مقدمة
الشعر التوسعي هو حركة شعرية ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينيات القرن العشرين. يُعتبر مصطلحًا جامعًا صاغه ويد نيومان ليشمل مجموعة متنوعة من الأساليب والاتجاهات الشعرية التي تتسم بالانفتاح على المواضيع المتنوعة، واستخدام الأشكال التقليدية والحديثة، والتركيز على التواصل مع الجمهور.
أصول الشعر التوسعي وتطوره
نشأ الشعر التوسعي كرد فعل على ما اعتبره بعض الشعراء والنقاد ضيقًا في أفق الشعر الحداثي وما بعد الحداثي، والذي تميز بالتركيز على الذاتية والتجريب الشكلي والتعبير الغامض. سعى الشعراء التوسعيون إلى استعادة دور الشعر كوسيلة للتعبير عن التجارب الإنسانية المشتركة، واستكشاف العالم من حولهم، والتواصل مع جمهور أوسع.
يمكن تتبع جذور الشعر التوسعي إلى حركة الشعر الجديدة في الستينيات والسبعينيات، والتي دعت إلى استخدام لغة بسيطة وواضحة، والتركيز على التجربة الحسية، والتعبير عن المشاعر الصادقة. تأثر الشعراء التوسعيون أيضًا بتقاليد الشعر الكلاسيكي والرومانسي، والذين أكدوا على أهمية الشكل والجمال والتعبير عن القيم الإنسانية.
مع مرور الوقت، تطور الشعر التوسعي ليشمل مجموعة واسعة من الأساليب والاتجاهات، بما في ذلك الشعر السردي، والشعر الغنائي، والشعر السياسي، والشعر البيئي. يتميز الشعر التوسعي بالتنوع والانفتاح والتجريب، ولكنه يظل ملتزمًا بالتواصل مع الجمهور والتعبير عن التجارب الإنسانية المشتركة.
خصائص الشعر التوسعي
يتميز الشعر التوسعي بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيره من الاتجاهات الشعرية، ومن أبرز هذه الخصائص:
- التنوع في المواضيع: يتناول الشعر التوسعي مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الحب، والفقدان، والطبيعة، والسياسة، والتاريخ، والثقافة. يسعى الشعراء التوسعيون إلى استكشاف العالم من حولهم والتعبير عن التجارب الإنسانية المتنوعة.
- استخدام الأشكال التقليدية والحديثة: يجمع الشعر التوسعي بين استخدام الأشكال الشعرية التقليدية، مثل القصيدة الغنائية والسونيتة، والأشكال الحديثة، مثل الشعر الحر والشعر النثري. يسعى الشعراء التوسعيون إلى إيجاد الشكل الأنسب للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.
- التركيز على التواصل مع الجمهور: يولي الشعر التوسعي أهمية كبيرة للتواصل مع الجمهور. يسعى الشعراء التوسعيون إلى كتابة شعر واضح ومفهوم، والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بطريقة تجذب القارئ وتثير اهتمامه.
- الانفتاح على التجريب: يتميز الشعر التوسعي بالانفتاح على التجريب والمغامرة. يسعى الشعراء التوسعيون إلى استكشاف أساليب جديدة في الكتابة والتعبير، وتحدي التقاليد الشعرية القائمة.
- التعبير عن القيم الإنسانية: يؤكد الشعر التوسعي على أهمية القيم الإنسانية، مثل الحب، والعدالة، والحرية، والتسامح. يسعى الشعراء التوسعيون إلى التعبير عن هذه القيم في شعرهم، والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
أبرز شعراء الشعر التوسعي
برز العديد من الشعراء في حركة الشعر التوسعي، ومن أبرزهم:
- ويد نيومان: يُعتبر ويد نيومان المؤسس الحقيقي لحركة الشعر التوسعي. له العديد من المؤلفات الشعرية والنقدية التي ساهمت في تعريف وتطوير هذا الاتجاه الشعري.
- دانا جويا: شاعر وناقد أمريكي بارز، يعتبر من أبرز المدافعين عن الشعر التوسعي. شغل منصب رئيس الصندوق الوطني للفنون في الولايات المتحدة الأمريكية.
- مارك جارمان: شاعر وناقد أمريكي، يُعرف بأسلوبه الشعري الذي يجمع بين الشكل التقليدي والمضمون الحديث.
- روبرت ماكدويل: شاعر وناقد أمريكي، يُعرف بدفاعه عن الشعر السردي والشعر الغنائي.
- تيموثي ستيل: شاعر وناقد أمريكي، يُعرف بدراساته عن الشعر الكلاسيكي والشعر الحديث.
تأثير الشعر التوسعي
أثر الشعر التوسعي بشكل كبير على المشهد الشعري في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم. ساهم هذا الاتجاه في إعادة إحياء الاهتمام بالشعر، وجذب جمهورًا أوسع إلى قراءة الشعر وكتابته. كما ساهم في تطوير أساليب جديدة في الكتابة والتعبير، وتحدي التقاليد الشعرية القائمة.
يُعتبر الشعر التوسعي اليوم من أهم الاتجاهات الشعرية في العالم، ويحظى بتقدير كبير من قبل الشعراء والنقاد والجمهور. يستمر هذا الاتجاه في التطور والتجدد، والمساهمة في إثراء المشهد الشعري العالمي.
نقد الشعر التوسعي
على الرغم من النجاح الذي حققه الشعر التوسعي، إلا أنه لم يسلم من النقد. انتقد بعض النقاد تركيز الشعر التوسعي على التواصل مع الجمهور، واعتبروا ذلك تنازلاً عن الجودة الفنية. كما انتقدوا استخدام الأشكال التقليدية، واعتبروا ذلك رجوعًا إلى الماضي.
ومع ذلك، يرى المدافعون عن الشعر التوسعي أن التواصل مع الجمهور ليس تنازلاً عن الجودة الفنية، بل هو جزء أساسي من دور الشعر في المجتمع. كما يرون أن استخدام الأشكال التقليدية ليس رجوعًا إلى الماضي، بل هو استلهام للتراث الشعري الغني، وتطوير له بما يتناسب مع العصر الحديث.
مستقبل الشعر التوسعي
يبدو مستقبل الشعر التوسعي واعدًا، حيث يستمر هذا الاتجاه في التطور والتجدد، والمساهمة في إثراء المشهد الشعري العالمي. من المتوقع أن يشهد الشعر التوسعي المزيد من التنوع والانفتاح والتجريب، وأن يستمر في التواصل مع الجمهور والتعبير عن التجارب الإنسانية المشتركة.
مع ظهور جيل جديد من الشعراء التوسعيين، من المتوقع أن يشهد هذا الاتجاه المزيد من التطور والابتكار. سيستمر الشعراء التوسعيون في استكشاف أساليب جديدة في الكتابة والتعبير، وتحدي التقاليد الشعرية القائمة، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للشعر.
خاتمة
الشعر التوسعي هو حركة شعرية أمريكية ظهرت في الثمانينيات كرد فعل على ما اعتبر ضيقًا في الشعر الحداثي. يتميز بالتنوع في المواضيع، واستخدام الأشكال الشعرية التقليدية والحديثة، والتركيز على التواصل مع الجمهور، والانفتاح على التجريب. أثر الشعر التوسعي بشكل كبير على المشهد الشعري، ويستمر في التطور والمساهمة في إثراء الأدب العالمي.