<![CDATA[
مقدمة
كولوبوس والدورن الأحمر (Piliocolobus waldronae) هو نوع من قرود الكولوبوس الحمراء التي كانت مستوطنة في غابات غرب أفريقيا. كان يُعتقد سابقًا أنه انقرض، ولكن ظهرت تقارير غير مؤكدة عن مشاهدات محتملة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. يعتبره الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) حاليًا “مهددًا بالانقراض بشدة (ربما انقرض)”. سُمي هذا النوع تكريمًا لعالمة الطبيعة الأمريكية الآنسة إيدا دبليو والدورن، التي لفتت انتباه عالم الحيوان الأمريكي ويليام هينري أوسغود إلى وجود هذا النوع.
الوصف الفيزيائي
كان كولوبوس والدورن الأحمر من بين أصغر أنواع الكولوبوس الحمراء. كان لديه معطف أحمر-بني داكن يغطي معظم جسده، مع أجزاء سفلية أفتح لونًا. كان وجهه أسود اللون مع شريط وردي حول عينيه. كان لديه أيضًا تاج أسود أو بني داكن على رأسه. كان ذيله طويلًا ونحيلًا، وعادة ما يكون لونه أغمق من بقية جسده.
- الحجم: كان يبلغ طول الجسم حوالي 45-50 سم، وكان طول الذيل حوالي 50-60 سم.
- الوزن: كان يزن حوالي 5-7 كجم.
- الفراء: كان الفراء كثيفًا وناعمًا، وكان لونه أحمر-بني داكن.
- الوجه: كان الوجه أسود اللون مع شريط وردي حول العينين.
- الذيل: كان الذيل طويلًا ونحيلًا، وعادة ما يكون لونه أغمق من بقية الجسم.
الموطن والتوزيع
كان كولوبوس والدورن الأحمر مستوطنًا في غابات غرب أفريقيا، وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين نهري ساساندرا وبانداما في ساحل العاج، وجزء صغير من غانا. كان يعيش في الغابات المطيرة الأولية والثانوية، وكذلك في الغابات النهرية. كان يفضل المناطق ذات الكثافة العالية من الأشجار والشجيرات، حيث كان يمكنه الاختباء من الحيوانات المفترسة.
تشير الأدلة التاريخية إلى أن نطاقه كان محدودًا للغاية حتى قبل أن يبدأ في الانخفاض. يعتقد العلماء أن هذا النطاق المحدود ساهم في سرعة انقراضه المحتمل.
السلوك والنظام الغذائي
كان كولوبوس والدورن الأحمر حيوانًا اجتماعيًا، وكان يعيش في مجموعات تتكون عادة من 8-12 فردًا. كانت هذه المجموعات تتكون من ذكر واحد أو أكثر، وعدة إناث، وصغارها. كانت المجموعات تقضي معظم وقتها في الأشجار، حيث كانت تبحث عن الطعام وتنام.
كان نظام كولوبوس والدورن الأحمر الغذائي يعتمد بشكل أساسي على الأوراق، ولكنه كان يأكل أيضًا الفواكه والبذور والزهور. كان يلعب دورًا مهمًا في نشر البذور في الغابات التي كان يعيش فيها.
- النظام الغذائي: الأوراق والفواكه والبذور والزهور.
- السلوك الاجتماعي: يعيش في مجموعات تتكون من 8-12 فردًا.
- النشاط: نهاري، يقضي معظم وقته في الأشجار.
التكاثر
لم تكن هناك الكثير من المعلومات المتاحة حول سلوك التكاثر لكولوبوس والدورن الأحمر. يُعتقد أنه كان يتكاثر على مدار العام، ولكن ربما كانت هناك فترات ذروة في موسم الأمطار. كانت الأنثى تنجب عادة صغيرًا واحدًا في المرة الواحدة. كانت الصغار تعتمد على أمهاتها لمدة عدة أشهر.
التهديدات
يعتبر فقدان الموائل والصيد التهديدات الرئيسية التي واجهت كولوبوس والدورن الأحمر. أدى تدمير الغابات المطيرة بسبب قطع الأشجار والزراعة إلى تقليل الموائل المتاحة لهذا النوع. بالإضافة إلى ذلك، كان يتم اصطياده من أجل لحمه، مما أدى إلى انخفاض أعداده بشكل كبير.
ساهمت الحرب الأهلية في ساحل العاج في تفاقم الوضع، حيث أدت إلى زيادة الصيد غير المشروع وتدمير الموائل. أدت الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار إلى صعوبة تنفيذ تدابير الحماية.
حالة الحفظ
يعتبر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) كولوبوس والدورن الأحمر “مهددًا بالانقراض بشدة (ربما انقرض)”. لم يتم تأكيد أي مشاهدات لهذا النوع منذ عام 2000، على الرغم من وجود بعض التقارير غير المؤكدة عن مشاهدات محتملة. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الاستقصائية لتحديد ما إذا كان هذا النوع لا يزال موجودًا أم لا. إذا كان لا يزال موجودًا، فستكون هناك حاجة إلى تدابير حماية عاجلة لحماية ما تبقى من أفراده.
تشمل جهود الحفظ المحتملة:
- حماية الموائل: إنشاء محميات طبيعية لحماية الغابات المطيرة المتبقية.
- مكافحة الصيد: تطبيق قوانين صارمة لمكافحة الصيد غير المشروع.
- التوعية: زيادة الوعي بأهمية حماية هذا النوع.
- البحث: إجراء المزيد من البحوث لتحديد ما إذا كان هذا النوع لا يزال موجودًا أم لا، ودراسة سلوكه وبيئته.
اكتشافه
تم اكتشاف كولوبوس والدورن الأحمر في البداية من خلال عينات تم الحصول عليها من قبل عالمة الطبيعة الأمريكية إيدا دبليو والدورن. قدمت والدورن هذه العينات إلى عالم الحيوان ويليام هينري أوسغود، الذي وصفها لاحقًا على أنها نوع جديد في عام 1933. يشير الاسم المحدد “waldronae” إلى تقدير والدورن لمساهمتها في اكتشاف هذا النوع.
الجهود المبذولة للبحث عنه
على الرغم من الجهود الحثيثة، لم يتم العثور على دليل قاطع على وجود كولوبوس والدورن الأحمر في العقود الأخيرة. قادت كريستين هيرب، عالمة الرئيسيات في جامعة ستوني بروك، بعثات بحث واسعة النطاق في ساحل العاج في التسعينيات، ولكن دون جدوى. في عام 2000، تلقت هيرب تقارير عن مشاهدات محتملة بالقرب من الحدود الإيفوارية الغانية. على الرغم من عدم وجود صور فوتوغرافية أو أدلة دامغة أخرى، فقد أثارت هذه التقارير الأمل في أن يكون هذا النوع لا يزال موجودًا. ومع ذلك، لم تسفر عمليات البحث اللاحقة عن أي نتائج ملموسة.
خاتمة
كولوبوس والدورن الأحمر هو نوع من القرود المهددة بالانقراض بشدة، وربما يكون قد انقرض بالفعل. فقدان الموائل والصيد هما التهديدان الرئيسيان اللذان واجههما هذا النوع. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الاستقصائية لتحديد ما إذا كان هذا النوع لا يزال موجودًا أم لا. إذا كان لا يزال موجودًا، فستكون هناك حاجة إلى تدابير حماية عاجلة لحماية ما تبقى من أفراده. إن قصّة كولوبوس والدورن الأحمر هي تذكير مأساوي بتأثير الأنشطة البشرية على التنوع البيولوجي لكوكبنا، وأهمية الجهود المبذولة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض.