مقدمة
اتفاقية مسؤولية أصحاب السفن (بحارة مرضى وجرحى)، 1936 هي اتفاقية تابعة لمنظمة العمل الدولية، تم اعتمادها في عام 1936. تهدف هذه الاتفاقية إلى حماية البحارة الذين يصابون بالمرض أو يتعرضون للإصابات أثناء خدمتهم على متن السفن، وتحديد مسؤوليات أصحاب السفن تجاههم.
أهداف الاتفاقية
تهدف الاتفاقية إلى تحقيق الأهداف التالية:
- ضمان حصول البحارة المرضى والجرحى على الرعاية الطبية المناسبة.
- تحديد مسؤولية أصحاب السفن في توفير هذه الرعاية.
- حماية حقوق البحارة في الحصول على التعويض المناسب عن الإصابات والأمراض التي يتعرضون لها أثناء العمل.
- توفير معايير دولية موحدة لحماية البحارة في جميع أنحاء العالم.
نطاق الاتفاقية
تغطي الاتفاقية جميع البحارة الذين يعملون على متن السفن المسجلة في الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية التي صدقت على الاتفاقية. تشمل هذه السفن السفن التجارية وسفن الصيد وغيرها من السفن التي تستخدم في الملاحة البحرية. تحدد الاتفاقية الشروط التي بموجبها يعتبر البحار مريضًا أو مصابًا، وبالتالي يستحق الحماية المنصوص عليها في الاتفاقية.
التزامات أصحاب السفن
تفرض الاتفاقية على أصحاب السفن مجموعة من الالتزامات تجاه البحارة المرضى والجرحى، وتشمل هذه الالتزامات ما يلي:
- توفير الرعاية الطبية: يجب على أصحاب السفن توفير الرعاية الطبية اللازمة للبحارة المرضى والجرحى، سواء على متن السفينة أو في الموانئ التي ترسو فيها السفينة. يجب أن تشمل هذه الرعاية الفحص الطبي والعلاج والأدوية والإقامة في المستشفى إذا لزم الأمر.
- دفع النفقات الطبية: يجب على أصحاب السفن تحمل جميع النفقات الطبية المتعلقة بعلاج البحارة المرضى والجرحى، بما في ذلك تكاليف الأطباء والمستشفيات والأدوية والنقل الطبي.
- دفع الأجور: يجب على أصحاب السفن الاستمرار في دفع أجور البحارة المرضى والجرحى طوال فترة مرضهم أو إصابتهم، وذلك وفقًا للشروط المنصوص عليها في الاتفاقية.
- إعادة البحارة إلى الوطن: يجب على أصحاب السفن إعادة البحارة المرضى والجرحى إلى وطنهم أو إلى مكان يتم الاتفاق عليه، وتحمل جميع تكاليف هذه الإعادة.
- توفير التعويض: في حالة وفاة البحار أو عجزه الدائم نتيجة للمرض أو الإصابة، يجب على أصحاب السفن توفير التعويض المناسب لأسرته أو له شخصيًا.
شروط استحقاق الحماية
يستحق البحارة الحماية المنصوص عليها في الاتفاقية إذا تحققت الشروط التالية:
- أن يكون البحار يعمل على متن سفينة مسجلة في دولة عضو في منظمة العمل الدولية التي صدقت على الاتفاقية.
- أن يكون البحار قد أصيب بالمرض أو تعرض للإصابة أثناء خدمته على متن السفينة.
- ألا يكون المرض أو الإصابة ناتجًا عن سوء سلوك البحار المتعمد.
آليات التنفيذ والرقابة
تعتمد آليات التنفيذ والرقابة على الاتفاقية على الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية التي صدقت عليها. يجب على هذه الدول اتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق أحكام الاتفاقية في قوانينها ولوائحها الوطنية، وضمان امتثال أصحاب السفن لهذه الأحكام. تتضمن هذه التدابير ما يلي:
- سن التشريعات الوطنية: يجب على الدول الأعضاء سن التشريعات الوطنية التي تنفذ أحكام الاتفاقية وتحدد حقوق وواجبات أصحاب السفن والبحارة.
- إنشاء آليات الرقابة: يجب على الدول الأعضاء إنشاء آليات للرقابة على امتثال أصحاب السفن لأحكام الاتفاقية، بما في ذلك التفتيش على السفن والتحقيق في الشكاوى المقدمة من البحارة.
- فرض العقوبات: يجب على الدول الأعضاء فرض العقوبات المناسبة على أصحاب السفن الذين يخالفون أحكام الاتفاقية، بما في ذلك الغرامات والتعويضات.
أهمية الاتفاقية
تعتبر اتفاقية مسؤولية أصحاب السفن (بحارة مرضى وجرحى)، 1936 ذات أهمية كبيرة لحماية حقوق البحارة وتوفير الرعاية اللازمة لهم في حالة المرض أو الإصابة. تساهم الاتفاقية في تحسين ظروف العمل على متن السفن وتعزيز السلامة والصحة المهنية للبحارة. كما تساعد الاتفاقية في ضمان حصول البحارة على التعويض المناسب عن الإصابات والأمراض التي يتعرضون لها أثناء العمل، مما يعزز العدالة الاجتماعية والمساواة في المعاملة.
التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاقية
على الرغم من أهمية الاتفاقية، إلا أن تنفيذها يواجه بعض التحديات، وتشمل هذه التحديات ما يلي:
- عدم تصديق جميع الدول على الاتفاقية: لم تصدق جميع الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية على الاتفاقية، مما يحد من نطاق تطبيقها.
- صعوبة الرقابة على السفن: قد يكون من الصعب الرقابة على السفن التي تعمل في البحار والمحيطات، مما يزيد من احتمالية عدم امتثال أصحاب السفن لأحكام الاتفاقية.
- نقص الوعي بحقوق البحارة: قد يكون البحارة غير واعين بحقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقية، مما يجعلهم عرضة للاستغلال.
- صعوبة الحصول على التعويض: قد يواجه البحارة صعوبة في الحصول على التعويض المناسب عن الإصابات والأمراض التي يتعرضون لها، خاصة في حالة عدم وجود تأمين مناسب أو في حالة إفلاس صاحب السفينة.
توصيات لتحسين تنفيذ الاتفاقية
لتحسين تنفيذ اتفاقية مسؤولية أصحاب السفن (بحارة مرضى وجرحى)، 1936، يمكن اتخاذ الإجراءات التالية:
- تشجيع الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية على التصديق على الاتفاقية.
- تعزيز الرقابة على السفن وضمان امتثال أصحاب السفن لأحكام الاتفاقية.
- زيادة الوعي بحقوق البحارة وتوفير المعلومات اللازمة لهم حول كيفية الحصول على الرعاية والتعويض.
- تسهيل إجراءات الحصول على التعويض وتوفير الدعم القانوني للبحارة.
- تعزيز التعاون الدولي في مجال حماية حقوق البحارة.
أثر جائحة كوفيد-19 على حقوق البحارة
أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على البحارة في جميع أنحاء العالم. واجه البحارة تحديات كبيرة بما في ذلك صعوبة تغيير الطاقم، والقيود المفروضة على السفر، والحرمان من الرعاية الطبية المناسبة. أدت هذه الظروف إلى تفاقم المشاكل الصحية والنفسية للبحارة، وزادت من خطر تعرضهم للاستغلال.
خلال الجائحة، تم تسليط الضوء على أهمية ضمان حقوق البحارة وحمايتهم، بما في ذلك الحق في الرعاية الطبية، والحق في الراحة، والحق في العودة إلى الوطن. يجب على الدول والمنظمات الدولية العمل معًا لضمان حصول البحارة على الدعم والحماية اللازمين خلال الأزمات الصحية.
تطورات حديثة في مجال حماية حقوق البحارة
شهدت السنوات الأخيرة تطورات هامة في مجال حماية حقوق البحارة. تم اعتماد العديد من الاتفاقيات والتوصيات الدولية التي تهدف إلى تحسين ظروف عمل البحارة وتعزيز حقوقهم. من بين هذه الاتفاقيات والتوصيات:
- تعديلات اتفاقية العمل البحري، 2006: تم إجراء تعديلات على اتفاقية العمل البحري، 2006 لتعزيز حماية حقوق البحارة، بما في ذلك الحق في الرعاية الطبية، والحق في الراحة، والحق في العودة إلى الوطن.
- توصية منظمة العمل الدولية بشأن العدالة في البحر، 2021: توصي هذه التوصية الدول الأعضاء باتخاذ التدابير اللازمة لضمان حصول البحارة على العدالة في حالة تعرضهم للاستغلال أو سوء المعاملة.
- مبادرة “البحارة الأساسيون”: تهدف هذه المبادرة إلى الاعتراف بالبحارة كعمال أساسيين وضمان حصولهم على الدعم والحماية اللازمين خلال الأزمات الصحية.
دور التكنولوجيا في تحسين ظروف عمل البحارة
تلعب التكنولوجيا دورًا متزايد الأهمية في تحسين ظروف عمل البحارة وتعزيز سلامتهم. يمكن استخدام التكنولوجيا لتوفير الرعاية الطبية عن بعد، وتحسين الاتصالات بين البحارة وعائلاتهم، وتوفير التدريب والتثقيف عبر الإنترنت. يمكن أيضًا استخدام التكنولوجيا لمراقبة ظروف العمل على متن السفن وتحديد المخاطر المحتملة.
من خلال الاستثمار في التكنولوجيا وتطوير الحلول المبتكرة، يمكننا تحسين ظروف عمل البحارة وجعل صناعة النقل البحري أكثر أمانًا واستدامة.
خاتمة
اتفاقية مسؤولية أصحاب السفن (بحارة مرضى وجرحى)، 1936 هي أداة قانونية دولية هامة لحماية حقوق البحارة وتوفير الرعاية اللازمة لهم في حالة المرض أو الإصابة. على الرغم من التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاقية، إلا أنها تظل ذات أهمية كبيرة في تحسين ظروف العمل على متن السفن وتعزيز السلامة والصحة المهنية للبحارة. من خلال تعزيز التعاون الدولي وتطبيق أحكام الاتفاقية بشكل فعال، يمكننا ضمان حصول البحارة على الحماية والدعم اللازمين.