<![CDATA[
الحياة المبكرة والنشأة
ولدت ماري أوزبورن ييتس في دنفر، كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ مسيرتها المهنية في سن مبكرة جدًا، حيث ظهرت لأول مرة في فيلم صامت عندما كانت في الثالثة من عمرها. كان والدها، الذي اكتشف موهبتها، هو الذي شجعها على دخول عالم السينما. بدأت ماري في الظهور في أفلام قصيرة، وسرعان ما اكتسبت شعبية كبيرة بفضل وجهها البريء ومهاراتها التمثيلية الطبيعية.
لم تكن طفولة ماري عادية، فقد قضت سنواتها الأولى في الاستوديوهات وأماكن التصوير. تعلمت بسرعة كيفية التكيف مع متطلبات العمل في السينما، وتعاملت مع كل شيء باحترافية عالية. على الرغم من صغر سنها، كانت تتمتع بذكاء فطري وقدرة على توصيل المشاعر من خلال تعبيرات وجهها وحركات جسدها، وهو ما كان يميز أداءها.
مسيرتها المهنية
بدأت مسيرة ماري المهنية في سن مبكرة، وتحديدًا في عام 1914. اشتهرت في البداية باسم “بيبي ماري” (Baby Marie)، وهو الاسم الذي أصبح علامة تجارية لها. قدمت العديد من الأفلام القصيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر. كان جمهور السينما يحبها ويتابع أعمالها بشغف.
من بين أبرز أفلامها خلال هذه الفترة:
- “بيبي ماري في السيرك” (Baby Marie’s Round Up) (1915)
- “بيبي ماري في المنزل” (Baby Marie’s Home Coming) (1915)
- “التميمة الصغيرة” (The Little Patriot) (1917)
- “بيبي ماري ومحاربو الحرية” (Baby Marie’s War Relief) (1918)
تميزت أفلامها بقصصها البسيطة والمسلية التي تناسب الأطفال والكبار على حد سواء. كانت الأفلام غالبًا ما تدور حول مغامراتها اليومية، أو قصصها مع الحيوانات، أو مواقفها في الحياة الاجتماعية. كان لديها القدرة على جذب الجمهور بابتسامتها الساحرة وشخصيتها المرحة.
في أوج شهرتها، كانت ماري واحدة من أعلى الممثلين أجرًا في هوليوود، على الرغم من صغر سنها. كانت تحظى بشهرة واسعة النطاق، وكانت صورها تزين المجلات والصحف. كانت تعتبر رمزًا للبراءة والبهجة، وكان جمهورها يعتبرها بمثابة صديقة مقربة.
التحول إلى الأفلام الطويلة
مع تقدمها في السن، بدأت ماري في الانتقال إلى الأفلام الطويلة. في عام 1919، بدأت في لعب أدوار أكثر تعقيدًا في أفلام طويلة مثل: “الفتيات الصغيرات” (Little Girls) و “ملايين في الليل” (Millions in the Night). على الرغم من أن هذه الأفلام لم تحقق نفس النجاح الذي حققته أفلامها القصيرة، إلا أنها أظهرت قدرتها على التكيف مع الأدوار الجديدة.
لم تكن فترة الانتقال إلى الأفلام الطويلة سهلة، فقد واجهت بعض التحديات في التكيف مع متطلبات الأدوار الأكبر سنًا. ومع ذلك، فقد أثبتت موهبتها وقدرتها على النمو كممثلة.
نهاية مسيرتها المهنية
بحلول أوائل العشرينات من القرن العشرين، بدأت شهرة ماري في التلاشي. تراجعت شعبيتها بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك التغيرات في أذواق الجمهور وظهور نجوم جدد في السينما. كما أن التحديات التي واجهتها في الانتقال إلى أدوار أكثر نضجًا ساهمت في نهاية مسيرتها المهنية.
لم تترك ماري السينما تمامًا، فقد واصلت الظهور في بعض الأفلام القصيرة والأدوار الثانوية. ومع ذلك، فقد اختفت تدريجيًا عن الأضواء، وفضلت التركيز على حياتها الشخصية.
الحياة الشخصية والسنوات اللاحقة
بعد اعتزالها التمثيل، تزوجت ماري أوزبورن ييتس وعاشت حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء. اختارت أن تظل بعيدة عن الإعلام، ولم تجرِ أي مقابلات صحفية تقريبًا. حافظت على خصوصية حياتها الشخصية، وركزت على عائلتها وأصدقائها.
في السنوات الأخيرة من حياتها، بقيت ماري في ذاكرة محبي السينما القديمة كواحدة من أبرز النجوم الأطفال في العصر الصامت. على الرغم من أنها لم تعد تمارس التمثيل، إلا أن إرثها لا يزال حيًا في أفلامها التي لا تزال تعرض حتى اليوم.
توفيت ماري أوزبورن ييتس في 11 نوفمبر 2010، عن عمر يناهز 99 عامًا. رحلتها تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ السينما، وستظل دائمًا تذكر كواحدة من ألمع النجوم في العصر الصامت.
تأثيرها وإرثها
كان لماري أوزبورن ييتس تأثير كبير على السينما، خاصة على فئة النجوم الأطفال. كانت من أوائل النجوم الذين أثبتوا أن الأطفال يمكن أن يكونوا جذابين للجمهور ويحققون نجاحًا تجاريًا كبيرًا. فتحت الباب أمام جيل كامل من الممثلين الأطفال، وألهمت الكثيرين في مجال السينما.
إلى جانب مساهمتها في عالم السينما، كانت ماري رمزًا للبراءة والبهجة. كانت أفلامها تجلب السعادة للجمهور، وكانت شخصيتها المحبوبة تجعلها قريبة من القلوب. لا يزال الكثيرون يتذكرون أفلامها بشوق، ويستمتعون بمشاهدتها حتى اليوم.
إرث ماري يكمن في أعمالها التي لا تزال تعرض، وفي تأثيرها على جيل كامل من الممثلين، وفي ذكريات الجمهور التي لا تمحى. إنها قصة نجمة طفولة تحولت إلى أسطورة سينمائية.
خاتمة
ماري أوزبورن ييتس، المعروفة باسم “بيبي ماري” في شبابها، كانت نجمة سينمائية أمريكية صامتة تركت بصمة لا تمحى في عالم السينما. بدأت مسيرتها في سن مبكرة، وحققت شهرة واسعة بفضل أدائها المتميز وشخصيتها الجذابة. على الرغم من التحديات التي واجهتها، فقد تركت إرثًا دائمًا كواحدة من أبرز النجوم الأطفال في العصر الصامت. رحيلها في عام 2010 لم يمحِ ذكراها، بل زاد من قيمة مساهمتها في السينما العالمية.