حياته المبكرة وتعليمه
ولد ماري جوزيف ألكسيس كاريل في سانت فوى ليه ليون بالقرب من ليون، فرنسا. كان الابن الأكبر لتاجر نسيج ثري توفي عندما كان كاريل في السادسة من عمره. تلقى تعليمه في الكلية اليسوعية في ليون، حيث أظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم. ثم درس الطب في جامعة ليون، وحصل على الدكتوراه عام 1900. خلال فترة دراسته، تدرب في مستشفى ليون، حيث طور مهاراته الجراحية.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، عمل كاريل كجراح في مستشفى ليون. سرعان ما أصبح مهتمًا بتقنيات خياطة الأوعية الدموية، والتي كانت في ذلك الوقت بدائية ومحفوفة بالمخاطر. بدأ في تطوير طرق جديدة لإجراء هذه العمليات، مع التركيز على الدقة وتقليل خطر العدوى. كانت تقنياته مبتكرة للغاية، حيث سمحت بإجراء عمليات جراحية معقدة لم تكن ممكنة من قبل.
في عام 1904، هاجر كاريل إلى كندا، ثم إلى الولايات المتحدة، حيث انضم إلى معهد روكفلر للأبحاث الطبية في نيويورك. في معهد روكفلر، واصل أبحاثه حول خياطة الأوعية الدموية وزراعة الأعضاء. قام بتطوير تقنيات لحفظ الأعضاء خارج الجسم، مما فتح الباب أمام إمكانية زراعة الأعضاء على نطاق واسع.
أجرى كاريل العديد من التجارب الرائدة في زراعة الأعضاء، بما في ذلك زراعة الكلى والغدة الدرقية في الحيوانات. كما قام بتطوير مضخة تر perfusior سمحت بالحفاظ على الأعضاء حية خارج الجسم لفترات طويلة. هذه التقنيات كانت حاسمة لتطوير زراعة الأعضاء الحديثة.
جائزة نوبل
في عام 1912، حصل كاريل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لعمله الرائد في خياطة الأوعية الدموية وزراعة الأعضاء. اعتبرت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم عمله ثوريًا، حيث فتح آفاقًا جديدة في الجراحة والعلاج الطبي.
الجدل والآراء الاجتماعية والسياسية
على الرغم من إنجازاته العلمية، كان كاريل شخصية مثيرة للجدل. كان لديه آراء اجتماعية وسياسية محافظة، وكان مؤيدًا قويًا لعلم تحسين النسل. اعتقد أن المجتمع يجب أن يسعى إلى تحسين النسل البشري من خلال تشجيع تكاثر الأفراد “المتفوقين” وتثبيط تكاثر الأفراد “الأقل شأنًا”.
خلال الحرب العالمية الثانية، دعم كاريل نظام فيشي الفرنسي، الذي تعاون مع ألمانيا النازية. عمل في مؤسسة فرنسية لدراسة المشاكل السكانية، والتي نفذت سياسات تمييزية ضد الأقليات. بعد الحرب، اتهم كاريل بالتعاون مع النازيين، لكنه توفي قبل أن يتم تقديمه للمحاكمة.
إرثه
على الرغم من الجدل المحيط بآرائه الاجتماعية والسياسية، لا يزال كاريل شخصية مهمة في تاريخ الطب. ساهم عمله الرائد في خياطة الأوعية الدموية وزراعة الأعضاء بشكل كبير في تطوير الجراحة الحديثة. تقنياته لا تزال تستخدم حتى اليوم، وقد أنقذت حياة عدد لا يحصى من المرضى. ومع ذلك، يجب الاعتراف بآرائه المثيرة للجدل والسياسات التي دعمها وتقييمها في السياق التاريخي.
أبرز إنجازاته
- تطوير تقنيات مبتكرة لخياطة الأوعية الدموية.
- إجراء تجارب رائدة في زراعة الأعضاء.
- تطوير مضخة perfusior للحفاظ على الأعضاء خارج الجسم.
- الفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب عام 1912.
انتقادات
- دعمه لعلم تحسين النسل.
- دعمه لنظام فيشي خلال الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
كان ألكسيس كاريل عالمًا وجراحًا لامعًا، لكنه كان أيضًا شخصية مثيرة للجدل. ساهم عمله الرائد في الطب بشكل كبير في تطوير الجراحة الحديثة، لكن آرائه الاجتماعية والسياسية كانت موضع انتقاد شديد. يجب تذكر كاريل لجميع جوانب حياته، بما في ذلك إنجازاته العلمية وأخطائه السياسية.