نشأته وتعليمه
ولد هيث ماكواري في مدينة فيكتورا كروس، جزيرة الأمير إدوارد، في عام 1919. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية قبل أن يلتحق بكلية الأمير ويلز في شارلوت تاون. بعد تخرجه، عمل لفترة وجيزة كمدرس قبل أن يلتحق بالجيش الكندي خلال الحرب العالمية الثانية. خدم ماكواري في أوروبا، وترقى إلى رتبة نقيب. بعد الحرب، التحق بجامعة أكاديا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية. ثم واصل دراساته العليا في جامعة ماكجيل، حيث حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية.
مسيرته السياسية
بدأ ماكواري مسيرته السياسية في عام 1951 عندما انتُخب لعضوية المجلس التشريعي لجزيرة الأمير إدوارد. خدم في المجلس التشريعي حتى عام 1957، عندما استقال للترشح للبرلمان الفيدرالي. فاز ماكواري في الانتخابات الفيدرالية لعام 1957، ومثل دائرة كوينز الانتخابية حتى عام 1979. خلال فترة وجوده في البرلمان، شغل ماكواري عددًا من المناصب البارزة، بما في ذلك السكرتير البرلماني لرئيس الوزراء جون ديفينبيكر. كان ماكواري مدافعًا قويًا عن مصالح جزيرة الأمير إدوارد، وعمل بجد لضمان حصول المقاطعة على حصة عادلة من الموارد الفيدرالية.
كان ماكواري أيضًا مدافعًا قويًا عن الوحدة الوطنية. كان يعتقد أن كندا يجب أن تظل دولة موحدة وقوية، وعارض أي محاولة لتقسيم البلاد. لعب ماكواري دورًا رئيسيًا في المفاوضات التي أدت إلى إقرار قانون اللغة الرسمية لعام 1969. كان يعتقد أن القانون ضروري لحماية حقوق كل من المتحدثين باللغة الإنجليزية والفرنسية في كندا.
العمل الأكاديمي
بعد تقاعده من السياسة في عام 1979، انضم ماكواري إلى هيئة التدريس في جامعة جزيرة الأمير إدوارد كأستاذ للعلوم السياسية. قام بتدريس مجموعة متنوعة من الدورات في الحكومة الكندية والسياسة المقارنة. كان ماكواري أستاذًا مشهورًا، وكان معروفًا بمعرفته الواسعة وشغفه بموضوعه. قام بتأليف العديد من الكتب والمقالات حول السياسة الكندية، بما في ذلك سيرة ذاتية لرئيس الوزراء جون ديفينبيكر.
بالإضافة إلى عمله التدريسي، كان ماكواري أيضًا باحثًا نشطًا. أجرى بحثًا حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك تاريخ جزيرة الأمير إدوارد، والسياسة الكندية، والعلاقات الكندية الأمريكية. نشر ماكواري العديد من الكتب والمقالات بناءً على بحثه. كان عضوًا محترمًا في المجتمع الأكاديمي، وغالبًا ما كان يُدعى للتحدث في المؤتمرات والندوات.
إرثه
ترك هيث ماكواري إرثًا دائمًا في كندا وجزيرة الأمير إدوارد. كان سياسيًا ومعلمًا وباحثًا محترمًا، وكان له تأثير كبير على حياة العديد من الأشخاص. سيظل ماكواري في الذاكرة لذكائه، وخطاباته البليغة، والتزامه القوي بتمثيل مصالح ناخبيه. كما سيظل في الذاكرة لعمله في جامعة جزيرة الأمير إدوارد، حيث ألهم جيلًا من الطلاب لمتابعة وظائف في السياسة والخدمة العامة.
مواقفه السياسية
كان هيث ماكواري شخصية سياسية معقدة ومتعددة الأوجه، وغالبًا ما كانت مواقفه تتجاوز التصنيفات الأيديولوجية البسيطة. ومع ذلك، يمكن تحديد بعض السمات الرئيسية التي ميزت فلسفته السياسية:
- الفيدرالية القوية: كان ماكواري مدافعًا قويًا عن الفيدرالية الكندية، وكان يعتقد أن الحكومة الفيدرالية يجب أن تلعب دورًا نشطًا في ضمان المساواة والعدالة لجميع الكنديين، بغض النظر عن مكان إقامتهم.
