حياته المبكرة وخلفيته
ولد جون هاريسون سورات الابن في مقاطعة برينس جورج بولاية ماريلاند، وكان والده جون هاريسون سورات الأب، صاحب نزل ومزارع، ووالدته ماري إليزابيث جينكينز سورات، التي أدارت لاحقًا دارًا داخلية في واشنطن العاصمة. تلقى سورات تعليمه في أكاديمية شارلوت هول ومدرسة سانت توماس مانور، قبل أن يلتحق بكلية سانت تشارلز في عام 1861. ومع ذلك، لم يكمل دراسته بسبب اندلاع الحرب الأهلية.
كانت عائلة سورات متعاطفة مع القضية الكونفدرالية، وقد أثر ذلك بعمق على جون. بعد وفاة والده في عام 1862، تولت والدته ماري إدارة النزل والممتلكات العائلية، والتي أصبحت فيما بعد نقطة التقاء لأنصار الكونفدرالية. في هذه الفترة، بدأ جون سورات الابن في لعب دور نشط في دعم المجهود الحربي الكونفدرالي.
دوره في الحرب الأهلية كجاسوس كونفدرالي
انضم جون سورات إلى خدمة التجسس الكونفدرالية في عام 1863، حيث عمل ساعيًا وبريدًا سريًا، يحمل الرسائل والإمدادات بين المتعاطفين مع الكونفدرالية في ماريلاند وفرجينيا. استخدم مهاراته في الفروسية ومعرفته بالمنطقة للتنقل عبر خطوط الاتحاد، وتقديم معلومات استخباراتية قيمة إلى الجنوب. كانت مهمته محفوفة بالمخاطر، حيث كان الاعتقال يعني الإعدام بتهمة الخيانة.
أصبح سورات شخصية بارزة في شبكة التجسس، واكتسب ثقة قادة الكونفدرالية. كان يعرف بذكائه وسرعة بديهته وقدرته على البقاء هادئًا تحت الضغط، مما جعله أحد الأصول القيمة للكونفدرالية. لعب دورًا حاسمًا في تسهيل الاتصالات السرية ودعم العمليات السرية في المنطقة.
تورطه في مؤامرة اغتيال لينكولن
في أواخر عام 1864، تعرف جون سورات على جون ويلكس بوث، الممثل الشهير والمتعاطف المتعصب مع الكونفدرالية. بدأ بوث في تجنيد مجموعة من المتآمرين لخطف الرئيس لينكولن، على أمل استخدامه كورقة مساومة لإطلاق سراح أسرى الحرب الكونفدراليين. انضم سورات إلى المؤامرة، وقدم الدعم اللوجستي والمعلومات الاستخباراتية.
كانت دار ماري سورات الداخلية في واشنطن العاصمة بمثابة مكان اجتماع للمتآمرين، حيث خططوا ونفذوا جوانب مختلفة من مؤامرة الخطف. ومع ذلك، سرعان ما تحولت المؤامرة إلى مؤامرة اغتيال بعد فشل محاولات الخطف وتدهور وضع الكونفدرالية العسكري. كان من المقرر في الأصل أن يشارك سورات في الهجوم على نائب الرئيس أندرو جونسون، لكنه غادر واشنطن العاصمة في مهمة بتكليف من الكونفدرالية في نفس اليوم الذي وقع فيه الاغتيال.
في 14 أبريل 1865، اغتال جون ويلكس بوث الرئيس أبراهام لينكولن في مسرح فورد. على الرغم من أن سورات لم يكن حاضرًا في المسرح، إلا أن تورطه السابق في المؤامرة جعله مشتبهًا به رئيسيًا.
الهروب والمطاردة الدولية
بعد اغتيال لينكولن، فر جون سورات من الولايات المتحدة، خوفًا من الاعتقال والمحاكمة. توجه أولاً إلى كندا، ثم سافر إلى إنجلترا، حيث اختبأ تحت اسم مستعار. أدى إصرار الحكومة الأمريكية على تقديمه للعدالة إلى مطاردة دولية واسعة النطاق.
بمساعدة المتعاطفين مع الكونفدرالية والكهنة الكاثوليك، تمكن سورات من تجنب القبض عليه لعدة أشهر. سافر عبر أوروبا، وزار إيطاليا وانضم إلى الحرس البابوي، وهي قوة عسكرية مكلفة بحماية البابا بيوس التاسع. ومع ذلك، تم التعرف عليه في النهاية من قبل زميل سابق في الحرس، وتم القبض عليه في نوفمبر 1866.
المحاكمة والبراءة
تم تسليم جون سورات إلى الولايات المتحدة في عام 1867، وواجه محاكمة بتهمة التآمر في اغتيال الرئيس لينكولن. كانت المحاكمة حدثًا إعلاميًا كبيرًا، حيث تابعها الجمهور عن كثب. قدم الادعاء أدلة على تورط سورات في المؤامرة، بما في ذلك شهادة العديد من المتآمرين الآخرين.
جادل الدفاع بأن سورات لم يكن حاضرًا في واشنطن العاصمة وقت الاغتيال وأنه غادر المدينة في مهمة مشروعة بتكليف من الكونفدرالية. كما زعموا أن شهود الادعاء غير موثوق بهم وأن شهاداتهم متضاربة. بعد مداولات طويلة، لم يتمكن هيئة المحلفين من التوصل إلى حكم، وتم إعلان بطلان المحاكمة. تم إسقاط التهم الموجهة إلى سورات لاحقًا.
حياته اللاحقة
بعد محاكمته، عاش جون سورات حياة هادئة نسبيًا. عمل كمدرس لعدة سنوات، ثم وجد وظيفة في شركة شحن بخارية. تزوج وأنجب سبعة أطفال. في عام 1872، ألقى محاضرة عامة في روكفيل بولاية ماريلاند، دافع فيها عن نفسه ونفى أي تورط مباشر في اغتيال لينكولن.
توفي جون سورات في 21 أبريل 1916، عن عمر يناهز 72 عامًا. دفن في مقبرة العائلة في برينس جورج كاونتي بولاية ماريلاند. على الرغم من أنه نجا من الإدانة بتهمة التآمر في اغتيال لينكولن، إلا أن تورطه في المؤامرة ظل وصمة عار تلاحقه طوال حياته.
الجدل والإرث
لا يزال دور جون سورات في اغتيال لينكولن موضوع نقاش وجدل تاريخي. يعتقد البعض أنه كان متورطًا بشكل كامل في المؤامرة وأنه نجا من العقاب بسبب بطلان المحاكمة. يرى آخرون أنه كان مجرد شخصية هامشية وأنه ربما لم يكن على علم بالخطة الكاملة لاغتيال الرئيس.
بغض النظر عن درجة تورطه، تظل قصة جون سورات جزءًا معقدًا ومثيرًا للاهتمام من تاريخ الحرب الأهلية الأمريكية. إنه يمثل التعقيدات الأخلاقية والسياسية في زمن الحرب، والعواقب الدائمة للتعصب والانقسام.
خاتمة
كان جون سورات الابن شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي، حيث لعب دورًا في خدمة التجسس الكونفدرالية وتورط في مؤامرة اغتيال الرئيس أبراهام لينكولن. على الرغم من هروبه من العدالة لفترة من الوقت ومحاكمته المثيرة للجدل التي انتهت ببطلانها، إلا أن قصة حياته تظل جزءًا مهمًا من تاريخ الحرب الأهلية الأمريكية وتذكيرًا بتعقيدات تلك الفترة.