<![CDATA[
تاريخ القوات المسلحة
يعود تاريخ الجيش الإيفواري إلى فترة ما قبل الاستقلال، وتحديدًا إلى القوات الفرنسية التي كانت متمركزة في منطقة غرب إفريقيا الفرنسية. بعد حصول ساحل العاج على استقلالها عام 1960، تم تشكيل جيش وطني من الجنود الإيفواريين الذين كانوا يخدمون في الجيش الفرنسي. في البداية، كان الجيش الإيفواري صغيرًا نسبيًا ومجهزًا بشكل متواضع، ولكنه نما تدريجيًا على مر السنين.
في السنوات الأولى للاستقلال، كانت القوات المسلحة الإيفوارية تركز بشكل أساسي على الحفاظ على الأمن الداخلي وحماية الحدود. ومع ذلك، في الثمانينيات والتسعينيات، بدأت ساحل العاج في لعب دور أكثر نشاطًا في الشؤون الإقليمية، وشاركت قواتها المسلحة في عمليات حفظ السلام في ليبيريا وسيراليون.
شهدت القوات المسلحة الإيفوارية فترة من الاضطرابات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع اندلاع حرب أهلية في عام 2002. انقسم الجيش الإيفواري على أسس عرقية وسياسية، وشارك في معارك عنيفة مع المتمردين. انتهت الحرب الأهلية رسميًا في عام 2007، لكن التوترات ظلت قائمة، ووقعت اشتباكات متقطعة بين الفصائل المتناحرة.
في عام 2011، اندلع صراع سياسي بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها. تورطت القوات المسلحة في القتال، وارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان. انتهى الصراع باعتقال الرئيس السابق لوران غباغبو.
منذ عام 2011، خضعت القوات المسلحة الإيفوارية لإصلاحات كبيرة. تم دمج الفصائل المتناحرة في جيش وطني موحد، وتم تحسين التدريب والتجهيز. تهدف الحكومة الإيفوارية إلى تحويل القوات المسلحة إلى قوة حديثة ومهنية قادرة على حماية البلاد والمساهمة في السلام والأمن الإقليميين.
تنظيم القوات المسلحة
تتكون القوات المسلحة الإيفوارية من الفروع التالية:
- الجيش: وهو أكبر فروع القوات المسلحة، ومسؤول عن الدفاع عن البر.
- البحرية: مسؤولة عن حماية المياه الإقليمية لساحل العاج.
- القوات الجوية: مسؤولة عن الدفاع عن المجال الجوي لساحل العاج.
- قوات الدرك: قوة شبه عسكرية مسؤولة عن الحفاظ على القانون والنظام.
يرأس القوات المسلحة رئيس الجمهورية، الذي هو أيضًا القائد الأعلى للقوات المسلحة. يدير وزير الدفاع القوات المسلحة على أساس يومي.
الجيش
الجيش الإيفواري هو أكبر فروع القوات المسلحة، ويضم حوالي 20,000 جندي. يتكون الجيش من مجموعة متنوعة من الوحدات، بما في ذلك:
- وحدات المشاة
- وحدات المدرعات
- وحدات المدفعية
- وحدات المهندسين
- وحدات الدعم اللوجستي
تم تجهيز الجيش الإيفواري بمجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة والمدفعية والأسلحة الصغيرة.
البحرية
البحرية الإيفوارية هي أصغر فروع القوات المسلحة، وتضم حوالي 900 فرد. تتكون البحرية من عدد قليل من السفن الدورية والقوارب السريعة. تتمثل مهمة البحرية في حماية المياه الإقليمية لساحل العاج ومكافحة القرصنة والصيد غير القانوني.
القوات الجوية
القوات الجوية الإيفوارية هي أيضًا صغيرة نسبيًا، وتضم حوالي 700 فرد. تتكون القوات الجوية من عدد قليل من الطائرات المقاتلة وطائرات النقل وطائرات التدريب. تتمثل مهمة القوات الجوية في الدفاع عن المجال الجوي لساحل العاج وتقديم الدعم الجوي للجيش والبحرية.
قوات الدرك
قوات الدرك الإيفوارية هي قوة شبه عسكرية مسؤولة عن الحفاظ على القانون والنظام. قوات الدرك لديها حوالي 44000 فرد. قوات الدرك مسلحة بأسلحة صغيرة ومركبات مدرعة وتعمل في جميع أنحاء البلاد. وتعمل قوات الدرك عادة في المناطق الريفية حيث لا توجد قوة شرطة وطنية.
الميزانية
الميزانية العسكرية لساحل العاج متواضعة نسبيًا. في عام 2022، بلغت الميزانية العسكرية حوالي 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
التحديات
تواجه القوات المسلحة الإيفوارية عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- نقص التمويل: تعاني القوات المسلحة الإيفوارية من نقص التمويل، مما يحد من قدرتها على شراء معدات جديدة وتدريب جنودها.
- الفساد: الفساد مستشرٍ في القوات المسلحة الإيفوارية، مما يقوض فعاليتها.
- التهديدات الإرهابية: تواجه ساحل العاج تهديدًا متزايدًا من الجماعات الإرهابية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على القوات المسلحة.
- التوترات العرقية: التوترات العرقية لا تزال قائمة في ساحل العاج، ويمكن أن تؤدي إلى صراع داخل القوات المسلحة.
التعاون الدولي
تتعاون ساحل العاج مع عدد من البلدان الأخرى في مجال الدفاع، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة والصين. تتلقى ساحل العاج المساعدة العسكرية من هذه البلدان، وتشارك في تدريبات عسكرية مشتركة.
دور القوات المسلحة في المجتمع
تلعب القوات المسلحة الإيفوارية دورًا مهمًا في المجتمع. بالإضافة إلى الدفاع عن البلاد، تشارك القوات المسلحة أيضًا في جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية. على سبيل المثال، تقوم القوات المسلحة ببناء الطرق والمدارس والمستشفيات، وتقدم المساعدة الطبية للسكان المدنيين.
مستقبل القوات المسلحة
تعتزم الحكومة الإيفوارية الاستمرار في الاستثمار في القوات المسلحة في السنوات القادمة. تهدف الحكومة إلى تحديث المعدات وتدريب الجنود وتحسين الفعالية العامة للقوات المسلحة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الحكومة إلى تعزيز التعاون مع البلدان الأخرى في مجال الدفاع.
التدخلات العسكرية
شاركت القوات المسلحة الإيفوارية في عدد من التدخلات العسكرية، بما في ذلك:
- حرب ليبيريا الأهلية الأولى (1989-1997): شاركت ساحل العاج في قوة حفظ السلام التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في ليبيريا.
- حرب سيراليون الأهلية (1991-2002): شاركت ساحل العاج أيضًا في قوة حفظ السلام التابعة لإيكواس في سيراليون.
- أزمة ساحل العاج 2010-2011: تدخلت القوات المسلحة الإيفوارية في الأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في عام 2010.
القادة الحاليون
- رئيس الجمهورية: القائد الأعلى للقوات المسلحة
- وزير الدفاع: تيني بيراهيما واتارا
- رئيس أركان الجيش: الجنرال لاسانا دومبيا
خاتمة
تعتبر القوات المسلحة لجمهورية ساحل العاج مؤسسة مهمة تلعب دورًا حاسمًا في حماية البلاد والمساهمة في السلام والأمن الإقليميين. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل القوات المسلحة ملتزمة بواجباتها وتعمل باستمرار على تحسين قدراتها. وتسعى الحكومة الإيفوارية إلى تطوير قوات مسلحة حديثة ومهنية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.