل المرشحين المهزومين. ومع ذلك، فإن دراسة هؤلاء المرشحين يمكن أن تقدم رؤى قيمة حول ديناميكيات الحملات الانتخابية، وتحولات الرأي العام، والتحديات التي تواجه المرشحين الذين يسعون للوصول إلى أعلى منصب في البلاد. يمكن أن تساعدنا أيضًا على فهم البدائل السياسية التي لم تتحقق، والتأثير المحتمل الذي كان يمكن أن تحدثه لو فازوا.
بعض المرشحين البارزين الذين تناولهم الكتاب
- هنري كلاي: سياسي أمريكي بارز من القرن التاسع عشر، ترشح للرئاسة عدة مرات لكنه لم يفز أبدًا. كان كلاي مدافعًا قويًا عن “النظام الأمريكي”، وهو برنامج اقتصادي يهدف إلى تعزيز الصناعة الوطنية والتجارة.
- ويليام جينينغز بريان: خطيب مفوه وسياسي ديمقراطي، ترشح للرئاسة ثلاث مرات في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. كان بريان مؤيدًا قويًا للفضة الحرة، وهي سياسة تهدف إلى زيادة المعروض النقدي وتخفيف الديون الزراعية.
- ألف لاندون: حاكم كانساس الجمهوري، الذي خسر أمام فرانكلين روزفلت في انتخابات عام 1936. كان لاندون منتقدًا لبرامج الصفقة الجديدة التي أطلقها روزفلت، لكنه لم يتمكن من تقديم بديل مقنع للناخبين.
- توماس ديوي: حاكم نيويورك الجمهوري، الذي خسر أمام هاري ترومان في انتخابات عام 1948. كان ديوي يعتبر المرشح الأوفر حظًا، لكنه أجرى حملة حذرة وغير ملهمة، مما سمح لترومان بتحقيق فوز مفاجئ.
الأسباب الشائعة للهزائم الرئاسية
يتطرق الكتاب إلى مجموعة متنوعة من الأسباب التي أدت إلى هزيمة المرشحين الرئاسيين، بما في ذلك:
- القضايا السياسية: غالبًا ما يخسر المرشحون بسبب تبنيهم مواقف غير شعبية بشأن القضايا الرئيسية، أو بسبب عدم قدرتهم على التواصل بفعالية مع الناخبين.
- الأزمات الاقتصادية: يمكن أن تؤثر الظروف الاقتصادية سلبًا على حظوظ المرشحين الحاكمين، أو أولئك الذين يرتبطون بالسياسات الاقتصادية غير الشعبية.
- الأخطاء في الحملة: يمكن أن تؤدي الأخطاء في الحملة، مثل التصريحات المثيرة للجدل أو التنظيم السيئ، إلى تقويض فرص المرشحين في الفوز.
- الكاريزما والجاذبية الشخصية: يلعب الانطباع العام عن المرشح دوراً هاماً في الانتخابات الرئاسية. فالمرشح الذي يتمتع بشخصية جذابة وقدرة على التواصل مع الناس يكون لديه فرصة أكبر للفوز.
تأثير المرشحين المهزومين على التاريخ
على الرغم من أنهم لم يفوزوا بالرئاسة، إلا أن العديد من المرشحين المهزومين كان لهم تأثير كبير على التاريخ الأمريكي. فقد ساهموا في تشكيل الخطاب السياسي، والدفع بقضايا مهمة إلى الواجهة، وإلهام الأجيال القادمة من القادة. على سبيل المثال، كان ويليام جينينغز بريان شخصية مؤثرة في الحركة الشعبية، ودافع عن إصلاحات تقدمية ساهمت في تحسين حياة الملايين من الأمريكيين. وعلى الرغم من خسارته، فإن أفكاره وسياساته أثرت بشكل كبير على السياسة الأمريكية في أوائل القرن العشرين.
دروس مستفادة من الحملات الخاسرة
تقدم دراسة الحملات الرئاسية الخاسرة دروسًا قيمة للمرشحين المستقبليين، بما في ذلك:
- أهمية فهم الرأي العام: يجب على المرشحين أن يكونوا على دراية بمخاوف واهتمامات الناخبين، وأن يصمموا رسائلهم وفقًا لذلك.
- ضرورة بناء تحالفات واسعة: يجب على المرشحين أن يسعوا إلى بناء تحالفات مع مجموعات متنوعة من الناخبين، وأن يتجنبوا استبعاد أي شريحة من السكان.
- قيمة التنظيم الفعال للحملة: يجب على المرشحين أن يكون لديهم فريق حملة منظم جيدًا وقادر على تنفيذ استراتيجية متماسكة.
- القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة: يجب على المرشحين أن يكونوا على استعداد لتكييف استراتيجياتهم استجابة للتغيرات في الرأي العام أو الأحداث غير المتوقعة.
تحليل نقدي للكتاب
على الرغم من أن “المنهزمون أيضًا” يعتبر عملًا كلاسيكيًا، إلا أنه تلقى بعض الانتقادات. يرى البعض أن الكتاب يركز بشكل كبير على السير الذاتية الفردية للمرشحين، ويتجاهل العوامل الهيكلية الأوسع التي تؤثر على نتائج الانتخابات، مثل النظام الانتخابي، ودور المال في السياسة، ووسائل الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن الكتاب يقدم صورة مبسطة للسياسة الأمريكية، ويتجاهل التعقيدات والتناقضات الموجودة في الواقع.
تأثير الكتاب على الدراسات السياسية
على الرغم من هذه الانتقادات، فقد كان لكتاب “المنهزمون أيضًا” تأثير كبير على الدراسات السياسية. فقد ساهم في تسليط الضوء على أهمية دراسة المرشحين المهزومين، وشجع الباحثين على استكشاف الأسباب المتنوعة للهزائم الرئاسية. كما ألهم الكتاب العديد من الأعمال الأخرى التي تتناول موضوع الانتخابات الرئاسية من منظور مختلف.
الإرث الدائم للكتاب
لا يزال كتاب “المنهزمون أيضًا” يتمتع بشعبية كبيرة حتى اليوم، ويستمر في إلهام القراء والباحثين المهتمين بالتاريخ السياسي الأمريكي. يقدم الكتاب نظرة ثاقبة على ديناميكيات السلطة، والتحديات التي تواجه المرشحين الذين يسعون للوصول إلى أعلى منصب في البلاد، والأهمية الدائمة لفهم الماضي من أجل بناء مستقبل أفضل.
خاتمة
كتاب “المنهزمون أيضًا” هو عمل قيم يقدم نظرة فريدة على التاريخ السياسي الأمريكي من خلال استكشاف مسيرة المرشحين الرئاسيين الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز. يسلط الكتاب الضوء على الأسباب المتنوعة للهزائم الرئاسية، والتأثير المحتمل الذي كان يمكن أن يحدثه هؤلاء المرشحون لو فازوا، والدروس المستفادة من الحملات الخاسرة. إنه قراءة ضرورية لأي شخص مهتم بفهم تعقيدات السياسة الأمريكية.