نشأته وتعليمه
ولد توكوفو زبيري باسم لانيير إدواردز في فيلادلفيا، بنسلفانيا. تلقى تعليمه في نظام المدارس العامة في فيلادلفيا، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالتاريخ والعلوم الاجتماعية. حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة بنسلفانيا عام 1981. ثم حصل على درجة الماجستير في الديموغرافيا من جامعة بنسلفانيا عام 1984، ودرجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة شيكاغو عام 1989.
خلال فترة دراسته، انخرط زبيري في الحركات الطلابية التي تدافع عن العدالة الاجتماعية والمساواة العرقية. تأثر بشدة بأعمال علماء بارزين مثل ويب دو بوا، وإيرا ليروي ريد، وألفين غولدنر. شكلت هذه التأثيرات اهتمامه الدائم باستكشاف الديناميكيات المعقدة للعرق والسلطة في المجتمع.
مسيرته الأكاديمية
بدأ زبيري مسيرته الأكاديمية في جامعة تيمبل، حيث قام بالتدريس في قسم علم الاجتماع. انضم لاحقًا إلى هيئة التدريس في جامعة بنسلفانيا، حيث شغل مناصب أستاذ علم الاجتماع، وأستاذ الدراسات الأفريقية والإفريقية الأمريكية، ومدير مركز دراسات العرق. يتمتع زبيري بمسيرة مهنية أكاديمية متميزة، حيث نشر العديد من الكتب والمقالات التي لاقت استحسان النقاد.
ركزت أبحاث زبيري على التركيبة السكانية للعرق، والتحيزات العنصرية في العلوم الاجتماعية، وتأثير العرق على عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. لقد قدم مساهمات كبيرة في تطوير الأطر النظرية والمنهجية لتحليل العرق والعلاقات العرقية. يُعرف زبيري بشكل خاص بعمله في مفهوم “العرق البيولوجي”، حيث يجادل بأن العرق ليس فئة بيولوجية بل هو بناء اجتماعي له عواقب مادية حقيقية.
تشمل بعض أبرز مؤلفاته:
- “Thicker than Blood: How Racial Statistics Lie” (1994)
- “Swing Low, Sweet Chariot: The History of Slavery in America” (1995)
- “African Centered Social Sciences: Method, Paradigm and Praxis” (1997)
- “American Families” (2000)
- “The Study of Black Families” (2003)
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، شارك زبيري بنشاط في الخدمة العامة والمشاركة المجتمعية. عمل كمستشار للعديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية حول قضايا العرق والسياسة الاجتماعية. لقد كان مدافعًا صريحًا عن العدالة الاجتماعية والمساواة العرقية، وقد ظهر في وسائل الإعلام المختلفة لمناقشة هذه القضايا.
عمله السينمائي
يمتد اهتمام توكوفو زبيري بالعرق والمجتمع إلى عالم السينما. أنتج وأخرج العديد من الأفلام الوثائقية التي تستكشف موضوعات مماثلة لتلك التي يتعامل معها في كتاباته الأكاديمية. تشمل أفلامه الوثائقية:
- “African Independence” (2013)
- “500 Years Later” (2005)
- “Motherland” (2010)
غالبًا ما تتناول هذه الأفلام قضايا مثل الاستعمار، والعبودية، وتأثيرها المستمر على المجتمعات الأفريقية والأمريكية الأفريقية. تسعى أفلام زبيري إلى تقديم سرد تاريخي دقيق، وتحدي المفاهيم الخاطئة الشائعة، وإلهام الحوار حول قضايا العرق والعدالة.
يعتبر فيلم “500 Years Later” أحد أبرز أعماله السينمائية. يستكشف الفيلم تاريخ الاستعمار الأوروبي وتأثيره على الشعوب الأفريقية في جميع أنحاء العالم. يتضمن الفيلم مقابلات مع مجموعة متنوعة من العلماء والناشطين والمفكرين، ويقدم تحليلًا شاملاً ومعقدًا للتراث الاستعماري.
نقد اجتماعي
يعتبر توكوفو زبيري ناقدًا اجتماعيًا بارزًا، ويساهم في النقاشات العامة حول العرق والعدالة الاجتماعية. غالبًا ما يتحدى الحكمة التقليدية حول هذه القضايا، ويقدم وجهات نظر بديلة مدعومة بالأدلة التجريبية والتحليل النقدي. يُعرف زبيري بقدرته على التعبير عن أفكاره بطريقة واضحة ومقنعة، مما جعله صوتًا مؤثرًا في الخطاب العام.
من بين القضايا التي تناولها زبيري في نقده الاجتماعي:
- العرق كبناء اجتماعي: يجادل زبيري بأن العرق ليس فئة بيولوجية بل هو بناء اجتماعي تم إنشاؤه تاريخيًا للحفاظ على هياكل السلطة وعدم المساواة.
- التحيزات العنصرية في العلوم الاجتماعية: ينتقد زبيري الطرق التي تم بها استخدام العلوم الاجتماعية لتبرير التمييز العنصري وإدامته.
- تأثير العرق على عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية: يحلل زبيري كيف يؤثر العرق على الوصول إلى التعليم، والتوظيف، والرعاية الصحية، وغير ذلك من الموارد، وكيف يساهم ذلك في عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
- دور وسائل الإعلام في تشكيل التصورات العنصرية: يفحص زبيري كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تعزز الصور النمطية العنصرية وتساهم في التحيزات اللاواعية.
إن نقد زبيري الاجتماعي ليس مجرد انتقاد للوضع الراهن، بل هو أيضًا دعوة إلى العمل. يدعو إلى تغييرات هيكلية في المجتمع من شأنها معالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة العرقية وتعزيز العدالة الاجتماعية.
ميراثه وتأثيره
ترك توكوفو زبيري بصمة لا تمحى في مجالات علم الاجتماع، ودراسات السود، والعدالة الاجتماعية. لقد ألهم عمله الأكاديمي وصناعته السينمائية ونقده الاجتماعي أجيالًا من العلماء والناشطين والمفكرين. لقد ساهم في فهمنا للعرق والعلاقات العرقية، وقدم أدوات قيمة لتحليل ومعالجة عدم المساواة العرقية.
يستمر تأثير زبيري في النمو مع استمرار الباحثين والناشطين في البناء على عمله. لقد كان له دور فعال في تشكيل الخطاب العام حول العرق والعدالة الاجتماعية، وسيظل صوته ضروريًا في السنوات القادمة.
خاتمة
توكوفو زبيري هو عالم اجتماع أمريكي بارز، وصانع أفلام، وناقد اجتماعي، ومربٍ، وكاتب. يتميز عمله بمنظور متعدد التخصصات، حيث يجمع بين علم الاجتماع والتاريخ والدراسات الثقافية. لعب زبيري دورًا بارزًا في تشكيل الخطاب العام حول العرق والعلاقات العرقية في الولايات المتحدة وخارجها. من خلال أبحاثه الأكاديمية، وأفلامه الوثائقية، ونقده الاجتماعي، ساهم زبيري بشكل كبير في فهمنا للعرق والعدالة الاجتماعية، وسيظل صوته ضروريًا في السنوات القادمة.