<![CDATA[
خلفية التقرير
في تسعينيات القرن التاسع عشر، عانت الولايات المتحدة من كساد اقتصادي حاد يُعرف باسم ذعر عام 1893. أدى الذعر إلى انهيار أسعار الأسهم، وإفلاس البنوك والشركات، وارتفاع معدلات البطالة. كان هناك عدد من العوامل التي ساهمت في الذعر، بما في ذلك:
- الإفراط في التوسع في السكك الحديدية: خلال أواخر القرن التاسع عشر، كان هناك طفرة في بناء السكك الحديدية. تم بناء العديد من السكك الحديدية دون تخطيط أو تمويل سليمين، مما أدى إلى الإفراط في التوسع وانهيار لاحقًا.
- انخفاض أسعار الفضة: في عام 1893، ألغت الحكومة الفيدرالية قانون شراء الفضة لشيرمان، الذي تسبب في انخفاض أسعار الفضة. أدى ذلك إلى صعوبة قيام مناجم الفضة بتحقيق الأرباح، مما أدى إلى إغلاق العديد منها وتسريح العمال.
- نقص الذهب: كان هناك نقص في الذهب في الولايات المتحدة في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر. أدى ذلك إلى صعوبة على الحكومة تلبية التزاماتها المالية، مما أدى إلى فقدان الثقة في الاقتصاد.
في خضم هذه الأزمة الاقتصادية، سعى الكونجرس إلى فهم الأسباب الكامنة وراء الذعر واتخاذ خطوات لمنع تكراره في المستقبل. وهكذا، تم تشكيل لجنة للتحقيق في الأسباب والظروف المحيطة بالذعر المالي والاقتصادي لعام 1893، برئاسة السيناتور جون تايلر مورغان من ولاية ألاباما.
تشكيل اللجنة وأهدافها
تشكلت لجنة مورغان في عام 1893 من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي للتحقيق في أسباب ونتائج الذعر لعام 1893. كان السيناتور جون تايلر مورغان من ولاية ألاباما رئيسًا للجنة. شمل أعضاء اللجنة الآخرون السيناتور دانيال دبليو فوريس من ولاية إنديانا والسيناتور ويليام بي أليسون من ولاية أيوا والسيناتور ريد سموت من ولاية يوتا والسيناتور جون بي جونز من ولاية نيفادا.
كانت أهداف اللجنة هي:
- تحديد أسباب الذعر لعام 1893.
- تقييم تأثير الذعر على الاقتصاد والمجتمع الأمريكي.
- التوصية بالتدابير اللازمة لمنع حدوث أزمات مماثلة في المستقبل.
عمل اللجنة وإجراءاتها
أجرت اللجنة تحقيقًا شاملاً استمر لعدة أشهر. استدعت اللجنة واستجوبت عددًا كبيرًا من الشهود، بمن فيهم المصرفيون ورجال الأعمال والخبراء الاقتصاديون والسياسيون. قامت اللجنة بفحص الوثائق المالية والسجلات التجارية والإحصاءات الاقتصادية ذات الصلة.
تضمنت الإجراءات الرئيسية التي اتخذتها اللجنة ما يلي:
- جمع الأدلة: جمعت اللجنة كمية كبيرة من الأدلة من خلال الشهادات والوثائق والسجلات.
- التحليل والتقييم: قامت اللجنة بتحليل وتقييم الأدلة لتحديد الأسباب الكامنة وراء الذعر.
- إعداد التقارير: أعدت اللجنة تقريرًا شاملاً يلخص النتائج التي توصلت إليها ويقدم توصيات للكونغرس.
النتائج الرئيسية للتقرير
خلص تقرير مورغان إلى أن الذعر لعام 1893 كان نتيجة لعدد من العوامل، بما في ذلك:
- قانون شراء الفضة لشيرمان: وجد التقرير أن قانون شراء الفضة لشيرمان، الذي يتطلب من الحكومة شراء كمية معينة من الفضة كل شهر، ساهم في الذعر. اعتقدت اللجنة أن القانون أدى إلى تضخم قيمة الفضة وأدى إلى هروب الذهب من البلاد.
