<![CDATA[
تأسيس مجموعة أكتوبر
تأسست مجموعة أكتوبر في عام 1930، وكانت في البداية تابعة للحركة التروتسكية العالمية. كان المؤسسون فيتناميين تأثروا بأفكار ليون تروتسكي وانتقدوا سياسات الستالينية في الاتحاد السوفيتي. ركزت المجموعة على مبادئ الثورة الدائمة، ودعت إلى إقامة نظام اشتراكي عالمي كطريق لتحرير العمال والفلاحين في فيتنام والعالم. كانت المجموعة في بداية نشأتها صغيرة، ولكنها اكتسبت بعض التأثير بين المثقفين والطلاب والعمال في المدن الفيتنامية.
التطور الأيديولوجي والتنظيمي
شهدت مجموعة أكتوبر تطورًا في أيديولوجيتها وتنظيمها على مر السنين. واجهت المجموعة صعوبات جمة في ظل الحكم الاستعماري الفرنسي، وتعرض أعضاؤها للقمع والاعتقال. ومع ذلك، استمرت المجموعة في العمل السري، ونشرت أفكارها من خلال المنشورات والاجتماعات السرية. في فترة الحرب العالمية الثانية، تحولت المجموعة إلى مقاومة الاحتلال الياباني لفيتنام، وتعاونت مع الجماعات الأخرى المناهضة للاستعمار. بعد انتهاء الحرب، واصلت المجموعة نشاطها السياسي، وانخرطت في النقاشات حول مستقبل فيتنام، والعلاقات مع الأحزاب الشيوعية الأخرى.
العلاقة مع الحركة التروتسكية العالمية
كانت مجموعة أكتوبر جزءًا من الحركة التروتسكية العالمية، التي تشكلت كرد فعل على سياسات الستالينية والبيروقراطية في الاتحاد السوفيتي. حافظت المجموعة على علاقات مع فروع أخرى من الحركة التروتسكية في جميع أنحاء العالم، وتبادلت الأفكار والخبرات معهم. ومع ذلك، واجهت المجموعة صعوبات في الحفاظ على هذه العلاقات، بسبب المسافات الجغرافية، والقيود السياسية، والاختلافات في الأولويات والأهداف. على الرغم من هذه التحديات، استمرت المجموعة في التزامها بمبادئ التروتسكية، ودعمت النضال من أجل الاشتراكية العالمية.
النشاط السياسي والاجتماعي
شاركت مجموعة أكتوبر في العديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية في فيتنام. دعت المجموعة إلى تحسين أوضاع العمال والفلاحين، وطالبت بالحقوق الديمقراطية والحرية السياسية. نظمت المجموعة إضرابات واحتجاجات ضد الاستعمار الفرنسي والظلم الاجتماعي. كما عملت المجموعة على تثقيف العمال والفلاحين، ونشر الأفكار الاشتراكية والتروتسكية. قدمت المجموعة أيضًا الدعم للحركات الوطنية الفيتنامية، ودعت إلى استقلال فيتنام.
العلاقات مع الأحزاب الشيوعية الأخرى
كانت العلاقة بين مجموعة أكتوبر والأحزاب الشيوعية الأخرى في فيتنام معقدة ومتوترة. اختلفت المجموعة مع الحزب الشيوعي الفيتنامي (الذي كان بقيادة هو تشي منه) في العديد من القضايا، بما في ذلك التكتيكات السياسية، والاستراتيجية الثورية، والعلاقات مع الاتحاد السوفيتي والصين. اتهمت المجموعة الحزب الشيوعي الفيتنامي بالانحراف عن المبادئ الماركسية اللينينية، والتحالف مع القوى البورجوازية. على الرغم من هذه الخلافات، حاولت المجموعة أحيانًا التعاون مع الحزب الشيوعي الفيتنامي في بعض القضايا، مثل النضال ضد الاستعمار.
التأثير على الحركة الشيوعية الفيتنامية
على الرغم من صغر حجمها، تركت مجموعة أكتوبر تأثيرًا على الحركة الشيوعية الفيتنامية. ساهمت المجموعة في نشر الأفكار الاشتراكية والتروتسكية، وألهمت جيلًا من المثقفين والناشطين. كما ساهمت المجموعة في تطوير النقاش حول مستقبل فيتنام، والعلاقات مع القوى العالمية. على الرغم من أن المجموعة لم تتمكن من تحقيق أهدافها السياسية بالكامل، إلا أنها تركت إرثًا من النضال من أجل الاشتراكية والعدالة الاجتماعية.