- التقدمية الاجتماعية: على الرغم من كونه عضوًا في الحزب التقدمي المحافظ، إلا أن ماكواري كان غالبًا ما يتخذ مواقف تقدمية بشأن القضايا الاجتماعية. كان مؤيدًا قويًا للرعاية الاجتماعية، والحقوق المدنية، وحماية البيئة.
- القومية الكندية: كان ماكواري وطنيًا كنديًا قويًا، وكان يعتقد أن كندا يجب أن تحافظ على هويتها وثقافتها المتميزة. كان حذرًا من تأثير الولايات المتحدة على كندا، وكان مدافعًا قويًا عن السياسات التي تهدف إلى حماية السيادة الكندية.
- الواقعية السياسية: كان ماكواري سياسيًا واقعيًا، وكان يفهم حدود السلطة السياسية. كان على استعداد لتقديم تنازلات من أجل تحقيق أهدافه، وكان دائمًا على دراية بالاعتبارات العملية للسياسة.
بشكل عام، يمكن وصف هيث ماكواري بأنه فيدرالي تقدمي محافظ، وقومي كندي واقعي. كانت مواقفه السياسية تعكس التزامه العميق بكندا، ورغبته في رؤية البلاد مزدهرة ومزدهرة.
أهم مؤلفاته
بالإضافة إلى مسيرته السياسية والأكاديمية اللامعة، ترك هيث ماكواري وراءه أيضًا إرثًا هامًا في مجال الكتابة والتأليف. نشر ماكواري عددًا من الكتب والمقالات التي تناولت جوانب مختلفة من السياسة الكندية والتاريخ الكندي، فضلاً عن سير ذاتية لشخصيات سياسية بارزة. من بين أهم مؤلفاته:
- سيرة جون ديفينبيكر: تعتبر هذه السيرة الذاتية الشاملة لرئيس الوزراء الكندي الأسبق جون ديفينبيكر من أهم أعمال ماكواري. يقدم الكتاب نظرة ثاقبة على حياة ديفينبيكر ومسيرته السياسية، ويستكشف التحديات التي واجهها والإنجازات التي حققها.
- مقالات في السياسة الكندية: يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات التي كتبها ماكواري على مر السنين حول مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالسياسة الكندية. تتناول المقالات قضايا مثل الفيدرالية، والقومية، والعلاقات الكندية الأمريكية.
- تاريخ جزيرة الأمير إدوارد: يعتبر هذا الكتاب مرجعًا هامًا لتاريخ جزيرة الأمير إدوارد. يقدم الكتاب سردًا شاملاً لتاريخ الجزيرة من بداياته وحتى الوقت الحاضر، ويستكشف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتاريخ الجزيرة.
تعكس كتابات ماكواري معرفته العميقة بالسياسة والتاريخ الكندي، وقدرته على تقديم تحليلات ثاقبة ومستنيرة. تعتبر مؤلفاته مصدرًا قيمًا للباحثين والطلاب والمهتمين بالسياسة الكندية.
جوائز وتكريمات
تقديراً لإسهاماته المتميزة في السياسة والتعليم والمجتمع، حصل هيث ماكواري على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته. من بين أبرز هذه الجوائز والتكريمات:
- وسام كندا: مُنح ماكواري وسام كندا، وهو أعلى وسام مدني في كندا، تقديرًا لخدمته المتميزة لكندا.
- الدكتوراه الفخرية في القانون: حصل ماكواري على الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة جزيرة الأمير إدوارد، تقديرًا لمساهماته في التعليم والبحث العلمي.
- جائزة الحاكم العام للاحتفال بالذكرى المئوية لكندا: حصل ماكواري على هذه الجائزة المرموقة تقديرًا لجهوده في تعزيز الوحدة الوطنية والتفاهم بين الكنديين.
- زمالة الجمعية الملكية الكندية: تم انتخاب ماكواري زميلًا في الجمعية الملكية الكندية، وهي أعلى هيئة أكاديمية في كندا، تقديرًا لإنجازاته في مجال البحث العلمي.
تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الكبير الذي حظي به هيث ماكواري كشخصية بارزة ومؤثرة في المجتمع الكندي.
خاتمة
كان هيث ماكواري شخصية بارزة في تاريخ كندا، حيث جمع بين العمل السياسي والأكاديمي والكتابة. ترك بصمة واضحة في جزيرة الأمير إدوارد وكندا ككل، وسيظل في الذاكرة كسياسي ملتزم، ومعلم مؤثر، وباحث متميز. إرثه سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.