- نقص الذهب: ذكر التقرير أن نقص الذهب في الولايات المتحدة كان عاملاً رئيسياً في الذعر. اعتقدت اللجنة أن النقص في الذهب أدى إلى فقدان الثقة في الدولار الأمريكي وأدى إلى انخفاض في الاستثمار.
- الإفراط في التوسع في السكك الحديدية: لاحظ التقرير أن الإفراط في التوسع في السكك الحديدية ساهم في الذعر. اعتقدت اللجنة أن العديد من السكك الحديدية قد تم بناؤها دون تخطيط أو تمويل سليمين، مما أدى إلى الإفراط في التوسع وانهيار لاحقًا.
بالإضافة إلى تحديد أسباب الذعر، قدم تقرير مورغان أيضًا عددًا من التوصيات للكونغرس، بما في ذلك:
- إلغاء قانون شراء الفضة لشيرمان.
- زيادة احتياطيات الذهب في البلاد.
- تنظيم صناعة السكك الحديدية.
تأثير التقرير على السياسة والتشريعات
كان لتقرير مورغان تأثير كبير على السياسة والتشريعات في الولايات المتحدة. أدت توصيات التقرير إلى إلغاء قانون شراء الفضة لشيرمان وزيادة احتياطيات الذهب في البلاد. ساعد التقرير أيضًا في تمهيد الطريق لتنظيم صناعة السكك الحديدية.
على وجه التحديد، ساهم تقرير مورغان في تمرير قانون الذهب لعام 1900، الذي وضع معيارًا ذهبيًا رسميًا في الولايات المتحدة. كما أثر التقرير على إنشاء نظام الاحتياطي الفيدرالي في عام 1913، والذي كان يهدف إلى تنظيم النظام المصرفي ومنع الأزمات المالية.
انتقادات التقرير والجدل الدائر حوله
على الرغم من تأثيره، لم يكن تقرير مورغان خاليًا من الانتقادات والجدل. جادل البعض بأن التقرير كان متحيزًا لصالح المصالح التجارية الكبيرة وأنه فشل في معالجة الأسباب الأساسية للذعر لعام 1893 بشكل كافٍ.
زعم النقاد أن اللجنة كانت متأثرة بمصالح المصرفيين والأثرياء الآخرين، وأنها استخدمت التقرير للدفاع عن السياسات التي تفيد هذه المجموعات. على سبيل المثال، انتقد البعض توصية التقرير بإلغاء قانون شراء الفضة لشيرمان، بحجة أن هذا القانون كان مفيدًا للمزارعين وعمال المناجم.
علاوة على ذلك، جادل البعض بأن التقرير فشل في معالجة قضايا مثل عدم المساواة في الدخل والفساد المؤسسي، والتي اعتبروها من العوامل الرئيسية المساهمة في الذعر.
إرث تقرير مورغان وأهميته التاريخية
على الرغم من الانتقادات والجدل، يظل تقرير مورغان وثيقة تاريخية مهمة. يقدم التقرير رؤية ثاقبة حول أسباب ونتائج الذعر لعام 1893، كما لعب دورًا في تشكيل السياسة والتشريعات الأمريكية في أوائل القرن العشرين.
يُذكر التقرير لجهوده في فهم الأزمات المالية والاقتصادية وتقديم توصيات سياسية لمعالجة هذه القضايا. لا تزال الدروس المستفادة من تقرير مورغان ذات صلة اليوم، حيث يواصل الاقتصاديون وصانعو السياسات دراسة التقرير لفهم الأزمات المالية الحالية والمستقبلية.
خاتمة
تقرير مورغان هو وثيقة تاريخية مهمة توفر نظرة ثاقبة حول أسباب ونتائج الذعر لعام 1893. كان للتقرير تأثير كبير على السياسة والتشريعات في الولايات المتحدة، ولا تزال الدروس المستفادة منه ذات صلة اليوم. على الرغم من الانتقادات، يظل التقرير مساهمة قيمة في فهمنا للأزمات المالية والاقتصادية.