<![CDATA[
نشأته وبداياته المبكرة
ولد بينود بيهاري موخيرجي في مدينة بيربوم بالبنغال الغربية. عانى موخيرجي من ضعف بصره منذ صغره، مما أثر في حياته، ولكنه لم يمنعه من متابعة شغفه بالفن. التحق موخيرجي بكلية الفنون في سانتي نيكيتان، التي أسسها الشاعر والكاتب الحائز على جائزة نوبل رابندراناث طاغور، حيث درس تحت إشراف أساتذة بارزين مثل ناندالال بوس. في هذه الفترة، تشرب موخيرجي قيم حركة سانتي نيكيتان الفنية، والتي ركزت على العلاقة بين الفن والطبيعة والمجتمع.
تأثير حركة سانتي نيكيتان
كانت حركة سانتي نيكيتان ذات تأثير كبير على أسلوب موخيرجي الفني. ركزت الحركة على استخدام المواد الطبيعية والألوان المستمدة من البيئة المحيطة. تبنى موخيرجي هذه المبادئ في عمله، مستخدمًا الألوان الترابية والأشكال المستوحاة من الحياة الريفية الهندية. كما تأثر موخيرجي بفلسفة طاغور، والتي أكدت على أهمية الوحدة والتناغم بين الإنسان والطبيعة.
أسلوبه الفني
تميز أسلوب موخيرجي الفني بالبساطة والتعبيرية. استخدم موخيرجي الخطوط والألوان بجرأة، مع التركيز على إيصال المشاعر والأفكار بدلاً من الدقة التفصيلية. كان موخيرجي ماهرًا في مختلف الوسائط الفنية، بما في ذلك الرسم الزيتي والألوان المائية والنحت والرسم الجداري. ومع ذلك، اشتهر بشكل خاص برسم الجداريات، التي تعتبر من أبرز إنجازاته الفنية.
الرسم الجداري
كان موخيرجي رائدًا في فن الرسم الجداري في الهند. قام بتكليف العديد من الجداريات في أماكن مختلفة، بما في ذلك جامعة فيسفا بهاراتي في سانتي نيكيتان. غالبًا ما كانت جدارياته تصور مشاهد من الحياة الريفية الهندية والقصص الدينية والأساطير الهندية. استخدم موخيرجي تقنيات مختلفة في رسم الجداريات، بما في ذلك استخدام الجص والأصباغ الطبيعية. تعتبر جدارياته بمثابة سجلات بصرية للحياة والثقافة الهندية في عصره.
أعماله البارزة
من بين أعمال موخيرجي البارزة:
- “حياة الفنان”: وهي سلسلة من اللوحات الزيتية التي تصور حياة الفنان ومعاناته.
- “القرية الهندية”: وهي سلسلة من الرسوم الجدارية التي تصور الحياة اليومية في القرى الهندية.
- “تاريخ الفن الحديث”: وهي سلسلة من اللوحات التي تعرض تطور الفن الحديث في الهند.
- جداريات في سانتي نيكيتان: مثل جدارية “القرية” في مكتبة شيلا بيفوبو جالي.
مساهماته في الفن الهندي الحديث
كان بينود بيهاري موخيرجي شخصية محورية في الفن الهندي الحديث. ساهم موخيرجي في تطوير الفن الهندي من خلال:
- تقديمه لأسلوب فني جديد: تميز بتركيزه على التعبيرية والبساطة، مما ميزه عن الأساليب الفنية السائدة في ذلك الوقت.
- تدريسه وإلهامه لجيل جديد من الفنانين: عمل موخيرجي كأستاذ في جامعة فيسفا بهاراتي، وقام بتدريب العديد من الفنانين الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز الشخصيات في الفن الهندي.
- دعوته إلى الربط بين الفن والمجتمع: اعتقد موخيرجي أن الفن يجب أن يعكس الحياة والثقافة الهندية، وأن يكون في متناول الجميع.
تأثيره وإرثه
ترك بينود بيهاري موخيرجي إرثًا فنيًا دائمًا. ألهم عمله الفنانين والباحثين على حد سواء. لا يزال يتم الاحتفاء بأعماله في المعارض والمتاحف في جميع أنحاء العالم. يعتبر موخيرجي واحدًا من أعظم الفنانين الهنود في القرن العشرين، ويستمر في إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين.
تكريمه وجوائزه
حصل بينود بيهاري موخيرجي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في الفن، ومن بينها:
- جائزة بادما بوشان: وهي جائزة مدنية مرموقة تمنحها الحكومة الهندية.
- منحة غوغنهايم: التي مكنته من السفر والدراسة في الخارج.
- معارض استعادية: أقيمت العديد من المعارض الاستعادية لأعماله في الهند والخارج.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى عمله الفني، كان بينود بيهاري موخيرجي شخصية محترمة ومحبوبة في مجتمعه. كان معروفًا بشخصيته المتواضعة وروحه المرحة. تزوج موخيرجي من ليلي موخيرجي، وأنجبا ابنة واحدة. على الرغم من معاناته من ضعف البصر، إلا أنه ظل ملتزمًا بعمله الفني حتى وفاته.
خاتمة
بينود بيهاري موخيرجي كان فنانًا عبقريًا ومؤثرًا، ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الفن الهندي. من خلال أسلوبه الفريد في التصوير والرسم الجداري، ومساهماته في حركة سانتي نيكيتان، وإيمانه بالعلاقة بين الفن والمجتمع، ألهم موخيرجي أجيالًا من الفنانين والجمهور. أعماله لا تزال تحظى بالتقدير والاحتفاء بها في جميع أنحاء العالم، مما يجعله أحد أعظم الفنانين في القرن العشرين.