<![CDATA[
الحياة المبكرة والمسيرة الرياضية
ولد ستيف جليسون في سبوكين، واشنطن. نشأ وهو يلعب كرة القدم، وأظهر موهبة رياضية منذ سن مبكرة. التحق بمدرسة جون روجرز الثانوية في سبوكين، حيث برز كلاعب كرة قدم ورياضي متعدد الاستخدامات. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، حصل على منحة رياضية للعب كرة القدم في جامعة ولاية واشنطن. خلال فترة وجوده في الجامعة، لعب جليسون في مركز السلامة، وأظهر أداءً مميزًا وقدرة على القيادة. كان زملاءه في الفريق يحترمونه بشدة، وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين الطلاب.
بعد تخرجه من جامعة ولاية واشنطن في عام 1999، تم تجاهل جليسون في مسودة دوري كرة القدم الأمريكية (NFL). ومع ذلك، أتيحت له فرصة للعب مع فريق نيو أورليانز سينتس كلاعب حر غير مسودة. على الرغم من أنه لم يكن اللاعب الأكثر شهرة أو الأكثر موهبة، فقد أثبت جليسون نفسه بسرعة كلاعب فعال وموثوق به في الفريق. اشتهر جليسون بـتفانيه في اللعبة، وروح الفريق، واستعداده لبذل قصارى جهده في كل فرصة تتاح له.
اللحظة الأكثر شهرة في مسيرة جليسون الكروية جاءت في 25 سبتمبر 2006، خلال أول مباراة لفريق سينتس في ملعبهم بعد إعصار كاترينا المدمر. في بداية الشوط الأول، قام جليسون بحجب ركلة حرة، مما أدى إلى وصول الكرة إلى منطقة النهاية وتسجيل هدف. أصبحت هذه اللحظة رمزًا للأمل والنهوض لمدينة نيو أورليانز، التي كانت لا تزال تتعافى من آثار الإعصار. تمثال جليسون، وهو يمسك بالكرة، يقف الآن خارج ملعب سينتس، كرمز دائم لشجاعته.
خلال مسيرته في دوري كرة القدم الأمريكية، لعب جليسون في 60 مباراة، وسجل 155 تدخلًا، و 4 اعتراضات، و 2.5 كيسًا. على الرغم من أنه لم يكن نجمًا لامعًا، إلا أنه كان لاعبًا مهمًا ومحترمًا في الفريق، ومثالًا يحتذى به في التفاني والعمل الجاد.
التشخيص بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)
في عام 2011، بعد خمس سنوات من اعتزاله كرة القدم، تم تشخيص ستيف جليسون بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي حركي تنكسي يؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية. يعاني المصابون بهذا المرض من ضعف تدريجي في العضلات، مما يؤدي في النهاية إلى الشلل وفقدان القدرة على التنفس. في البداية، شعر جليسون بالصدمة والحزن، لكنه قرر بسرعة أن يواجه هذا التحدي بشجاعة وإيجابية. رفض الاستسلام لليأس، وقرر استخدام مرضه كفرصة لإلهام الآخرين وزيادة الوعي بمرض التصلب الجانبي الضموري.
بدأ جليسون في استخدام التكنولوجيا لمساعدته على التواصل والتفاعل مع العالم من حوله. قام بتثبيت برنامج خاص على جهاز لوحي يسمح له بالتواصل عن طريق الكتابة باستخدام عينيه. استخدم هذا البرنامج للتعبير عن أفكاره ومشاعره، وكتابة رسائل إلى أصدقائه وعائلته، والتواصل مع الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. أصبح جليسون صوتًا للمصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري، وشارك قصته الملهمة مع العالم بأسره.
العمل الإنساني والتوعية
أسس ستيف جليسون وزوجته، ميشيل، مؤسسة “Team Gleason” لمساعدة المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري وتحسين نوعية حياتهم. تهدف المؤسسة إلى توفير الأدوات والتكنولوجيا والموارد اللازمة للمرضى، بالإضافة إلى دعم الأبحاث لإيجاد علاج لهذا المرض القاتل. من خلال هذه المؤسسة، قام جليسون بجمع ملايين الدولارات من التبرعات، وساهم في تحسين حياة الآلاف من الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري.
بصفته ناشطًا ومدافعًا عن حقوق المرضى، قام جليسون بزيارة الكونجرس الأمريكي، وتحدث مع أعضاء مجلس الشيوخ والنواب حول الحاجة إلى زيادة التمويل لأبحاث مرض التصلب الجانبي الضموري. ساهمت جهوده في زيادة الوعي بالمرض، ودفعت العديد من الشركات والمؤسسات إلى تقديم الدعم المالي والتقني لجهود البحث والعلاج.
بالإضافة إلى عمله الإنساني، قام جليسون بتوثيق رحلته مع مرض التصلب الجانبي الضموري من خلال مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية. تم تجميع هذه المواد في فيلم وثائقي مؤثر بعنوان “Gleason”، والذي صدر في عام 2016. يروي الفيلم قصة حياة جليسون، بدءًا من مسيرته الرياضية، مرورًا بتشخيصه بالمرض، وصولًا إلى عمله الإنساني وتأثيره على الآخرين. حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وحصل على العديد من الجوائز والترشيحات، بما في ذلك جائزة إيمي.
الإرث والتأثير
أصبح ستيف جليسون رمزًا للأمل والإلهام للملايين حول العالم. لقد أظهر للعالم أن الشجاعة والإصرار يمكن أن تتغلب على أصعب التحديات. من خلال عمله الإنساني، وشهادته الملهمة، وتفانيه في مساعدة الآخرين، ترك جليسون بصمة لا تمحى على العالم. لقد ألهم الكثيرين لعيش حياتهم على أكمل وجه، وعدم الاستسلام لليأس في مواجهة الشدائد.
تم تكريم جليسون بالعديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة Arthur Ashe Courage Award في حفل توزيع جوائز ESPY في عام 2012. كما تم إدخاله في قاعة مشاهير نيو أورليانز سينتس في عام 2015. يعتبر جليسون مثالًا يحتذى به في القوة والقيادة والإيجابية. لقد أثبت أن الشخص يمكن أن يكون له تأثير كبير على العالم، بغض النظر عن التحديات التي يواجهها.
قصة ستيف جليسون هي شهادة على قوة الروح الإنسانية. لقد علمنا أن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي القدرة على التصرف على الرغم من الخوف. لقد علمنا أيضًا أن الإصرار والتفاني يمكن أن يؤديان إلى تحقيق المستحيل. إن إرث جليسون سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.
خاتمة
ستيف جليسون هو شخصية ملهمة، لاعب كرة قدم أمريكية محترف سابق، ورائد أعمال إنساني. بعد تشخيصه بمرض التصلب الجانبي الضموري، لم يستسلم لليأس، بل قرر استخدام مرضه كفرصة لإلهام الآخرين وزيادة الوعي بالمرض. من خلال مؤسسته “Team Gleason”، والفيلم الوثائقي “Gleason”، وعمله في مجال الدعوة، ترك جليسون بصمة كبيرة على العالم، وأصبح رمزًا للأمل والشجاعة والإصرار. قصته هي تذكير دائم بأهمية العيش بحماس وعدم الاستسلام للعقبات.