<![CDATA[
مقدمة
مار سركيس يوسيب، أو مار سركيس يوسف، هو أسقف بغداد للكنيسة الآشورية الشرقية في العراق. ولد عام 1950 في بغداد، ويعتبر شخصية دينية بارزة ومؤثرة في المجتمع المسيحي العراقي. لعب دوراً هاماً في الحفاظ على التراث المسيحي وتعزيز الحوار بين الأديان في المنطقة.
نشأته وحياته المبكرة
ولد مار سركيس يوسيب في بغداد عام 1950 ونشأ في كنف عائلة مسيحية متدينة. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس بغداد، ثم التحق بالكلية الإكليريكية لدراسة اللاهوت والفلسفة. أظهر منذ صغره اهتماماً كبيراً بالشؤون الدينية وخدمة المجتمع، مما دفعه إلى تكريس حياته لخدمة الكنيسة.
دراسته اللاهوتية
بعد إكماله دراسته الأولية، التحق مار سركيس يوسيب بالكلية الإكليريكية لدراسة اللاهوت والفلسفة. درس على يد كبار اللاهوتيين والمفكرين في الكنيسة الآشورية الشرقية، وتعمق في دراسة الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي والقانون الكنسي. أظهر تفوقاً ملحوظاً في دراسته، وحصل على شهادة البكالوريوس في اللاهوت بتقدير ممتاز.
الرسامة الكهنوتية
بعد إكماله دراسته اللاهوتية، رُسم مار سركيس يوسيب كاهناً في الكنيسة الآشورية الشرقية. بدأ خدمته الكهنوتية في بغداد، حيث عمل في رعاية المؤمنين وتقديم الخدمات الدينية والاجتماعية. تميز بعلاقاته الطيبة مع الناس وحرصه على تلبية احتياجاتهم الروحية والمادية.
الترقية الأسقفية
نظراً لكفاءته وإخلاصه في خدمة الكنيسة، تم انتخاب مار سركيس يوسيب أسقفاً على بغداد للكنيسة الآشورية الشرقية. تمت رسامته الأسقفية في حفل مهيب حضره عدد كبير من رجال الدين والمؤمنين. منذ توليه منصبه، عمل على تعزيز الوحدة بين المسيحيين في العراق وتقوية العلاقات مع الكنائس الأخرى.
مهامه ومسؤولياته كأسقف
بصفته أسقفاً على بغداد، يتولى مار سركيس يوسيب العديد من المهام والمسؤوليات، منها:
- رعاية المؤمنين في بغداد وتلبية احتياجاتهم الروحية والمادية.
- إدارة شؤون الكنيسة والإشراف على المؤسسات التابعة لها.
- تمثيل الكنيسة في المحافل الدينية والوطنية.
- تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
- الدفاع عن حقوق المسيحيين في العراق.
دوره في الحفاظ على التراث المسيحي
يلعب مار سركيس يوسيب دوراً هاماً في الحفاظ على التراث المسيحي في العراق. يشرف على ترميم الكنائس والأديرة القديمة، ويدعم جهود توثيق المخطوطات والكتب الدينية القديمة. كما يشجع على تعليم اللغة السريانية، وهي اللغة الأم للكنيسة الآشورية الشرقية.
مساهماته في الحوار بين الأديان
يؤمن مار سركيس يوسيب بأهمية الحوار بين الأديان في تحقيق السلام والوئام في المجتمع. يشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدينية التي تهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى. يدعو إلى احترام التنوع الديني والثقافي، وإلى التعاون من أجل بناء مجتمع عراقي مزدهر ومتسامح.
التحديات التي يواجهها
يواجه مار سركيس يوسيب العديد من التحديات في عمله كأسقف لبغداد، منها:
- الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العراق.
- هجرة المسيحيين من العراق.
- التمييز الديني والاجتماعي.
- نقص الموارد المالية.
علاقته بالكنائس الأخرى
يقيم مار سركيس يوسيب علاقات طيبة مع الكنائس الأخرى في العراق والعالم. يشارك في اللقاءات والاجتماعات الدينية التي تهدف إلى تعزيز الوحدة المسيحية. كما يتبادل الزيارات مع رؤساء الكنائس الأخرى، ويتعاون معهم في تنفيذ المشاريع الإنسانية والاجتماعية.
مواقفه من القضايا الوطنية
يتخذ مار سركيس يوسيب مواقف وطنية واضحة من القضايا التي تهم العراق. يدعو إلى الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والعنف. كما يؤكد على أهمية بناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق جميع المواطنين. يدعم جهود الإصلاح السياسي والاقتصادي، ويدعو إلى مكافحة الفساد.
تكريمه وجوائزه
تقديراً لجهوده في خدمة الكنيسة والمجتمع، حصل مار سركيس يوسيب على العديد من التكريمات والجوائز، منها:
- وسام الاستحقاق من الكنيسة الآشورية الشرقية.
- جائزة السلام من إحدى المنظمات الدولية.
- شهادة تقدير من الحكومة العراقية.
مستقبله ورؤيته
يتطلع مار سركيس يوسيب إلى مستقبل أفضل للمسيحيين في العراق. يرى أن تحقيق السلام والاستقرار في البلاد هو الشرط الأساسي لضمان بقاء المسيحيين وازدهارهم. يدعو إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وإلى بناء مجتمع عراقي متسامح ومتعدد. يواصل العمل بكل إخلاص وتفانٍ من أجل تحقيق هذه الرؤية.
أعماله وإنجازاته
يمكن تلخيص بعض أعمال وإنجازات مار سركيس يوسيب في النقاط التالية:
- الإشراف على ترميم العديد من الكنائس والأديرة التاريخية في بغداد.
- إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية والاجتماعية التابعة للكنيسة.
- تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين والفقراء.
- المساهمة في حل النزاعات بين الأطراف المختلفة.
- تمثيل الكنيسة الآشورية الشرقية في العديد من المحافل الدولية.
تأثيره على المجتمع المسيحي في العراق
لا يمكن إنكار تأثير مار سركيس يوسيب العميق على المجتمع المسيحي في العراق. يعتبر مرجعًا روحيًا وقائدًا ملهمًا للكثيرين. بفضل حكمته وحنكته، تمكن من توجيه المسيحيين في العراق خلال الأوقات الصعبة والحفاظ على وحدتهم وإيمانهم. كما ساهم في تعزيز دور المسيحيين في بناء المجتمع العراقي الحديث.
خاتمة
مار سركيس يوسيب هو شخصية دينية بارزة ومؤثرة في المجتمع العراقي. بصفته أسقف بغداد للكنيسة الآشورية الشرقية، يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على التراث المسيحي وتعزيز الحوار بين الأديان والدفاع عن حقوق المسيحيين. على الرغم من التحديات التي يواجهها، يواصل عمله بكل إصرار وعزيمة، ساعياً إلى خدمة شعبه وكنيسته. يعتبر مثالاً للقيادة الروحية الحكيمة والملتزمة بقضايا العدالة والسلام.