حياته المبكرة
ولد لويس في بارما عام 1773، ونشأ في بلاط والده، فرديناندو دوق بارما. كانت بارما دوقية صغيرة ولكنها ذات أهمية استراتيجية في شمال إيطاليا، وغالبًا ما كانت ساحة صراع بين القوى الأوروبية الكبرى. تلقى لويس تعليمًا جيدًا، وتم إعداده لحكم الدوقية في المستقبل.
كانت والدته، ماريا أماليا، ابنة الإمبراطورة ماريا تيريزا، مما جعل لويس مرتبطًا بالعائلة المالكة النمساوية القوية. لعب هذا الارتباط دورًا مهمًا في حياته السياسية لاحقًا.
الزواج والأسرة
في عام 1795، تزوج لويس منInfanta Maria Luisa of Spain، ابنة كارلوس الرابع ملك إسبانيا. كان هذا الزواج جزءًا من تحالف سياسي بين بارما وإسبانيا. أنجب لويس وماريا لويزا طفلين:
- كارلو لودوفيكو (لاحقًا دوق بارما)
- لويزا كارلوتا
صعود نجم نابليون وتأسيس مملكة إتروريا
في أواخر القرن الثامن عشر، صعد نجم نابليون بونابرت في فرنسا، وبدأ في التوسع في جميع أنحاء أوروبا. غزت القوات الفرنسية إيطاليا، واحتلت بارما عام 1796. تم عزل والد لويس، فرديناندو، من منصبه، وأصبحت بارما تحت السيطرة الفرنسية.
في عام 1801، بموجب معاهدة أرانجويز، تم حل دوقية بارما، وتم إنشاء مملكة إتروريا. تم اختيار لويس الأول ليصبح ملكًا على إتروريا، وهي مملكة جديدة تم إنشاؤها لإرضاء آل بوربون الإسبان، الذين طالبوا بتعويض عن خسائرهم الإقليمية خلال الحروب النابليونية.
كانت إتروريا في الأساس نسخة جديدة من دوقية توسكانا الكبرى، وتم إنشاؤها من أراضيها. كانت فلورنسا عاصمة المملكة الجديدة.
حكم لويس الأول لإتروريا
لم يكن لويس الأول حاكمًا قويًا أو ذا خبرة. كان يعتمد بشكل كبير على مستشاريه الفرنسيين والإسبان. كانت فترة حكمه قصيرة وغير مستقرة، حيث واجهت المملكة الجديدة العديد من المشاكل الداخلية والخارجية.
واجه لويس صعوبات في إدارة المملكة الجديدة، حيث كانت إتروريا تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية عميقة الجذور. كانت الضرائب مرتفعة، والتجارة مقيدة، وكان الفساد مستشريًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت المملكة الجديدة تعتمد بشكل كبير على فرنسا، مما أثار استياء السكان المحليين.
حاول لويس إجراء بعض الإصلاحات، لكن جهوده قوبلت بمقاومة من النبلاء ورجال الدين. كما واجه صعوبات في الحفاظ على النظام العام، حيث كانت هناك اضطرابات واحتجاجات متكررة.
كان لويس يعاني أيضًا من مشاكل صحية. كان يعاني من نوبات صرع متكررة، مما أثر على قدرته على الحكم بفعالية. غالبًا ما كان يعتمد على زوجته، ماريا لويزا، في تسيير شؤون الدولة.
وفاته
توفي لويس الأول في 27 مايو 1803، في فلورنسا، عن عمر يناهز 29 عامًا فقط. كانت وفاته مفاجئة، ويُعتقد أنها ناجمة عن نوبة صرع حادة. خلفه ابنه، كارلو لودوفيكو، الذي كان لا يزال قاصرًا، تحت وصاية والدته، ماريا لويزا.
بعد وفاة لويس الأول، استمرت مملكة إتروريا في الوجود لبضع سنوات أخرى، ولكنها ظلت تحت النفوذ الفرنسي القوي. في عام 1807، تم حل المملكة، وتم ضم أراضيها إلى الإمبراطورية الفرنسية.
إرثه
كان لويس الأول شخصية هامشية في التاريخ الأوروبي. لم يترك بصمة كبيرة على إتروريا، وفترة حكمه كانت قصيرة وغير فعالة. ومع ذلك، يظل شخصية مهمة في تاريخ بارما وإيطاليا، حيث كان أول ملك لإتروريا، وهي مملكة تم إنشاؤها كنتيجة للحروب النابليونية.
يمكن القول أن إرثه الأهم هو ابنه، كارلو لودوفيكو، الذي استعاد دوقية بارما في عام 1814 بعد سقوط نابليون، وحكمها حتى عام 1849.
خاتمة
كان لويس الأول ملكًا لإتروريا لفترة قصيرة وغير مؤثرة. حكم في فترة مضطربة شهدت صعود نابليون وتغيير الخرائط السياسية في أوروبا. على الرغم من التحديات التي واجهته، يظل لويس الأول جزءًا من التاريخ الإيطالي، خاصةً تاريخ بارما وإتروريا.