فترة الحرب الباردة وتأثيرها
شهدت فترة الحرب الباردة صراعًا سياسيًا وايديولوجيًا شديدًا في فيتنام، مما أثر على جميع القوى السياسية، بما في ذلك مجموعة أكتوبر. كان على المجموعة أن تتعامل مع القمع المتزايد من قبل السلطات الفرنسية والفييت مينه، بالإضافة إلى التوتر بين القوى الكبرى. أدى هذا الوضع إلى تقسيمات داخل الحركة التروتسكية الفيتنامية، حيث اختلف البعض حول أفضل السبل لمواجهة التحديات الجديدة. في النهاية، تضاءل تأثير المجموعة تدريجيًا، حيث واجهت صعوبات في الحفاظ على وجودها في ظل الظروف السياسية الصعبة.
التحديات والصعوبات
واجهت مجموعة أكتوبر العديد من التحديات والصعوبات في نشاطها. تعرض أعضاء المجموعة للاعتقال والتعذيب والقتل من قبل السلطات الاستعمارية والشيوعية. عانت المجموعة من نقص الموارد المالية، وصعوبة الوصول إلى وسائل الإعلام. واجهت المجموعة أيضًا صعوبات في التنسيق مع فروع أخرى من الحركة التروتسكية العالمية، بسبب المسافات الجغرافية والقيود السياسية. على الرغم من هذه التحديات، استمرت المجموعة في النضال من أجل أهدافها، وأظهرت قدرة على التكيف والصمود.
مساهمات وأهمية المجموعة
على الرغم من أن مجموعة أكتوبر لم تصل إلى السلطة أو تحقق أهدافها السياسية بالكامل، إلا أنها تركت بصمة مهمة في تاريخ فيتنام. ساهمت المجموعة في نشر الأفكار الاشتراكية والتروتسكية، وألهمت جيلًا من المثقفين والناشطين. قدمت المجموعة مساهمات في النقاش حول مستقبل فيتنام، والعلاقات مع القوى العالمية. كان وجودها بمثابة شهادة على أهمية الأيديولوجية، وقدرة الأفكار على التأثير في التاريخ.
أثر التروتسكيين على الحركات الثورية
كانت أفكار ليون تروتسكي وتأثيره على الحركات الثورية في جميع أنحاء العالم كبيرة. دعت التروتسكية إلى الثورة الدائمة، والتي تعني أن الثورة الاشتراكية يجب أن تكون عملية مستمرة، وأنها لا يمكن أن تتوقف عند مرحلة معينة. أثرت هذه الفكرة على الحركات الثورية في فيتنام وفي أماكن أخرى، حيث أدت إلى صراع مستمر لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية. كما شجعت التروتسكية على أهمية الأممية، أي التعاون بين العمال في جميع أنحاء العالم من أجل تحقيق أهداف مشتركة.
تقييم الإرث
يعتبر إرث مجموعة أكتوبر موضوعًا معقدًا ومثيرًا للجدل. يرى البعض أن المجموعة لعبت دورًا هامًا في تطوير الحركة الشيوعية في فيتنام، وأن أفكارها ساهمت في إلهام جيل من المثقفين والناشطين. يرى آخرون أن المجموعة كانت صغيرة وغير فعالة، وأن أفكارها كانت غير واقعية. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن مجموعة أكتوبر تركت بصمة في التاريخ الفيتنامي، وأن أفكارها لا تزال ذات صلة حتى اليوم.
خاتمة
بشكل عام، يمكن القول أن الرابطة الشيوعية الأممية (فيتنام)، أو مجموعة أكتوبر، كانت حزبًا سياسيًا تروتسكيًا لعب دورًا هامًا في المشهد السياسي الفيتنامي في القرن العشرين. على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها، ساهمت المجموعة في نشر الأفكار الاشتراكية والتروتسكية، وألهمت جيلًا من المثقفين والناشطين. يعتبر تاريخ هذه المجموعة جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الشيوعية واليسار الراديكالي في فيتنام، ويساعدنا على فهم التحديات التي تواجهها الحركات الثورية في جميع أنحاء العالم.
المراجع
- مقال عن الحركة التروتسكية في فيتنام
- صفحة ويكيبيديا عن الرابطة الشيوعية الأممية (فيتنام)
- مقال عن التروتسكية في الموسوعة البريطانية
- كتاب عن التروتسكية في فيتنام
]]>