<![CDATA[
مقدمة
يفغيني إيفانوفيتش شابوشنيكوف (بالروسية: Евгений Иванович Шапошников؛ 3 فبراير 1942 – 8 ديسمبر 2020) كان قائداً عسكرياً ورجل أعمال سوفيتيًا وروسيًا بارزًا. شغل مناصب عليا في القوات المسلحة السوفيتية والروسية، ولعب دورًا حاسمًا في فترة تفكك الاتحاد السوفيتي والفترة التي تلت ذلك. اشتهر شابوشنيكوف بكونه آخر وزير دفاع للاتحاد السوفيتي وقيادته للقوات الجوية السوفيتية. كما تقلد مناصب مهمة في مجال الأعمال بعد تقاعده من الخدمة العسكرية.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد يفغيني شابوشنيكوف في منطقة روستوف بأوبلاست، روسيا، في عام 1942. انخرط في المجال العسكري في سن مبكرة، حيث التحق بمدرسة خاركوف العليا للطيران العسكري التابعة لقوات الدفاع الجوي في عام 1959. بعد تخرجه في عام 1963، بدأ شابوشنيكوف مسيرته المهنية كطيار مقاتل، وسرعان ما أظهر قدرات قيادية وإمكانات كبيرة.
واصل شابوشنيكوف تعليمه العسكري، حيث التحق بأكاديمية يوري غاغارين للقوات الجوية وتخرج منها في عام 1969. كما درس في الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السوفيتية، وتخرج منها في عام 1984. هذا التعليم المتقدم ساهم في صقل مهاراته القيادية والإدارية، مما أهله لتولي مناصب أعلى في القوات المسلحة.
المسيرة العسكرية
تدرج شابوشنيكوف في الرتب العسكرية بسرعة، حيث شغل مناصب قيادية مختلفة في القوات الجوية السوفيتية. تولى قيادة سرب طائرات، ثم فوج طائرات، ثم فرقة طائرات. في عام 1987، عُين قائداً لقوات الطيران التابعة للمجموعة السوفيتية للقوات في ألمانيا. وقد أظهر خلال هذه الفترة كفاءة عالية في إدارة الوحدات العسكرية الكبيرة واتخاذ القرارات الحاسمة.
في عام 1990، وصل شابوشنيكوف إلى قمة مسيرته العسكرية عندما عُين قائداً للقوات الجوية السوفيتية. وقد كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات، حيث شهدت انهيار الاتحاد السوفيتي وتغيرات جذرية في المشهد السياسي والعسكري. ورغم هذه الظروف الصعبة، تمكن شابوشنيكوف من الحفاظ على تماسك القوات الجوية وتوجيهها خلال هذه المرحلة الانتقالية.
وزير الدفاع الأخير للاتحاد السوفيتي
في أغسطس 1991، عُين شابوشنيكوف وزيراً للدفاع في الاتحاد السوفيتي، ليصبح آخر شخص يشغل هذا المنصب. وقد جاء هذا التعيين في أعقاب محاولة انقلاب أغسطس الفاشلة، التي أدت إلى تسريع عملية تفكك الاتحاد السوفيتي. خلال فترة ولايته القصيرة، لعب شابوشنيكوف دورًا حاسمًا في الحفاظ على الاستقرار ومنع وقوع حرب أهلية.
كان شابوشنيكوف مسؤولاً عن إدارة القوات المسلحة السوفيتية خلال هذه الفترة المضطربة، وعمل على ضمان انتقال سلس للسلطة إلى الدول المستقلة حديثًا. كما سعى إلى الحفاظ على التعاون العسكري بين هذه الدول، وتجنب أي صراعات محتملة. وقد أظهر شابوشنيكوف خلال هذه الفترة مهارات دبلوماسية وقدرة على التفاوض مع مختلف الأطراف المعنية.
ما بعد الاتحاد السوفيتي
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991، شغل شابوشنيكوف منصب القائد العام للقوات المسلحة المشتركة لرابطة الدول المستقلة. وقد كان الهدف من هذا المنصب هو تنسيق التعاون العسكري بين الدول الأعضاء في الرابطة، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
استمر شابوشنيكوف في هذا المنصب حتى عام 1993، حيث استقال احتجاجًا على ما اعتبره تدخلًا روسيًا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى الأعضاء في الرابطة. وبعد استقالته، دخل شابوشنيكوف مجال الأعمال، حيث شغل مناصب قيادية في عدة شركات.
الأنشطة التجارية
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، انخرط شابوشنيكوف في مجال الأعمال، حيث شغل مناصب عليا في عدة شركات. عمل مستشارًا للرئيس في شركة “أيروسبيس”، وهي شركة روسية متخصصة في صناعة الطيران والفضاء. كما شغل منصب المدير العام لشركة “أفياكابيتال”، وهي شركة تأجير طائرات.
بالإضافة إلى ذلك، كان شابوشنيكوف عضوًا في مجلس إدارة شركة “إيروفلوت”، وهي شركة الطيران الوطنية الروسية. وقد ساهمت خبرته العسكرية والإدارية في تطوير هذه الشركات وتعزيز مكانتها في السوق.
الموت والإرث
توفي يفغيني شابوشنيكوف في 8 ديسمبر 2020 عن عمر يناهز 78 عامًا. وقد نعاه العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، الذين أشادوا بدوره في الحفاظ على الاستقرار خلال فترة تفكك الاتحاد السوفيتي. يعتبر شابوشنيكوف شخصية محورية في تاريخ روسيا الحديث، وقائداً عسكرياً ورجل دولة بارزًا.
يُذكر شابوشنيكوف بكونه آخر وزير دفاع للاتحاد السوفيتي، وبقيادته للقوات الجوية السوفيتية خلال فترة عصيبة. كما يُذكر بدوره في الحفاظ على الاستقرار ومنع وقوع حرب أهلية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. لقد ترك شابوشنيكوف إرثًا كبيرًا في المجال العسكري والسياسي والاقتصادي.
الجوائز والتكريمات
- وسام الراية الحمراء
- وسام النجمة الحمراء
- وسام “خدمة الوطن في القوات المسلحة للاتحاد السوفيتي” من الدرجة الثالثة
- العديد من الميداليات الأخرى
حياته الشخصية
كان شابوشنيكوف متزوجًا ولديه ابنتان. كان يتمتع بشعبية كبيرة بين مرؤوسيه وزملائه، وكان يُعرف بتواضعه وإخلاصه في العمل.
خاتمة
كان يفغيني شابوشنيكوف شخصية بارزة في تاريخ الاتحاد السوفيتي وروسيا الحديثة. بصفته آخر وزير دفاع للاتحاد السوفيتي، لعب دورًا حاسمًا في الفترة الانتقالية بعد تفكك الاتحاد، وساهم في الحفاظ على الاستقرار وتجنب الصراعات. كما كان قائداً عسكرياً ناجحًا ورجل أعمال مقتدرًا. سيظل شابوشنيكوف في الذاكرة كقائد مخلص ورجل دولة حكيم.