تاريخ نيغاتسو-دو
تم تأسيس نيغاتسو-دو في الأصل عام 752 من قبل الراهب روبريو، وهو أحد تلاميذ الراهب الشهير روبن، مؤسس معبد تودائي-جي. كان الهدف من بناء نيغاتسو-دو هو توفير مكان للرهبان لممارسة الطقوس البوذية التأملية في شهر فبراير (نيغاتسو باللغة اليابانية تعني “الشهر الثاني”).
لسوء الحظ، احترق المبنى الأصلي بالكامل في حريق عام 1667. تمت إعادة بناء نيغاتسو-دو في عام 1669 تحت إشراف كوجو ساكيماسا، وهو نبيل من البلاط الإمبراطوري. تم تصميم المبنى الجديد ليشبه المبنى الأصلي قدر الإمكان، ولكن تم إضافة بعض التعديلات والتحسينات المعمارية.
العمارة والتصميم
يتكون نيغاتسو-دو من مبنيين متصلين ببعضهما البعض: المبنى الأمامي (غيكيدان) والمبنى الخلفي (هون-دو). المبنى الأمامي هو مساحة مفتوحة تستخدم لإقامة الاحتفالات والطقوس، بينما المبنى الخلفي هو المكان الذي يتم فيه الاحتفاظ بالصور البوذية المقدسة.
يتميز نيغاتسو-دو بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين عناصر من أنماط معمارية مختلفة، بما في ذلك الطراز الصيني والطراز الياباني. يتميز المبنى بسقفه المنحني بشكل حاد، والجدران المطلية باللون الأحمر، والأعمدة الخشبية الضخمة. كما يضم نيغاتسو-دو العديد من المنحوتات واللوحات الجميلة التي تصور مشاهد من البوذية.
- المبنى الأمامي (غيكيدان): يتميز بأرضيته الخشبية المرتفعة التي توفر إطلالة رائعة على المناظر الطبيعية المحيطة.
- المبنى الخلفي (هون-دو): يحتضن العديد من التماثيل البوذية الهامة، بما في ذلك تمثال بوذا الحادي عشر ذو الأوجه الأحد عشر.
مهرجان شوشو-إي
أشهر ما يميز نيغاتسو-دو هو مهرجان شوشو-إي (修二会) السنوي، الذي يقام في الفترة من 1 إلى 14 مارس. يُعرف هذا المهرجان أيضًا باسم أوميزوتوري (お水取り)، والذي يعني “سحب الماء المقدس”.
خلال مهرجان شوشو-إي، يقوم الرهبان بإجراء سلسلة من الطقوس البوذية المعقدة التي تهدف إلى تطهير الشعب من خطاياه وضمان حصاد وفير. تشمل هذه الطقوس تلاوة الترانيم البوذية، وإضاءة المشاعل الضخمة، ورش الماء المقدس.
أحد أبرز الأحداث في مهرجان شوشو-إي هو طقس أوميزوتوري، حيث يقوم الرهبان بجلب الماء المقدس من بئر يقع أسفل نيغاتسو-دو. يُعتقد أن هذا الماء له خصائص علاجية ووقائية، ويقوم الرهبان برشه على الجمهور.
يجذب مهرجان شوشو-إي حشودًا كبيرة من الزوار من جميع أنحاء اليابان والعالم. يعتبر المهرجان فرصة فريدة لمشاهدة الطقوس البوذية التقليدية وتجربة الثقافة اليابانية الغنية.
الأهمية الثقافية
نيغاتسو-دو ليس مجرد مبنى ديني، بل هو أيضًا رمز ثقافي مهم لمدينة نارا واليابان ككل. تم إعلان نيغاتسو-دو كنزًا وطنيًا لليابان في عام 1952، وهو جزء من مواقع التراث العالمي لليونسكو “الآثار التاريخية لنارا القديمة”.
يعكس نيغاتسو-دو تاريخًا طويلًا وغنيًا من البوذية في اليابان. يمثل المبنى التزام الرهبان بالحفاظ على التقاليد البوذية ونشرها. كما يمثل نيغاتسو-دو رمزًا للأمل والتجديد، حيث يتم الاحتفال بمهرجان شوشو-إي كل عام لتطهير الشعب وضمان مستقبل مزدهر.
بالإضافة إلى أهميته الدينية والثقافية، يعتبر نيغاتسو-دو أيضًا وجهة سياحية شهيرة. يزور آلاف السياح نيغاتسو-دو كل عام للاستمتاع بجمال المبنى المعماري، والمشاركة في مهرجان شوشو-إي، والتعرف على تاريخ البوذية في اليابان.
- كنز وطني: اعتراف بأهمية نيغاتسو-دو التاريخية والثقافية.
- موقع تراث عالمي: جزء من مجموعة المواقع الهامة التي تحظى بحماية دولية.
- وجهة سياحية: مكان يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
الوصول إلى نيغاتسو-دو
يمكن الوصول إلى نيغاتسو-دو بسهولة من مدينة نارا. تقع المحطة الرئيسية للقطارات في نارا على بعد حوالي 30 دقيقة سيرًا على الأقدام من نيغاتسو-دو. يمكن أيضًا الوصول إلى المعبد بالحافلة من المحطة الرئيسية.
تتوفر خرائط ومعلومات باللغة الإنجليزية في مركز الزوار بالقرب من المحطة الرئيسية. كما تتوفر جولات إرشادية باللغة الإنجليزية في نيغاتسو-دو.
أفضل وقت لزيارة نيغاتسو-دو هو خلال مهرجان شوشو-إي في شهر مارس. ومع ذلك، يمكن زيارة المعبد في أي وقت من السنة والاستمتاع بجماله وهدوءه.
أهمية الحفاظ على نيغاتسو-دو
نظرًا لأهميته التاريخية والثقافية، من الضروري الحفاظ على نيغاتسو-دو للأجيال القادمة. يتم بذل جهود مستمرة لصيانة وترميم المبنى، وحماية البيئة المحيطة به.
تساهم الحكومة اليابانية والمنظمات المحلية والدولية في جهود الحفاظ على نيغاتسو-دو. كما يلعب الزوار دورًا مهمًا في الحفاظ على الموقع من خلال احترام القواعد والتعليمات.
من خلال الحفاظ على نيغاتسو-دو، نضمن بقاء هذا الكنز الثقافي الهام متاحًا للأجيال القادمة للاستمتاع به والتعلم منه.
خاتمة
نيغاتسو-دو هو أكثر من مجرد مبنى في معبد تودائي-جي؛ إنه رمز للتاريخ والثقافة البوذية في اليابان. بفضل تصميمه المعماري الفريد، ومهرجان شوشو-إي الشهير، وأهميته الروحية، يظل نيغاتسو-دو مكانًا يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ويُلهمهم بالجمال والسلام.