<![CDATA[
النشأة والتصميم
تم بناء إيستويند في البداية كـ “سي بي-12 (CB-12)”، وهي كسارة جليد تابعة للحكومة السوفيتية في عام 1943 في شركة سان فرانسيسكو لبناء السفن في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا. ومع ذلك، استحوذت عليها البحرية الأمريكية في 25 مايو 1944، وتم تغيير اسمها إلى إيستويند وصنفت كـ “IX-234”.
صُممت إيستويند لتكون كسارة جليد قوية، تتميز بهيكل مقوى خصيصًا للعمل في الظروف القطبية القاسية. كان طولها يبلغ 269 قدمًا (82 مترًا)، وعرضها 63 قدمًا (19 مترًا)، وغاطسها 20 قدمًا (6.1 مترًا). تم تجهيز السفينة بمحركات ديزل كهربائية، مما يمنحها سرعة قصوى تبلغ 16 عقدة (30 كيلومترًا في الساعة) ومسافة إبحار تبلغ 16000 ميل بحري (30000 كيلومتر) بسرعة 15 عقدة (28 كيلومترًا في الساعة).
الخدمة خلال الحرب العالمية الثانية
بعد الانتهاء من تجهيزها، أبحرت إيستويند إلى منطقة القطب الشمالي. قامت بدوريات في المياه الألاسكية، وقامت بمرافقة القوافل، وتوفير الدعم اللوجستي لعمليات الحلفاء. اكتسبت السفينة سمعة طيبة بفضل قدرتها على كسر الجليد وإبقاء الممرات البحرية مفتوحة في الظروف القطبية الصعبة. كما شاركت في عمليات الإنقاذ والبحث، وساعدت السفن التي تقطعت بها السبل في الجليد.
خلال الحرب، أدت إيستويند دورًا حاسمًا في تأمين طريق الشحن الحيوي إلى الاتحاد السوفيتي. رافقت السفينة العديد من القوافل إلى موانئ في القطب الشمالي مثل مورمانسك، حيث كانت السفن عرضة للهجوم من قبل الغواصات الألمانية والطائرات. ساهمت إيستويند في الحفاظ على خطوط الإمداد مفتوحة، مما سمح للحلفاء بتزويد الاتحاد السوفيتي بالمواد الحيوية التي كانت ضرورية للمجهود الحربي.
شاركت إيستويند أيضًا في غزو ألاسكا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قدمت الدعم للقوات الأمريكية أثناء استعادة جزر ألوتيان من اليابانيين. ساعدت في نقل القوات والإمدادات، وتوفير الدعم الناري، وضمان سلامة السفن الأخرى في المنطقة.
الخدمة بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واصلت إيستويند خدمتها في بحرية الولايات المتحدة. بقيت السفينة في الخدمة النشطة، وقامت بدوريات في المياه القطبية، وشاركت في الأنشطة العلمية والاستكشافية. ساعدت في إنشاء محطات الأبحاث وتقديم الدعم اللوجستي للمشاريع العلمية في القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية.
في فترة الحرب الباردة، أدت إيستويند دورًا مهمًا في مراقبة النشاط السوفيتي في القطب الشمالي. قامت السفينة بجمع المعلومات الاستخباراتية، وتوفير الوجود العسكري، وعرض القوة الأمريكية في المنطقة. ساهمت إيستويند في ردع العدوان السوفيتي والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
في عام 1964، تم بيع إيستويند إلى القطاع الخاص، وتم تغيير اسمها إلى “ماكغريغور”. استمرت السفينة في العمل ككسارة جليد تجارية، وقدمت خدمات لمجموعة متنوعة من العملاء، بما في ذلك شركات النفط والحكومات. في عام 1968، غرقت ماكغريغور في المحيط الأطلسي أثناء عاصفة، مما أنهى مسيرة السفينة.
المساهمات التكنولوجية
بالإضافة إلى مهامها التشغيلية، ساهمت إيستويند في تطوير تقنيات جديدة. كانت السفينة من أوائل السفن التي تستخدم نظام الدفع الكهربائي، مما سمح لها بالعمل بكفاءة في ظل ظروف الجليد الصعبة. كما ساهمت في تطوير معدات الملاحة المتخصصة، مما سمح لها بالإبحار في المياه القطبية بدقة أكبر.
قامت إيستويند بتنفيذ العديد من التجارب العلمية أثناء خدمتها. أجرى العلماء على متن السفينة دراسات عن المناخ والجيولوجيا وعلم المحيطات في القطب الشمالي. ساهمت هذه الدراسات في فهم أفضل للبيئة القطبية وتأثير تغير المناخ.
الأهمية التاريخية
تحمل إيستويند أهمية تاريخية كبيرة. كانت السفينة رمزًا للقدرة الأمريكية والابتكار التكنولوجي خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. كما أنها جسدت روح المغامرة والاستكشاف التي تميزت بها استكشاف القطب الشمالي.
كانت إيستويند من أوائل السفن التي شاركت في العمليات في منطقة القطب الشمالي. كانت مساهمتها في تأمين طريق الشحن إلى الاتحاد السوفيتي أمرًا بالغ الأهمية للمجهود الحربي للحلفاء. كما ساهمت في استكشاف القطب الشمالي، وفتحت طرقًا جديدة للمعرفة العلمية.
أثرت إيستويند على تطوير تصميم السفن. كان تصميمها الخاص بكسر الجليد بمثابة نموذج أولي للسفن الأخرى في المستقبل. كما ساهمت في تطوير التكتيكات والتقنيات الجديدة المستخدمة في العمليات القطبية.
الخلاصة
كانت يو إس إس إيستويند سفينة استثنائية لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الولايات المتحدة. من خلال خدمتها البطولية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، ومساهماتها التكنولوجية والعلمية، تركت السفينة إرثًا دائمًا. تم تصميمها ككسارة جليد قوية، وشاركت في العديد من العمليات الحاسمة في منطقة القطب الشمالي، بما في ذلك مرافقة القوافل إلى الاتحاد السوفيتي، ودعم غزو ألاسكا، والقيام بدوريات في المياه القطبية خلال الحرب الباردة. كما ساهمت في تطوير تقنيات جديدة، وإجراء أبحاث علمية، وتشكيل تصميم السفن. لا تزال إيستويند رمزًا للقدرة الأمريكية والمغامرة، وإرثها يتردد صداه حتى اليوم.