<![CDATA[
نشأتها وبداياتها
ولدت روز ماري سعيد زحلان في مدينة حيفا بفلسطين في عام 1937. نشأت في بيئة مسيحية فلسطينية، وتأثرت بقوة بالظروف السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة. بعد النكبة عام 1948، انتقلت عائلتها إلى لبنان، حيث تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي. أثرت هذه التجربة المبكرة في تشكيل وعيها السياسي والاجتماعي، وألهمتها للبحث والدراسة في تاريخ وثقافة المنطقة.
حصلت زحلان على درجة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراساتها العليا. حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في التاريخ من جامعة لندن، حيث تخصصت في تاريخ الشرق الأوسط. شكلت دراساتها الأكاديمية أساسًا قويًا لعملها البحثي والكتابي.
مسيرتها المهنية
بدأت روز ماري زحلان مسيرتها المهنية كباحثة ومؤلفة، وركزت على دراسة التاريخ السياسي والاقتصادي للشرق الأوسط. عملت في العديد من المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث، ونشرت عددًا كبيرًا من المقالات والكتب التي ساهمت في إثراء المعرفة حول المنطقة. كان لعملها تأثير كبير على مجال الدراسات الشرق أوسطية، وأسهمت في تقديم رؤى جديدة ومتعمقة حول قضايا المنطقة.
من أبرز أعمالها كتاب “اللاجئون الفلسطينيون: دراسة سياسية“، والذي يعتبر مرجعًا هامًا في دراسة قضية اللاجئين الفلسطينيين. تناولت في هذا الكتاب جوانب متعددة من القضية، بما في ذلك تاريخ النزوح، والظروف الاجتماعية والاقتصادية للاجئين، والحلول السياسية المقترحة. كما كتبت العديد من المقالات والأبحاث التي تناولت قضايا مثل الصراع العربي الإسرائيلي، والسياسة النفطية، والتنمية الاقتصادية في المنطقة.
إلى جانب عملها الأكاديمي، شاركت زحلان في العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية، وقدمت محاضرات وورش عمل حول مواضيع مختلفة تتعلق بالشرق الأوسط. ساهمت مشاركتها في هذه الفعاليات في نشر الوعي حول قضايا المنطقة، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
أعمالها وإسهاماتها
تميزت كتابات روز ماري زحلان بالعمق والتحليل النقدي، وكانت تعتمد على مصادر موثوقة وبيانات دقيقة. قدمت رؤى جديدة حول القضايا التاريخية والسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، وساهمت في فهم أعمق للتحديات التي تواجه المنطقة. كانت زحلان ملتزمة بالدقة والموضوعية في كتاباتها، مما جعلها تحظى بتقدير كبير من قبل الباحثين والقراء على حد سواء.
من بين أهم إسهاماتها:
- دراساتها حول القضية الفلسطينية: ركزت زحلان على دراسة جوانب متعددة من القضية الفلسطينية، بما في ذلك تاريخ النزوح، والظروف الاجتماعية والاقتصادية للاجئين، والحلول السياسية المقترحة.
- تحليلها للسياسة النفطية: قدمت زحلان تحليلات مهمة حول دور النفط في السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط، وتأثيره على التنمية الإقليمية.
- مساهمتها في الدراسات النسوية: تناولت زحلان قضايا المرأة في الشرق الأوسط، وقدمت رؤى حول دور المرأة في المجتمع والتحديات التي تواجهها.
الحياة الشخصية
تزوجت روز ماري زحلان من الأستاذ الجامعي والباحث الفلسطيني سمير زحلان، وأنجبت منه ابنة. كانت تهتم بالحياة الأسرية، وكانت تعتبر عائلتها مصدر دعم أساسي لها في مسيرتها المهنية. حافظت على علاقات وثيقة مع عائلتها وأصدقائها، وكانت تحرص على التواصل معهم بانتظام.
بالإضافة إلى عملها الأكاديمي، كانت روز ماري زحلان مهتمة بالفنون والثقافة، وكانت تحرص على حضور المعارض والمهرجانات الثقافية. كانت تؤمن بأهمية الفنون في تعزيز التفاهم والتقارب بين الثقافات.
إرثها
تركت روز ماري سعيد زحلان إرثًا هامًا من خلال كتاباتها وبحوثها التي ساهمت في إثراء المعرفة حول الشرق الأوسط. لا تزال أعمالها تدرس وتُستشهد بها في الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم. ألهمت زحلان العديد من الباحثين والطلاب، وأسهمت في تشكيل جيل جديد من الباحثين المهتمين بقضايا المنطقة.
تذكر كشخصية بارزة في مجال الدراسات الشرق أوسطية، وبصفتها صوتًا مهمًا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. يعتبر عملها مثالاً على الالتزام بالبحث العلمي والتحليل النقدي، وعلى أهمية تقديم رؤى جديدة ومتعمقة حول القضايا التاريخية والسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط.
وفاتها
توفيت روز ماري سعيد زحلان في 10 مايو 2006، عن عمر يناهز 68 عامًا. تركت وراءها إرثًا غنيًا من الكتابات والأبحاث التي لا تزال تلهم الباحثين والطلاب. تم تكريم ذكراها في العديد من الفعاليات والمؤتمرات، والتي أشاد المشاركون فيها بإسهاماتها في مجال الدراسات الشرق أوسطية.
خاتمة
روز ماري سعيد زحلان كانت شخصية بارزة في مجال الدراسات الشرق أوسطية، وتركت إرثًا هامًا من خلال كتاباتها وبحوثها التي ساهمت في إثراء المعرفة حول المنطقة. تميزت كتاباتها بالعمق والتحليل النقدي، وقدمت رؤى جديدة حول القضايا التاريخية والسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط. ألهمت زحلان العديد من الباحثين والطلاب، وأسهمت في تشكيل جيل جديد من الباحثين المهتمين بقضايا المنطقة. يعتبر عملها مثالاً على الالتزام بالبحث العلمي والتحليل النقدي، وعلى أهمية تقديم رؤى جديدة ومتعمقة حول القضايا التاريخية والسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط.